لقاء وحوار مع الدكتور نهاد خنفر – رئيس جمعية الجاليه الفلسطينيه في لندن
قيام جاليات عربيه في المهجر،تستهدف الرعاية الاجتماعيه،لأبنائها،عمل نبيل لا شك فيه ،فهي بذلك تعمل على تعزيز عمليات التواصل بينهم والحفاظ على اللغه الأم ،والثقافة النوعيه المتعلقه بالتراث،الذي يسكن وجدانهم ، ثم العمل على الأنفتاح الثقافي والأجتماعي ،بقدر من التجاوب مع المجتمع الجديد ،يمكنهم في النهاية ،من المشاركه في ايجاد الفرص الملائمه ،لبناء مجتمع متعدد الثقافات، يفرد لبناء مجتمع صلب ،تجد فيه المعرفة بألوانها المختلفة ابوابا مفتوحه ،للحوارالبناء،والتواصل الأيجابي ،والمحافظة على المفاهيم والقيم الأنسانيه العامه. لذلك كانت هذه الفكره،في الأقتراب المدروس من جمعيات الجالية العربيه المختلفة،وتلك اللقاءات التي نعمل عليها،وكان هذا اللقاء مع رئيس جمعية الجاليه الفلسطينيه في لندن. هنا ينبغي ان اضيف ،انني في شهور سبقت ، لبيت دعوة لحضور احدي فعاليات هذه

رئيس جمعية الجاليه الفلسطينيه
(الجاليه) في ايام العطلات الأسبوعيه،وأقيمت في احدى المؤسسات الأجتماعيه، وهو مبني كبير ذو حديقة واسعة في منطقة (ويست ايلنج). شغلت الفعاليه الطابق السفلي من المبني، وكان عامرا بالكثير من المنتجات الفلسطينيه سواء من الثياب او من الأطعمه ،أو الحلي النسائيه وغيرها التي تنتشر في ارجاء القاعات وفي الحديقه،حيث كانت الشمس ساطعه، والطقس دافئا، وتتقاسم العائلات الأرائك والمقاعد، ووسط كل ذلك كانت هناك مواقد تعمل بهمة في تقديم اصناف من المأكولات ذات الشعبيه الجارفه وفي مقدمتها (الفلافل). المدهش ان كان هناك رجلا في مقتبل العمر ،يتناوب عمل (الفلافل) ثم ينصرف للترحيب بالحضور،ومجاذبتهم اطراف الحديث،ثم يعود للمشاركه في صنع (الفلافل). حضر الى المجموعة التي اجلس معها،وقام بتحيتنا والترحيب بنا،وهم بالأنصراف،فأمسكت بيده ،وقلت له انك لم تقدم نفسك الينا فقال(نهاد خنفر) فقلت له اعرف اسمك كرئيس للجمعيه،وأتطلع الى لقاء معك ،وتواعدنا.وكان هذا اللقاء .
اذا تحدثنا عن ( نهاد خنفر) واردنا تقديمه لجمهور اللقاء ،فما هو تعريفك ؟
اجاب نهادخفتر: من مواليد (جنين)وسكان مدينة نابلس، ودرست في جامعة ( DUNDEE)
في اسكتلندا ،وبالمناسبه مدينة (دندي) اول مدينه في اوروبا ترفع العلم الفلسطيني وتقيم علاقة توأمه مع مدينة نابلس ولازالت العلاقة قائمه ،وقد اقيمت تلك العلاقة قبل اسبوع واحد من السابع من اكتوبر عام 2023. وقد حصلت على الماجستيرفي السياسة والدكتوراه في القانون وقد عدت الى فلسطين حيث قمت بالتدريس في جامعة ( النجاح ) لمدة سنه، وأنا اعمل الأن مشاركا في القانون والسياسة في بعض جامعات لندن
_ * متى بدأت علاقتك بجمعية الجاليه ،وكيف اخترت في مقعد القياده ؟
علاقتى بدأت منذ ان انهيت دراستى ،وتقدمت للعمل في لندن،وواكبت حركة جمعية الجاليه في عام 2011 ،اي من خلال عهود مختلفة من رئاستها ،وقد تعاقب على هذا الموقع العديد من الشخصيات منهم الأستاذه سناء العالول، والراحل الاستاذ على الصالح،وغيرهم وقد بذلوا جميعا طاقاتهم من اجل الخدمة العامه،لكن الكثير من العقبات كانت تطفو على السطح، وقد ترك كل ذلك اثرا على مسيرة جمعية الجاليه ،وان كانت الرغبه في الأستمرار كانت رائده، ولذلك تقدمنا الى العمل المباشر من خلال تحمل المسؤولية كامله ابتداء من 31 سيبتمبر 2024 حيث بدأت نشاطي الفعلي .
