حضور قاري متميز في المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة
بحضور 350 سينمائيا من 45 بلدا إفريقيا واختيار موريتانيا ضيف شرف، تم الاحتفاء بحوالي نصف قرن) 48 سنة( من السينما الإفريقية في الدورة 25 من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، التي نظمت ما بين 21 و28 يونيو/ حزيران الماضي، وعرفت تميزا كبيرا على مستوى قيمة الأفلام المعروضة ومن ضمنها الأفلام النسائية المغربية التي حصدت مجموعة من الجوائز القيمة في مسابقة الأفلام الطويلة والقصيرة، وعلى مستوى التنظيم والنقاشات

السينمائية بين المخرجين والفاعلين السينمائيين المغاربة والأفارقة، حيث جمع المهرجان بين الفرجة السينمائية والتفكير النقدي وتمحورت نقاشات هذه الدورة بالأساس حول الروابط بين السينما والذكاء الاصطناعي الذي فرض نفسه على مختلف الميادين، بما في ذلك الفن والسينما، حيث حملت الدورة شعار “من الحكواتيين إلى الخوارزميات.. السينما تتطور”، كما استعاد المهرجان تقليده التاريخي المعروف بـ “لقاءات منتصف الليل”، حيث كان لضيوف المهرجان لقاء مع الناقد السينمائي اللبناني إبراهيم العريس، حول مواضيع الذكاء الاصطناعي والنقد السينمائي العربي، إلى جانب إثارة سير بعض النقاد الكبار في تاريخ السينما العربية وما كان يجمع بينهم ثقافيا وإنسانيا.
وفي هذه الدورة الفضية من هذا المهرجان الذي يعد أعرق مهرجان في المغرب، تم تأسيسه عام 1977 من طرف الفاعل السينمائي الكبير ومؤسس الأنـدية السينمائية بالمغرب ومدير المركز السينمائي المغربي الراحل نورالدين الصايل، لم تقتصر عروض الأفلام على مدينة خريبكة التاريخية المعروفة بإنتاج الفوسفاط، بل شملت المدن المجاورة لها )بني ملال، خنيفرة، بن جرير، الفقيه بن صالح، واد زم، أزيلال(، حيث خصصت عروضا سينمائية موجهة للأطفال تفعيلا لمبادرة تهدف إلى تسهيل ولوج هذه الفئة إلى الفن السابع، كما اقتحم المهرجان أبواب السجن المحلي لتنظيم النسخة السادسة من “المهرجان الثقافي للسجناء الأفارقة بخريبكة”، وهو أحد أبرز أحداث هذا الموعد السينمائي القاري الذي يأتي في المرتبة الثالثة قاريا بعد “أيام قرطاج السينمائية” بتونس، ومهرجان “فيسباكو” ببوركينا فاسو. وقد تأتى

للمهرجان كل هذا بفضل الدعم الرسمي الذي يخصصه له سنويا “المكتب الشريف للفوسفاط” والمركز السينمائي المغربي.
موريتانيا وتكريم سيساكو
في افتتاح الدورة 25 من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، كانت لحظة تكريم المخرج والمنتج السينمائي الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، قوية ومؤثرة، لأنه بفضل هذا المخرج الموهوب الذي اشتهر بأعماله السينمائية التي تتناول الصعوبات التي تعترض الأفارقة من فقر وهجرة وبطالة وفراغ وإرهاب، كفيلم “تمبكتو” الذي حصل من خلاله على العديد من الجوائز العالمية.
