ماذا بعد قصف قطر

ماذا يعني أن تتجرأ اسرائيل على بلدٍ مثل قطر ، لا هو على الحدود ، ولا يجاهر بعداوته أو استنكاره بشاعة ما تقوم به حكومة وجيشاً ومستوطنين يملؤهم الحقد الأعمى على شعبٍ كلّ قوته أنه مؤمن بالله وبصموده الخرافيّ في وجه أبشع آلةٍ حربيةٍ ابتدعتها عقول مجرمي اسرائيل وحلفاؤها ،، وبالعكس من ذلك أقام علاقاتٍ اقتصادية وسياسية وما يُسمى بالديانة الإبراهيمية ، فأعطى لإسرائيل موطئ قدم في الجزيرة العربية بعد أن طُردوا منها منذ اكثر من ألف واربعمائة سنة ( بأمر من الله تعالى ) لأنهم ( ينقضون عهودهم في كل مرةٍ ) وليست  قطر وحدها فالإمارات العربية المتحدة والبحرين قد أقاموا اتفاقيات سلامٍ بينهم وبين إسرائيل وهم يحلمون بأن ،، سيّد البيت الأبيض سيحميهم .

إلا أن من اتخذ من الاحتلال الامريكي وقوته المتمركزة في الخليج العربي والجزيرة العربية وما حولها درعاً وسنداً فقد باء بخفّي حُنين ، فهل يُعقل أن يكون الوحش الذي يمارس أبشع الجرائم في القتل والحرق وتدمير البنى التحتية على رؤوس الأبرياء وتجويع أمةٍ حتى الموت وهو يأمل أن تركع له وتذلّ ،، فلا يتلقى إلا الصمود والموت تشبثاً بتراب غزة وفلسطين ، هل يُعقل أن يصدق في عهدٍ أو اتفاقية مع أحد ولسان حاله يقول لهم ( اشربوها وبلّوا ميتها ) بالطريقة المصرية .

السعودية وأدبي وقطر أغدقوا الأموال على ( ترامب ) وحمّلوه هدايا ليس أقلها طائرة بمئات الملايين من الدولارات فكانت مكافأتهم أنهم قصفوا قطر بتلك الأموال .

ونتأمل المؤتمر العربي الإسلامي ونح نأمل أن يخرجوا علينا بقرارات عملية بعض الشئ ، فإذا بها لا تزيد عن سابقاتها ، لا تسدُّ جوعاً ولا تروي من عطش ، ولكم الله يا أهل العزة والكرامة – أهل غزة وكل فلسطين – أما العالم الحر حقاً فهو هذه الشعوب التي ما فتئت تخرج مظاهرات ٍ وترسل السفن لكسر الحصار وتطالب حكوماتها بالتخلي عن مساندة اسرائيل وبطشها وهمجيتها ،،، وقد تكون على أيديهم مفاتيح الأمل بسلام يعمّ المنطقة العربية وفي القلب منها فلسطين والعالم أجمع

وليس ذلك على الله بعزيز