ترامب …وساساته الصادمه

هل نحن على اعتاب تصفية النظام العالمى برمته ..؟

هل مايحدث الآن على مستوى العالم ونظامه السياسي،دار بخيال احد من جهابذة الفكرالسياسي وعلماء التنوير ؟ هل دار بخلد احد من الذين يتندرون بالتعريفات السياسية التي تأتي في الكثير من الأحيان على السنة الكتاب او رجال السياسه، في العالم العربي حين ينادون بالأصطلاح المقيت (هذه الدولة أولا أو (هذا القطراولا) ،في غيبة مذهله عن دواعي الأمن العربي الشامل ومقتضايته الواجبه .

الآن جاء الدور الأمريكي ليقول ترامب بالفم المليان (أمريكا أولا) ضاربا عرض الحائط بالذاكرة التاريخيه التي أوجدت


دونالد ترامب
ولايته على الولايات المتحده مزحة من القدر

المعسكر الرأسمالي،أو الكتلة الغربيه،وحلفها الشهير (حلف شمال الأطلسي)

،ويعرف اختصارا باسم (الناتو) وهو تحالف عسكري دولي يتكون من 32 دولة من امريكا الشمالية واوروبا ،وتشارك 21 دولة اخرى في برنامج الشراكه من اجل السلام التابع لمنظمة حلف شمال الأطلسي،مع مشاركة 15 دوله اخرى في برنامج الحوار المؤسسي،وتاريخيا تأسس الحلف 1949

بناء على معاهدة شمال الأطلسي الموقعه في واشنطن في 4 ابريل 1949،ويشكل(حلف الناتو) نظاما

للدفاع الجماعي تتفق فيه الدول الأعضاء على الدفاع المتبادل، رداً على هجوم من قوى خارجية.

ترامب ومدرسته

دخل دونالد ترامب عالم السياسه، لكن من باب مختلف عن من عاصروه أوسبقوه، وقد كشفت لغته في حواراته الانتخابيه ولهجته في مخاطبته للناخب الأمريكي، عن عقلية مختلفة ومبرجه حول فكر طارئ ودخيل على عالم السياسة. فكر التاجر ،وليس السياسي ،وفكر الصفقات ،وليس الأستراتيجيات ،وفلسفة مصالح المكسب المادي،وليس القيمة المؤثرة. كانت تعريفاته ومجمل الفاظه تثير الدهشة ،لمن يسمعوه ،أو يحاوروه فلم تكن لغته اوالفاظه صديقه للأذن بشكل عام،خصوصا في المعارك الأنتخابيه. كانت لغته شعبويه الى حد كبير،حيث نادى بالعدول عن عدة مكتسبات في مجال حقوق الإنسان،ومن أهمها التصدي لموجات المهاجرين ،وعدم القبول بهم ضمن النسيج الاجتماعي،إلى جانب إذكاء التميز العنصري في شتى مجالات الحياة،وقد احدثت تلك التصريحات ضجه في حينها ،وكان الكثيرون على ثقة من ان منافسته في دورته الأولى (هيلاري كلينتون) سوف تكتسحه تماما، لكن الأنتخابات في كل مكان لها مفاجاّتها في الكثير من الأحيان،فقد نجحت (هيلاري كلينتون) في الأنتخابات العامه ،ولكن (ترامب) نجح بفعل المجمع الأنتخابى،حسب النظام الأمريكي. لذلك اعلن فوزه .انقضت الدورة الأولى،وتقدم ترامب لدورة ثانيه، وحين فشل لجأ لأساليب احتجاجية،كانت غريبه ان تحدث في دوله لها طقوسها الحضاريه في الأعتراض أو في الأحتجاج لكن الأمراختلف مع (دونالد ترامب)،فشاهدنا اقتحاما من انصاره لمبنى(الكابيتول) وهو يضم الكونجرس الأمريكي،كما ورد على لسانه هجوما لاذعا يتنافي تماما مع الطقوس الأمريكيه في الحوار،وحتى الطقوس المتعارف عليها في الدول ذات الوزن الحضاري،ورفضه لتهنئة خصمه بالنجاح ،كما رفض حضور احتفالا تقليديا بتسليم وتسلم السلطه  لمن حاز الفوز بالأنتخابات،واصبح عن استحقاق رئيسا للجمهورية. وخرج دونالد ترامب خاسرا من جولة السباق ،ولكن الغريب انه لم يستسلم من جانب،فقد قام  بالتشكيك في سلامة الانتخابات،كما ان خصومه، من جانب اّخر، لم يدعوه لحاله، فتكالبت عليه الكثير من المشاكل و الدعاوى القانونيه،واقتيد الى المحاكمة بتهم شتى منها،ما يتعلق بالضرائب وتتعلق اخرى بالتحرش الى اّخر المشوار الذي قطعه وهو في مرمى الهجوم والتشهير والوقوف خلف القضبان . هذا عن شخصية أطلت على العالم السياسي،فيها ما يجذب لدى البعض،من جرأة في التعبير، وتلقائية في الحديث،وطرح غير مألوف في الخطاب السياسي لدى قطاعات من الرأي العام. يضاف الى كل ذلك حجم من الأصرار والمتابعه لما يطرحه، والجرأة في المواجهة.طقوس غريبه لا شك اطلت على  الولايات المتحده،وعلى مكانتها الدولية،ومن ثم اطلت على العالم، بكون الولايات المتحده زعيمة مايسمي بالعالم الحر.

