لبنان وكل أرض العرب

ماذا تريد إسرائيل وأمريكا منها ؟ 

من نافلة القول أن الناس جميعاً يودّون العيش بسلام وأمان ، يهنأون بسنوات عمرهم التي وهبها الله لهم ، يحلمون بمستقبلٍ جميلٍ لأولادهم وأحفادهم في بلادٍ حرةٍ لا يشوبها قلقٌ ولا حرمانٌ ولا ينزفون دماً كي تعيش الأجيال القادمة حرةً كريمة . فهل الأرض العربية مهيّئة لذلك ؟

لبنانُ مثلاً ،،، بلدٌ عربيٌ صغير المساحةِ كبيرٌ بما يمثله من قيَمٍ وشعبٍ يتوزّعون مناحيَ شتّى ، لا يستقيم فيها فئتانِ على مثالٍ واحدٍ . كلٌّ يدّعي حبّ لبنان وأملاً بالسلام ، الّا أنّ لكلٍ أسلوبه وطريقه وهدفه الذي يتعارض في كثيرٍ من الأحيان مع الفئات الأخرى ،، شريكته في الوطن .

يشتدُّ الصراع ويحتدُّ الكلام ليصل حدّاً لا يودُّ ذو عقلٍ رشيدٍ  أن تصل اليه ،، إلّا أنّ الفتنةَ حين يعلو صوتُها تتخذ كلَّ السبل للوصول لأهدافها ، وبالتأكيد لن تكون في خدمة لبنان أو لأي بلدٍ تستهدفه ، والأمثلة في أرضنا العربية وتاريخنا المعاصر تغنينا عن الشرح والتفصيل ،، يكفي النظر لمعاناة الشعب العراقيّ بعد 2003م وشعب السودان الذي مُزِّقَ شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً وما ندري ما تحمله الأيام القادمة ،، وهذه ليبيا ، وسوريا ،، وفي كل الأحوال لايستفيد منها الّا أعداءُ الأمة العربية ،،

فألا يحقُّ لنا أن نتساءل ،، ماذا تريد إسرائيل ومن ورائها الغرب الأوروبي بقيادة أمريكا من الأرض العربية ؟

مساحات شاسعة حباها الله بكل خيرٍ يمكن آستخراجه منها ،،، القوى الاستعمارية بأي وجهٍ أقبلت ،، إسرائيل وما تدّعيه من حقٍ تلموديٍ في فلسطين وبلاد الشام ( سوريا لبنان الأردن وفلسطين ) وأرض العراق وأغلب أرض مصر والسودان على طول نهر النيل وأجزاء من الجزيرة العربية بضمنها مكّة والمدينة المنورة . هل يكفي ذلك لنعرف لماذا يصرّ نتنياهو وترامب ومن ورائهما حكومات غربية وعربية على نزعِ سلاح المقاومة ( فلسطينية او لبنانية أو يمنية )؟ ،،، وبرغم أنّ الطبيعة البشرية تؤسّس وتؤكد على حقِّ الإنسان والشعوب في الدفاع عن أرضهم وأرواحهم وأهاليهم ،، ألا أنّ من يتخيل أنهم بنزع تلك الأسلحة سيتوصلون للسلام مع أعدائهم فهم واهمون و( أن ما أخِذَ بالقوة لا يسترد بغير القوة ) رحم الله الرئيس جمال عبد الناصر وان لم يكن أول من أوجد هذا القانون فهو وصيةٌ من الله سبحانه وتعالى بقوله ( وآعتدوا عليهم بمثلِ ما آعتدوا عليكم ،، ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين ) صدق الله العظيم

إن الشعب اللبناني والشعب العربي لم يستفيدوا من تجاربهم السابقة ونراهم ينقادون للفتنة بكامل إرادتهم وكأنهم نسوا ما فعلت بهم سنوات ١٩٧٥ ،،،، ١٩٩٠ م

عسى الله ان يهديهم لطريق الوحدة والوقوف جميعاً يداً واحدة ضد أعداء الأمة ،،، وليس ذلك ببعيد .