وعلى الرغم من انطلاق السينما الموريتانية في ستينيات القرن الماضي، فإنها ما تزال مغمورة مقارنة بنظيراتها من القارة الإفريقية، وذلك بسبب العديد من الإكراهات والتحديات التي تواجه المشتغلين في هذا القطاع بموريتانيا، وعلى رأسها غياب الدعم والإنتاج داخل البلد. وتعود أول مشاركة للسينما الموريتانية في مهرجان خريبكة إلى دورته الأولى عام 1977، لتغيب بعد ذلك، كما قال منظمو المهرجان، ليسلط الضوء عليها فيما بعد يفضل المخرج عبد الرحمن

سيساكو بمشاركاته المتعددة التي شملت أفلامه وتحمله لمسؤولية عضوية لجنة التحكيم في المهرجان، قبل أن يحظى بتكريم خاص في هذه الدورة من هذا المهرجان العريق، ويتم تسليط الضوء على السينما الموريتانية وتاريخها، وطرح تساؤلات حول واقعها الحالي، الذي يعتمد أساساً على المبادرات الفردية وجهود مكونات المجتمع المدني، في بلد شفهي معروف بـ “بلد المليون شاعر”، حيث تطرح السينما اليوم كأداة تربوية وثقافية لتعزيز الوعي المجتمعي وتوثيق الهوية الوطنية. ومن بين المخرجين الموريتانيين نذكر: المخرج عبد الرحمن أحمد سالم مؤسس دار السينمائيين الموريتانيين، والمخرج العصامي محمد هندو، والمخرج الشاب سيدي محمد الشيقر، والمخرج محمد ولد اشكونة صاحب فيلم “المستتر”، وهو أول فيلم موريتاني يعرض على منصة “نيتفليكس” العالمية في نهاية مارس/ آذار 2023، ثم المخرجة مريم بنت بيروك، وهي أول مخرجة في البلد، وصاحبة وثائقي “الباحثات عن الحجر” المتوج عام 2009 بجائزة الأمل الوثائقي بمهرجان السينما الإفريقية ببروكسل (بلجيكا)، والمخرجة لالة كابر صاحبة فيلم “مشاعر أخرى” الذي قوبل بالرفض والتهديد بسبب تناوله لقضايا مسكوت عنها.
تكريم سينغالي ومغربي
وإلى جانب المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو حظي المخرج السينغالي، منصور صورا واد، بتكريم خاص خلال هذه الدورة، وذلك تقديرا لمسيرته الفنية الثرية وإسهاماته المتميزة في تعزيز حضور السينما الإفريقية على الساحة

الدولية. وهو الحاصل على التانيت الذهبي في أيام قرطاج السينمائية عام 2003 عن فيلمه الطويل “ثمن العفو”.
وبكثير من التأثر والاعتزاز تحدث المخرج السينغالي عن هذا التكريم وعن ارتباطه العاطفي بهذا المهرجان، الذي زاره منذ بداياته، وقال إنه بات يحتل مكانة متميزة في المشهد السينمائي الإفريقي، ويمثل “واجهة مهمة تتيح لنا عرض صورنا الإفريقية”.
ويأتي هذا التكريم، كما قال مدير المهرجان عزالدين كريران، احتفاء بإبداعه السينمائي الذي عكس عمق القضايا الاجتماعية والثقافية في إفريقيا، معتبرا أن “السينما الإفريقية قطعت أشواطا مهمة وحققت تقدما كبيرا في مختلف مجالات الإبداع، وأصبح الإنتاج السينمائي في القارة يفرض اليوم نفسه بقوة كطاقة إبداعية على الساحة الدولية”.
وإلى جانب هذين المخرجين، تم تكريم الفنان المغربي عمر السيد، أيقونة مجموعة “ناس الغيوان” التاريخية، وأحد الرواد البارزين في الفن السابع في اختتام المهرجان، وذلك تقديرا لمساره الطويل والحافل بالعطاء السينمائي والتلفزيوني والمسرحي منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث يمكن ذكر دوره المتميز في فيلم “تاغنجة” للمخرج عبده عشوبة عام 1980، و”الحال” للمخرج أحمد المعنوني عام 1981، و”ابن السبيل” للمخرج محمد عبد الرحمان التازي، و”زنقة القاهرة” للمخرج عبد الكريم الدرقاوي 1998، و”الحلم المغربي” مع جمال بلمجدوب 2007، و”المطلقة” للمخرج رشيد العروسي 2017، إلى جانب مساهماته المتعددة في أفلام أجنبية.