العالم الذي يطل عليه دونالد ترامب

لا ينكر أحد أن الولايات المتحده تتمتع بسمات خاصه ،فهي القطب الأعظم في السياسة الدوليه ،وتنسحب هذه المكانه لكي تغطي عالمنا المعاصر بشكل كامل ،وذلك ابتداء من نهاية الحرب العالمية الثانيه،وما اسفرت عنه نتائجها العامه ،من ظهور معسكرين  كبيرين. المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحده الأمريكيه ،والمعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي،وقد دارت بينهما حركة صراع،كانت تعرف باسم (الحرب البارده)وقد  استمرت هذه الحرب حتى تم الاعلان الرسمي بانتهاء الأتحاد السوفييتي،والأعتراف باستقلال الجمهوريات السوفييتيه.وبتلك النهاية المؤلمه للأتحاد السوفييتي أصبحت الولايات المتحده الأمريكيه هي (القطب الأوحد) على قمة عالمنا المعاصر بلا منافس. هنا علينا ان نتذكر أنه خلال هذه الفترة (الحرب البارده)نمت حركة التحرر الوطنى في العالم،ونالت الكثير من الدول استقلالها،ولم تبق سوى (فلسطين) التي تقع تحت الاحتلال الصهيوني، بالرغم ان فلسطين لم تكن دولة تاريخيا،وانما كانت جزءا من الأمبراطوريه العثمانيه، التي تعرضت للتقسيم بعد الحرب العالمية الأولى،وعبر معاهدة (سايكس- بيكو) التي ابرمت 1916 كمعاهدة سريه انكشف امرها بعد الثورة الروسيه 1917،وقد نشرت نصوصها (البرافدا) الناطقه باسم الحزب الشيوعي الروسي. لكن في نهاية الأمر سقط العدو الأكبر للمعسكر الغربي عموما وللولايات المتحده خصوصا .وتربعت بذلك على قمة النظام العالمي منفرده. حدث كل ذلك ،على مستوى القمة في النظام العالمي ،ولكن حدثت ايضا ،ومن جانب اّخرنكسات عدة لما يعرف بالعالم الثالث،فقد حدث قبيل سقوط الاتحاد السوفييتي ان تمت الأطاحه بقائد الأستقلال في اندونيسا ( سوكارنو) ومن أشهر الأعمال التي قام بها في السنوات الأولى لحكمه الدعوة إلى عقد مؤتمر باندونج في الفترة من 18–24 أبريل/ 1955 وحضرته 29 دولة من قارتي آسيا وأفريقيا، وكان الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو والصيني شوان لاي من أشهر الحاضرين. وكان من نتائج المؤتمر ظهور المجموعة الأفروآسيوية في الأمم المتحدة، ثم كتلة عدم الانحياز بعد ذلك. تمت الاطاحة بالزعيم قوامى نكروما قائد الثورة في ( ساحل الذهب) الذي تصدى للأحتلال الهولندى واعلن الأستقلال1957 وتغير اسم الدولة من (ساحل الذهب) الى (غانا) واقر اول دستور لها 1960 ،ثم تم الانقلاب عليه بواسطة مجموعة من الضباط بقيادة الجنرال (انكراه) 1960 وكان خارج البلاد فقام باللجوء الى (غينيا). في العالم العربي تعرفنا على توهج الحركة الوطنيه والقوميه،في الخمسينات والستينات اذ قامت ثورات وحدثت ايضا انتكاسات (الثورة المصريه والعراقيه وتحرر السودان والثورة الجزائريه وتحرر المغرب وتونس واليمن وليبيا) وايضا حدثت نكسة عام 1967 ورحيل عبدالناصر 1970 ،وقامت حرب اكتوبر المجيده وعبرت الجيوش وحققت نصرا عظيما،ولكن السياسة خذلت السلاح وكانت الانكسارات،ورفع انور السادات شعار ان 99% من حل الأزمات في يد الولايات المتحده الأمريكيه،وكان تلك بدايات الانهيارات في العالم العربي. خرجت مصر من المعركه مع اسرائيل في نهاية السبعينات، وضرب العراق وتمت تصفية نهضته ،وكما قول جورج بوش الأبن (يعود العراق الى العصر الحجري) ثم جاء الربيع العربي فتم الفتك بليبيا،واستعرت الحرب الاهليه في اليمن،كما دخلت سوريا في صراعات لا حدود لها،وتعرضت مصر للكثير من المتاعب،وتراجعت بذلك حركة المد التحرري،والقومي الى حد ان نتنياهو يصرح (بأن اسرائيل قضت على القومية العربيه)،أو هكذا يتوهم فحركة القومية العربيه رغم ما تعانيه حاليا،الا انها في بداياتها،وليس في نهايتها،فالفكرة حتى لو توارت،فانها لاتموت مادامت الفكرة صحيحه.

