بنظرة مستفيضة لحال الأمة العربية والإسلامية والعالم من حولهما ، يتضح بما لا يقبل الشك إنّ جرائم الصهيونية العالمية بقيادة نتنياهو وحلفائه لن تتوقف أو ترتدع مهما ارتفعت الأصوات المخلصة لنصرة شعب فلسطين وغزة بالذات . ومهما طالبت المنظمات الدولية والمؤسسات القانونية بتجريم أعماله التي لم تتوقف منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى اليوم ، فصوت الحق ضعيف إن لم تُسنده قوةٌ يخشاها الاسرائيليون ومن والاهم وتوقفهم عن الاستمرار بجرائمهم ضد شعب غزة وفلسطين بعمومها والإنسانية بكل قوانينها وشرائعها .
وقع بين يديّ كتاب للكاتب المعروف ( أمين معلوف بإسم / ليون الأفريقي ) يتناول فيه الأيام الأخيرة لسقوط غرناطة ، حيث أفاض مستشار الملك ( أبي عبد الله ) آخر أمراء غرناطة والأندلس في أسباب استسلام المدينة لملك ( قشتالة ) حينها إذ يقول : ليس بمقدورنا مقارعة الغزاة ،، الحصار شديد والناس لا يجدون طعاماً ولا مؤونة ، وأولادهم يتضورون جوعاً وفزعاً ، ولا سلاح لدينا نقارع به القشتاليين ،، وقد أرسلنا إلى إخواننا المسلمين ليهبوا لنجدتنا من المغرب ومصر والدولة العثمانية فلم يستجيبوا لنا ، بل أنهم أرسلوا الوفود إلى ( فرديناند ) بالمال والهدايا ليثبتوا له حسن نيتهم إزاءه والتقاعس عن نجدة إخوانهم المسلمين واليهود على السواء . فما كان من أبي عبد الله الّا تسليم المدينة للغزاة وذرف الدموع عند رحيله عنها لتقول له أمّه ( تبكي كالنساء ملكاً لم تُحسن آلذود عنه كالرجال ) .
ما يهمنا اليوم أن الأسباب التي ساقها الملك ومستشاروه هي بعينها الأسباب التي دفعت الكثير من المسؤولين العرب وقد تقاعسوا عن نصرة إخوتهم في العروبة والدين والإنسانية ،، وما أكثر الدعاة للإستسلام على أغلب القنوات الإعلامية ووسائل الاتصال المختلفة ،، وها هو ( ترامب ) حليف إسرائيل الأكبر يزور البلاد العربية ليعود إلى أمريكا حاملاً ( تريليونات ) الدولارات تثميناً لحسن أدائه في الاستمرار بقتل وتهجير أهل غزة وعموم فلسطين .
إجتاح الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان وتمركز في خمس نقاط استراتيجية لا يريد أن يتخلى عنها ، وطالب الجيش اللبناني بتحطيم سلاح حزب الله ،، وكان له ما أراد ،، وكذلك اجتاح جنوب سوريا حتى وصل مشارف دمشق وطلب نفس الشئ ،، تحطيم أيّ سلاحٍ قد يكون رادعاً في يوم من الأيام للجيش الاسرائيلي وكان له ما أراد . فلو أنّ الجيشين السوري واللبناني كانا قد احتفظا بتلك الأسلحة وأضافاها لعتاد جيشيهما ، فهي في الآخر أموال الشعبين السوري واللبناني .
فهل نُلام إن رددنا ( ما أشبه اليوم بالبارحة )