منافسة قارية مهمة
يتميز المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة بتقديم مجموعة من الإنتاجات السينمائية القارية المهمة، وقد تجلى هذا أيضا في الأفلام المشاركة في الدورة 25 من المهرجان وفي باقي الدورات السابقة، حيث اعتبر الناقد والإعلامي المغربي المتخصص في المجال السينمائي خالد لمنوري، والمتتبع لهذا المهرجان، أن خريبكة “عاصمة للسينما الإفريقية” بامتياز، وذكر في تصريح لمجلة “الحصاد” أن المهرجان تأسس عام 1977 بمبادرة من مجموعة من السينمائيين المغاربة والأفارقة على رأسهم الراحل نور الدين الصايل، الذي كان يتردد على مدينة خريبكة باعتباره رئيسا للجامعة الوطنية للأندية السينمائية، وبحكم احتضان المدينة أقدم ناد سينمائي بالمغرب (1934)، وهو النادي السينمائي بخريبكة، الذي استفاد من وجود بنية تحتية ثقافية وفرها “المكتب الشريف للفوسفاط” لهذه المدينة العمالية.
وأضاف لمنوري أنه “على مدى 48 سنة و25 دورة، رسخ المهرجان الدولي للسينما الإفريقية مكانته كواحد من أبرز المواعيد السينمائية بالقارة، ليحتل اليوم موقعا متقدما. وبفضل الجهود المتواصلة لمؤسسة المهرجان الدولي للسينما الإفريقية المنفتحة على العديد من الهيئات السينمائية بالمغرب وإفريقيا، أصبح المهرجان من أنجح التظاهرات السينمائية، فهو من التظاهرات السينمائية القليلة التي تستقطب جمهورا كبيرا، بفضل جودة العروض السينمائية وتنوعها، ومصداقية الجوائز، وغنى الفقرات الموازية، وحسن التنظيم، والحرص على احترام برنامج المهرجان وتنفيذه

بنجاح يعكس حرفية أعضاء اللجنة التنظيمية، التي تمرس أعضاؤها داخل النادي السينمائي العريق للمدينة، فضلا عن انفتاحهم على مختلف الهيئات السينمائية، التي يتم التنسيق معها”.
فيلم صومالي يتوج بالجائزة الكبرى
وقد عرفت دورة هذه السنة مشاركة 15 فيلما طويلا من 12 بلدا في مسابقة الفيلم الطويل، من ضمنها أفلام وصلت إلى العالمية، وهي: “قنطرة” لوليد مطار (تونس)، و”قصة الخريف” لكريم مكرم (مصر)، و”سينما منتصف الليل” لمازن لطفي (مصر)، و”شاي أسود” لعبدالرحمن سيساكو (موريتانيا)، و”قرية قرب الجنة” لموه هاراوي (الصومال)، و”موكوكو/ ارتفاع” لأنجيلي اكوير بورو (الطوغو)، و”اومونكاني” لجويل كوييزي (رواندا)، و”نكينزي” لرحيما نانفوكا (أوغندا)، و”صاكو/ حلم الرب” لفوسيني مايكا (مالي)، و”ديمبا” لمامادو ديا (السنغال)، و”كفى!” لأليماطا ويدراغو (بوركينافاسو)، و”وارسا/ إرث” لأرون باداك زيغوبي (تشاد)، والأفلام المغربية: “راضية” لخولة أسباب بنعمر، و”وشم الريح” لليلى التريكي، و”كازابلانكا/دكار” لأحمد بولان.
وقد توجت في هذه الفئة من المسابقة الرسمية، التي تكونت لجنة تحكيمها من المخرج الرواندي جويل كاريكزي رئيسا، ومن الأعضاء: المخرج المغربي محمد عهد بنسودة، والممثلة المالية فاتوماتا كوليبالي، والسينمائي البوروندي ليونس نكابو، والمخرج السينغالي كلارنس توماس ديلغادو، ستة أعمال سينمائية، حيث عادت الجائزة الكبرى عن جدارة واستحقاق إلى الفيلم الصومالي “”قرية قرب الجنة” لمو هراوي الذي حصل أيضا على جائزة النقد. وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم المغربي “وشم الريح” لليلى التريكي، وجائزة الإخراج تحصل عليها أيضا الفيلم المغربي “راضية” لخولة

أسباب بنعمر. وتوج بجائزة السيناريو فيلم “شاي أسود” للموريتاني عبد الرحمان سيساكو. أما جائزة التشخيص إناث ففازت بها الممثلة سارة حناشي عن دورها في الفيلم التونسي “قنطرة” لوليد مطر، كما منحت لنفس الفيلم جائزة دون كيشوط. وفاز بجائزة التشخيص ذكور الممثل مامادو عن دوره في الفيلم السينغالي “ديمبا” لمامادو دياز وحصل الفيلم المغربي “كزابلانكا/ دكار” لأحمد بولان على تنويه خاص.