دونالد ترامب

يرفع شعار (امريكا اولا )

من خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقدم تلك الفقره ،التي يضرب فيها الرئيس الأمريكي كل مصالح حلفائه وكتلته الرأسماليه ،التي سبق وان وقعت معها امريكا احلافا ومعاهدات ،تنسق الحركة وتدعم وسائل الدفاع ،وتحافظ على خطوط التعاون عرض الحائط ، من هذا اليوم فصاعدًا، ستزدهر بلادنا وستحظى بالاحترام من جديد في جميع أنحاءويعلن للعالم أجمع ،قائلا سنكون موضع حسد كل الأمم، ولن نسمح بأن يتم استغلالنا بعد الآن. خلال كل يوم من أيام إدارة ترامب، سأضع ببساطة شديدة (أمريكا أولًا) . وبينما نجتمع اليوم، تواجه حكومتنا أزمة ثقة. فعلى مدى سنوات عديدة، انتزعت مؤسسة متطرفة وفاسدة السلطة والثروة من مواطنينا بينما كانت أعمدة مجتمعنا محطمة وتبدو في حالة سيئة للغاية. لدينا الآن حكومة لا تستطيع إدارة حتى أزمة بسيطة في الداخل، بينما تتعثر في الوقت نفسه في سلسلة متواصلة من الأحداث الكارثية في الخارج. بموجب الأوامر التي أوقعها اليوم، سنقوم أيضا بتصنيف العصابات كمنظمات إرهابية أجنبية. وبالاستناد إلى قانون الأعداء الأجانب لعام 1798، سأوجه حكومتنا لاستخدام القوة الكاملة والهائلة لقوات إنفاذ القانون الفيدرالية وعلى مستوى الولايات للقضاء على وجود جميع العصابات الأجنبية والشبكات الإجرامية التي تجلب الجرائم المدمرة إلى الأراضي الأميركية، بما في ذلك مدننا ومناطقنا الداخلية. سأبدأ على الفور في إصلاح نظامنا التجاري لحماية العمال والعائلات الأميركية. فبدلاً من فرض ضرائب على مواطنينا لإثراء الدول الأخرى،سنفرض رسومًا جمركية وضرائب على الدول الأجنبية لإثراء مواطنينا  ولهذا الغرض،سننشئ دائرة الإيرادات الخارجية لتحصيل جميع التعريفات والرسوم والعائدات. وسوف تتدفق مبالغ هائلة من الأموال إلى خزينتنا من مصادر أجنبية. بعد وقت قصير من الآن، سنقوم بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا – (تصفيق) – وسنعيد اسم رئيس عظيم، وليام ماكينلي، إلى جبل ماكينلي، المكان اللائق به والذي ينتمي إليه. لقد جعل الرئيس ماكينلي بلدنا ثريا جدًا من خلال التعريفات الجمركية ومن خلال الموهبة – كان رجل أعمال بالفطرة – وأعطى تيدي روزفلت المال للعديد من الأشياء العظيمة التي قام بها، بما في ذلك قناة بنما، التي أعطيت بحماقة إلى دولة بنما بعد أن أنفقت الولايات المتحدة – أعني فكروا في هذا – أنفقت أموالاً أكثر مما أنفقت على أي مشروع من قبل وفقدت 38 ألف شخص في بناء قناة بنما. لقد عوملنا معاملة سيئة للغاية بسبب هذه الهدية الحمقاء التي لم يكن ينبغي لنا أن نمنحها أبدًا، ونكثت بنما بوعدها لنا. لقد تم انتهاك هدف صفقتنا وروح معاهدتنا بشكل كامل. ويتم فرض رسوم زائدة بشكل كبير على السفن الأميركية ولا يتم التعامل معها بشكل عادل بأي شكل من الأشكال. وهذا يشمل البحرية الأميركية. وقبل كل شيء، الصين هي التي تدير قناة بنما. ونحن لم نعطها للصين. لقد أعطيناها لبنما، والآن نستعيدها.