قبل ان اسألك عن برنامجك الأنتخابي ،أو مشاكل الجاليه،اسالك عن المناخ العام الذي تعيش في اطاره الأمة العربيه ،وفي القلب منها الفلسطنين في الغربه، والحالة المأساويه التي يعيش في داخلها الفلسطينين داخل الوطن الأم سواء في غزة أو الأرض المحتله.ترى كيف تستقبلون تلك الأخبار المؤلمه التي يتعرض لها أهلكم ومواطنوكم ؟
اقول لك بأمانه انها ظروف قاهره ،وشديدة الآلآم ،ليس على الفلسطينيين فقط ،ولكنها على المواطنين العرب ،بل والبريطانين والكثير من الجنسيات . ان المظاهرات التي لاتنقطع ،وهذا الحماس الذي تنطق به الصدور قبل الحناجر،يحمل لنا الكثير من السلوى ،والعزاء، وان كانت
قلوبنا داميه ،ومشاعرنا ناحبه. ندرك تماما ان العالم بشعوبه يحتضننا، ونعلم يقينا ان الأنسانية تئن اوجاعا ودموعا لما يصادفه الفلسطينيون، ولكنها السياسة و اطماعها،وتطلعاتها الغير انسانية في الكثير من الأحوال. مع كل تلك الأحزان التي تتراكم جبالا ،فاقول ان عمر قضيتنا يتجاوز قرنا من الزمان ،لذلك علينا ان لانفقد الصبر،وانما نحيي الأجيال التي سبقتنا وصمدت وقاتلت واستشهدت ،ونحن لسنا اقل منهم رباطة جأش،وثبات على الموقف،وامعانا في الصبر واستعدادا للتضحيه .
لكن يبقى السؤال ماهو اسلوب حركتكم في التعامل مع تلك الظروف التي يمر بها الوطن وانعكاساتها على المغتربين في المهجر؟
عملنا مقسم في جانبه الرسمى،وفي اطاره الشعبي او المجتمعي .هناك السفاره وعملها التقليدي مع الحكومة ،وأدائها الرسمي الوظيفي ،في خدمة المواطنين الفلسطينيين في طلباتهم الخاصة بكل ما يتعلق بالشؤون الرسميه الروتينيه للمواطنين الفلسطينيين ،وهناك الجانب الأجتماعي ومدى احتياجات الفلسطينيين للتواصل الأجتماعي ،ودعمه ففي المناسبات سواء السعيده او الحزينه نحتاج للمشاركه وتبادل التهاني أو حتى الآهات .الانسان بطبعه يحتاج الى الونيس الذي يؤنس وحدته،ويشاركه مشاعره،واللقاءات فيها الكثير من الوان السلوى ،والاعانه على تحمل الألأم . لذلك تعنى جمعية الجاليه بهذا الأمر،والأهتمام بالوان الثقافة بنفس قدر الأهتمام بألوان السمر أو الترفيه. وتبقى الآن المهمة العاجلة لجمعية الجاليه ،وكذلك للمجتمع الفلسطيني ،وهي الأهتمام الكامل للفلسطينيين القادمين سواء من فلسطين او الفلسطينيين القادمين من دول اخري للعلاج، فتلك الآن اولوياتنا ،فنحن الأهل قلبا وقالبا ،قلوبنا قبل بيوتنا مفتوحه لكل انانهم أو شكواهم ،ولا ندخر وسعا لذلك ،وايضا الفلسطونيون الوافدون لأي غرض ،ولهم اي طلب ،نحن من خلفهم بلا اي تردد .
* هل تعانون من مشاكل الأختلافات في الرؤي، وبالتالي في الأحكام ،وبعض الوان التطرف في الرأي والقناعات الشخصيه بما تمليه الأنتماءات الحزبيه ؟
ليس هناك مجتمع ذو الراي الواحد،والمجتمعات الصحيه لابد ان تتعدد فيها الأراء والأجتهادات
ولكن الحكمه ان يكون تعدد الأراء ينتهي برأي يحظى برضاء الأغلبيه ،وان يحترم رأي الأغلبيه، ولا يفرض الرأي من الأقليه ،ونحن بالتأكيد نعاني من التصلب في الراي، ويجرنا ذلك الى مشكل متعددة ،ونأمل ان يدرك الجميع ان خلاصنا في الديموقراطيه واحترامها.
* حدثني عن الجانب الثقافي واجتهادات جمعيتكم الموقره في هذا الجانب .
قدمنا العديد من اللقاءات الفكريه ،والمحاضرات،وفي الظروف التي يمر بها مجتمعنا علينا ان نكون في المهجر ،على صلة دائمه معه،ومن خلال لقاءات ومحاضرات ،خصوصا ولدينا هنا خبرات فلسطينيه في مجالات متعددة ، لتبادل الرأي والوقوف على اّخر المستجدات،ومن الشخصيات اللامعه الفلسطينيه في لندن الأستاذه (غادة الكرمي) والأستاذ الدبلوماسي السابق والمثقف والحكيم ( عفيف صافيه) وغيرهم من بعض اهل الراي من البريطانيين أو جنسيات أخري .