وفي فئة الأفلام القصيرة، التي عرفت مشاركة 15 فيلما قصيرا من دول متعددة هي: تونس، ليبيا، مصر، السينغال، البنين، ساحل العاج، الطوغو، إثيوبيا، رواندا، بوركينا فاسو، الكاميرون، جمهورية إفريقيا الوسطى، والمغرب، وتكونت لجنة تحكيمها من الناقد السينمائي والإعلامي المغربي بلال مرميد رئيسا، وعضوية كل من الممثل التشادي يوسف دجاورو، والمخرجة المالية ديارا مولدي، فقد فاز بالجائزة الكبرى عن جدارة الفيلم المغربي “شيخة” لأيوب اليوسيفي وزهوى راجي، وعادت لجنة التحكيم الخاصة للفيلم البينيني “عرس الماء” لأورييل جيويا فيما تحصل الفيلم الليبي “صعود.. خارج نظام المراقبة” لأسامة رزق على جائزة الفيدرالية الإفريقية

لمهرجانات السينما والسمعي البصري.
تميز سينمائي نسائي مغربي
وما يسجل خلال هذه الدورة الفضية من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة هو تميز وتألق السينما التي تخرجها نساء مغربيات، حيث حصلت المخرجات المغربيات على جوائز مهمة خلال هذه الدورة، فالمخرجة المغربية ليلى التريكي حصلت على جائزة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة التي تحمل اسم الفاعل السينمائي الراحل نورالدين الصايل، وذلك عن فيلمها الروائي الطويل الأول “وشم الريح”، والمخرجة الشابة خولة أسباب بنعمر حصدت جائزة الإخراج التي تحمل اسم المخرج البوركينابي الراحل إدريسا ويدراوغو عن فيلمها “راضية”، كما حصلت المخرجة المغربية زهى راجي في إخراج مشترك مع وميلها أيوب اليوسفي عن الجائزة الكبرى في فئة الأفلام القصيرة عن فيلمها “شيخة”، الذي نوهت بفنيته العالية لجنة التحكيم ومتتبعو عروض المهرجان.
وحول هذه الدورة وتتويج فيلمها الروائي الأول “وشم الريح” قالت المخرجة المغربية ليلى التريكي في تصريح لمجلة “الحصاد”، إن مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة تظاهرة سينمائية عريقة استطاعت أن تخلق قنطرة للسينما الإفريقية بالقارة السمراء، وتفتح باب الحوار حول الثقافات الإفريقية ولغتها السينمائية الخاصة، التي استطاعت في السنوات الأخيرة أن تفرض نفسها برؤيتها الخاصة وجماليتها وانفتاحها على الضفة الأخرة، وهو ما أحدث تلاقحا فنيا كبيرا لدى مجموعة من المخرجين الأفارقة أبرزهم عبد الرحمن سيساكو، الذي قدم أعمالا فنية رائعة.
وأضافت المخرجة ليلى التريكي إن تتويج فيلمها الروائي الطويل الأول “وشم الريح”، الذي قضت سبع سنوات في الاشتغال عليه، بجائزة لجنة التحكيم التي تحمل اسم الناقد والفاعل السينمائي المغربي الراحل نورالدين الصايل، “شرف كبير ومسؤولية واعتراف بمجهودها، وهو ما سيمنحني شحنة قوية للاشتغال على فيلمي الثاني. كما أن التفاعل مع فيلمي في المهرجان كان كبيرا، خاصة أنه يتناول قضية إنسانية وكونية تتعلق بالهوية المتشظية لأبناء المهاجرين، وهو ما سيدفعني إلى المزيد من التعمق والحفر في أعمالي المقبلة”.
وحول تميز السينما المغربية النسائية في هذه الدورة الفضية من المهرجان، أوضحت المخرجة ليلى التريكي أنها لم تأت من فراغ بل هي “ثمرة اشتغال متواصل على المقاربات الفنية والكتابة والصورة والإخراج من أجل تحقيق الذات، في مجال ظل لسنوات حكرا على الذكور”، مشيرة إلى أن السينما المغربية بشكل عام يحضر فيها مزيج رائع بين الثقافة الإفريقية والأمازيغية والأندلسية، وذلك بحكم موقع المغرب الجغرافي، وهو ما يمنح هذه السينما فرادتها وتنوعها.