خطاب ترامب مغزاه ومرماه

كأنه هبط من المريخ ،على عالم تطورفكريا ، وتعرف على قيم حضاريه ،ومفاهيم متغيره عن حرية الانسان، ونبذ العنصريه،والتحريض على خوض سبل التعاون من اجل قيام عالم تتسم قوانينه بالعدالة والانصاف، حتى وان كانت تلك المنظومة لم تكتمل اركانها،ومازلنا نرى الغزو بدون  اذن من الأمم المتحده او كجلس الأمن ( حدث ذلك عام 1956 في الغزو الثلاثي لمصر،وقدم سكرتير عام الأمم المتحده استقالته احتجاجا على ذلك،وناشدته مصر الأستمرار في موقعه بصفته رجلا شريفا يمكن ان يحقق شيئا لأصلاح ماحدث،وحدث ذلك في غزو العراق عام 2003 ،ولكن المجتمع الدولي ادانها).

اليوم يأتي (دونالد ترامب) شاهرا سيفه من اجل التوسع له، ويقول ان اسرائيل ايضا ضيقه ويجب ان تتوسع .و يقول في فقرة محددة( أننا ستعتبر الولايات المتحدة نفسها مرة أخرى أمة متنامية، دولة تزيد ثروتنا، وتوسع أراضينا، وتبنى مدننا، وترفع سقف توقعاتنا، وتحمل علمنا إلى آفاق جديدة وجميلة). فى غضون ذلك، قال مرارًا وتكرارًا إنه يعتزم استعادة السيطرة على قناة بنما، وأن كندا يجب أن تصبح ولاية أمريكية، وأنه يجب شراء جزيرة جرينلاند التابعة لدولة الدنمارك، الدولة العضو بحلف الناتو) نسي ترامب أو تناسي ان سبب غزو العراق في عهد بوش أنها ( غزت الكويت) ونسي ايضا ان سبب حرب الغرب بجوار اوكرانيا ،ان روسيا قد غزت اوكرانيا .

                                                  في النهاية

عبر التاريخ ثبت ان معايير القوة المادية في التسلط والغزو وشن الحروب لا يمكنها ان تستمر ،وان لكل قوة حدود ،واذا كان ترامب يتصور ان الصراع العقائدي الذي كان يحكم العالم لفترة وقت الحرب البارده ،قد انتهى بسقوط الاتحاد السوفييتي ،فلعله يتذكر ان طموحه يمكن بسهولة ان يقوض احلامه بفعل عدم واقعية مضامينه ،والصراع طوال التاريخ كان ولايزال  يحكم العالم لقد سقط التتار وسقط الصليبيون وسقطت النازية ،بفعل غرور القوة ،والعالم يفرز على الدوام معادلته المجزية .ان صعود الصين لابد ان يقلقه،وسرعة التئام الجراح في روسيا لابد ان تقلقه،ومحاولات اوروبا الجاريه حاليا

لتجميع قواها بعد شرود الولايات المتحده لا بد ان يقلقه، والانقضاض الفلسطيني على اسرائيل يوم السابع من اكتوبر،كان عليه ان يوقظه ان حركة الشعوب لا تموت ،وان صوت المقاومة سيظل عاليا مادامت الحقوق مهدوره ،والتهديد بالسلاح لا يمكنه ان يقهر ارادة حرة، وهبت حياتها فداء للأرض.

والقيمة الأنسانية لا يمكن معادلتها الفجة على الاطلاق بالعائد المادي.

2

الرئيس الصيني شي جين يانج

يناضل ايضا من يجلس ينتظر

3

الرئيس ماكرون

يسعي من اجل تماسك اوروبا

4

الرئيس السادات

كانت ولايته على مصر بداية النكبات