شهد الحي الثقافي “كتارا” في العاصمة القطرية الدوحة اختتام فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان كتارا للرواية العربية التي استمرت طوال شهر أكتوبر. أكدت هذه الدورة مكانة المهرجان كأكبر محفل أدبي مخصص لفن السرد في العالم العربي، حيث استقبلت مشاركة قياسية بلغت أكثر من 1900 عمل روائي من مختلف الأقطار العربية، مما يعكس الحيوية المتصاعدة لهذا الجنس الأدبي. ليرتفع إجمالي المشاركات على مدى 11 عامًا إلى أكثر من 17 ألف مشاركة، أثمرت عن تتويج 183 فائزًا وإصدار 253 عملًا مترجمًا، لتكرس كتارا للرواية “حق التكريم”.
لم يقتصر البرنامج الثقافي للمهرجان على استعراض الأعمال المتنافسة فحسب، بل شمل سلسلة من الندوات الأكاديمية العميقة التي تناولت قضايا نقدية وفكرية هامة. ومن أبرز الأنشطة التي استضافها المهرجان، الأوراق النقدية التي قدمها أكاديميون متخصصون حول المسيرة التاريخية للرواية السعودية، ودراسة “تمثلات الهوية الثقافية في رواية المرأة السعودية”، بالإضافة إلى جلسة تكريمية خاصة تناولت شخصية الكاتب الراحل غازي القصيبي كـ “مثقف رمز”، وحللت أعماله الروائية بعمق، مما أثرى الحوار الفكري بين المشاركين.
في الختام، توج المهرجان بإعلان أسماء الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في فئاتها الست، ليضع أسماء جديدة ومتميزة على خارطة الأدب العربي. وبهذا، لم يكتفِ المهرجان بتكريم الإبداع فحسب، بل واصل دوره الحيوي في دفع الرواية العربية نحو العالمية، من خلال مبادرات الترجمة التي يطلقها سنوياً، مؤكداً أن الأدب هو الذاكرة الحية للأمة وأحد أهم روافد الحوار الثقافي الدولي.