دعم مغربي إفريقي وانفتاح على الشباب
المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة ليس مهرجانا عاديا يقتصر على عرض الأفلام وتسليم الجوائز فقط، بل هو مدرسة مفتوحة لتعلم السينما وتأطير الشباب، وفتح نقاشات غنية حول السينما وقضاياها، وحول الأعمال السينمائية المعروضة، وتظاهرة للاحتفاء بالسينما الإفريقية ورموزها وإعادة الاعتبار لها، لدرجة أنه أطلق أسماء المؤسسين على جوائزها: الجائزة الكبرى عصمان صامبين، جائزة لجنة التحكيم نور الدين الصايل، جائزة الإخراج إدريسا ويدراوغو، جائزة السيناريو سمير فريد، وجائزة أول دور نسائي أمينة رشيد، ثم جائزة أول دور رجالي محمد بسطاوي.
ولهذا الأسباب كلها، فقد أصبح المهرجان موعدا سنويا مهما بالنسبة إلى الكثير من الفاعلين في المجال السينمائي الإفريقي. فمنذ تأسيسه والمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، كما يقول الناقد والإعلامي خالد لمنوري، يعمل على دعم الشباب بورشات تكوينية في مهن السينما، إذ يخصص في كل دورة حيزا مهما للتكوين في كتابة السيناريو، الإخراج، المونتاج، التصوير، إدارة الممثل، الموسيقى التصويرية والتحليل الفيلمي.
ولإعطاء معنى لهذه الورشات، وتشجيعا للمستفيدين، وتحفيزهم على العطاء والإبداع، تخصص إدارة المهرجان، مسابقة خاصة لأحسن فيلم قصير لا تتجاوز مدته خمس دقائق، ينتجه المستفيدون من التكوين. كما تفتح مؤسسة المهرجان أبوابها للطلبة الأفارقة، من أجل مساعدتهم على إنجاز بحوثهم في مجال السينما، وذلك بتسهيل الولوج إلى أرشيف غني يتضمن وثائق بصرية ومسموعة ومكتوبة، باتت تحتاج الآن إلى متحف خاص بالسينما الإفريقية.
وإضافة إلى هذا، فإن المهرجان، كما يضيف لمنوري، يعكس “الدعم المغربي للسينما الإفريقية عبر تعزيز الإنتاج المشترك والحفاظ على التراث السينمائي الإفريقي من خلال ترميم الأفلام التي ساهمت في تشكيل تاريخ السينما الإفريقية وتوفير الوسائل اللازمة لصونها وحمايتها.وبين أحضان هذا المهرجان العريق، تم تأسيس فيدرالية للمهرجانات الإفريقية برئاسة مدير المهرجان الحالي، عز الدين كريران”.
وتعمل فيدرالية المهرجانات الإفريقية التي تم الإعلام عن تأسيسها عام 2023، بحضور ممثلي 16 تظاهرة سينمائية من بينها قرطاج وفيسباكو والشاشات السوداء، على المساهمة في إنشاء إطار لتمويل المهرجانات، وتعزيز تنمية الصناعة السينمائية، وتعزيز التنوع والتمثيل في السينما الإفريقية، وتعزيز الوعي لدى الرأي العام الإفريقي تجاه السينما الإفريقية وفهمها.
*إعلامية وكاتبة من المغرب
الصور
- ملصق المهرجان.
- مسابقة الأفلام الطويلة.
- مدير المهرجان عزالدين كريران.
- مخرجا فيلم شيخة المتوج بالجائزة الكبرى في فئة الأفلام القصيرة
- فيلم قرية قرب الجنة الصومالي المتوج بالجائة الكبرى في فئة الأفلام الطويلة.
- جانب من افتتاح المهرجان.
- تكريم الفنان المغربي عمر السيد
- تتويج المخرجة المغربية ليلى التريكي
- المخرج الصومالي يتسلم الجائزة الكبرى
- الناقد إبراهيم العريس مع الناقد المغربي خليل الدامون في لقاءات منتصف الليل
- تتويج المخرجة المغربية حولة أسباب بنعمر.