* ما هو برنامجك للطفوله ،والجيل الصاعد في المهجر، وماذا اعددت له ؟
الاهتمام بالطفوله ينصب في دعم العلاقات الأسريه بين ابناء الجاليه،وبذلك تتحقق المعرفة والصداقة بين الأطفال ،فيجدون في صحبة بعضهم البعض قدرا كبيرا من التربيه الأجتماعيه نتيجة التوافق في الملاعب والاهتمامات وتقوية الاحساس بالمجتمع الذي يتكلم لغة واحده ،وبذلك يالف الحرف العربي ،سمعا ونطقا. وذلك بجانب تربية البيت، ثم عملنا على انشاء مدرسة جديده ،وقد كانت هناك قبلا مدرسة، ولكنها لظروف وعقبات صادفتها تم اغلاقها ،وكان دأبنا اننا اعدنا فتح مدرسة في منطقة ويست ايلنج ،ونحن في سبيل وضع برامج جديده ثقافية واجتماعيه خاصة في ايام الأعياد والمناسبات المتعددة .
* في اي المجالات يعمل الفلسطينيون عادة ؟
الفلسطينيون عرفوا الهجرة مبكرا، لأحداث جسام تعرضوا لها ،وانتشروا في دول كثيرة من العالم ،وقد تعلموا واجتهدوا، وربما كانت الهجرة عاملا ضاغطا على النهوض والاعتماد على النفس باكتساب مهارات متعددة ،ويمكن رصد عملية الهجره من ثلاثة احداث فيما بعد نكبة عام 1948وبعدها في نكسة عام 1967 ،ثم في الحرب الأهليه في لبنان عام 1975 ثم في اجتياح العراق عام 1992 ، ولم تكن لهم جالية منظمة بالمعنى المحروف الا في عهد الدبلوماسي الفلسطيني البارز عفيف صافيه عام ( 2005 ). وهم يتوزعون على مهن متعددة منهم الكتاب والصحفيين ومنهم اطباء ومحامون وبعضهم رجال اعمال او تجار او اصحاب حرف في البناء والتعمير،وهم منتشرون في دول كثيره ،وتجد منهم رموزا شهيره ،ومنهم المفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد و منهم الشاعر الكبير محمود درويش والروائيون اميل حبيبي وغسان كنفاني وغيرعم كثيرون.
* عرفناك رئيسا للجاليه الفلسطينيه، ثم تعرفنا عليك في هذا الحديث كونك اسناذ جامعي ،فهل لك مواقع او هوايات اخرى.؟
هنا أطل علينا الدكتورنهاد خنفر،بشخصية أخرى، ربما أكثر قربا للوجدان باعتباره أديبا ،ومتمرسا فهو صاحب انتاج صدر بالفعل وانتشر، فهو الروائي ،وله في ذلك ثلاثة اصدارات في فن الروايه . كانت الرواية الأولى ( فتاة من بابل ) عام 2020 ، وكانت الرواية الثانيه ( المعصره) عام 2023 وكانت الرواية الثالثه( الملك) عام 2024 ، والعناوين المختاره لافته للنظر،فالرواية الأولى تشد انتباهنا ،فهو فلسطيني،وباكورة انتاجه في مسماها تطل على بابل ،ومن ثم العراق.وهي رواية اجتماعية رومانسية تتناول الهجرة بين العراق ولندن ،وتفرد جانبا للسياحة التاريخيه في اطار ثقافي . والرواية الثانيه ( المعصره) وهو تعبير يوحي باحداث جسام وهي توثق لفلسطين بعد سقوط الامبراطورية العثمانيه ،والثالثه ( الملك) حيث السلطه والصولجان ،ومايصاحبهما من احداث كبيرة ،وهي تبدأ من بداية دخول الأستعمار البريطاني الى فلسطين ،وغروب شمس الأتراك ،وتنتهي باعدام البطل (ابو جلده) ،وقد كتب عنه أكثر من كاتب مصري.
* من هو الكاتب الذي تأثرت به .؟
قال نجيب محفوظ وعالمه الواسع الذي تدفق عبر اكثر من قرن
واخيرا
هذه صورة قلميه حاولت ان ارسمها بالحروف والكلمات ،لمجتمع الفلسطينيين في لندن ،والفلسطينيون حاليا هم ابطال المشهد العالمي، في عواصم وفي مدن وقري الكثير من دول العالم .في الملاعب وفي المدارس وفي الجامعات ،وفي الجوامع والكنائس ودور العبادة المختلفه ترتفع اعلام فلسطين ،وبالحناجر الهادرة يتم الهتاف باسم فلسطين . العالم بأسره ينتفض لهذا الشعب الصابر الصامد المقاتل من اجل ارضه وتراب وطنه . شعب عاهد نفسه ان يظل واقفا لا يركع ،ثابتا لا يترنح،صبورا لا ييأس حتى يتحقق الحلم الذي طال انتظاره ،وهو ان يرجع الى ارضه ويلتحف بسمائه،ويتنفس نسمات هوائه. شعب دخل التاريخ من أوسع ابوابه وهو استرداد الأرض مهما اريق من دمه على الأرض.