أُبتليَ الشعب العربي على مرّ العصور بفتنٍ لا ناقةَ له فيها ولا جمل ،، وقد أضحت الفتنة سياسة متجذّرة في كل قطرٍ عربي منذ أن سقطت الأرض العربية بيد الاحتلال الأوروبي ،، البريطاني والفرنسي والإيطالي وغيرها وغدت الهيمنة الاستعمارية اليوم بأحضان إسرائيل وحاضنتها الكبرى أمريكا ،،، وآزدادت وحشيةً على يد نتنياهو وترامب .
الغريب في الأمر أن الجميع يلعن الفتنةَ ومؤججيها ، إلّا أنهم يغذونها بكلّ ما أوتو من قوةٍ كي تظلّ مشتعلةً ولا تخمد .
فمن فتنةٍ بين المسلمين وغيرهم من أبناء الشرائع الدينية الأخرى ، إلى فتنةٍ بين السنة والشيعة من المسلمين ، ثمّ بين العرب والأعراق الأخرى من المواطنين على الأرض العربية ، ناهيكَ عن تشرذم العرب بكلّ طوائفهم وأديانهم وأعراقهم بين أقطارٍ خطّها المحتل الأوروبي بعد سقوط الدولة العثمانية ، فأصبحت هذه الخطوط حدوداً مقدّسةً لا يحقُ للعربي المساسَ بها أو تجاوزها .
وآخرها ،، الفتنةُ الأخيرة في ( السويداء ) ذات الأغلبية الدرزية ،،، فمن المستفيد من صِدامٍ بين المواطنين السوريين / مسلمين َ ودروزاً .
يحدثنا الأستاذ محمد المشنوق في مقاله لهذا العدد عن الدروز ،، تاريخهم وأصولهم الثقافية والإجتماعية وتطلعاتهم لحرية الأرض العربية السورية ، وعن ثوراتهم المتواصلة ضد الإحتلال البريطاني ولفرنسي وقبلهما العثماني الذي كان خانقاً للشعب العربي طيلة ستةِ قرون ومُصادراً حريته وموارده .
لم يكتفِ نتنياهو بتدمير وقتل وتهجير الفلسطينيين وجرف أراضيهم وبيوتهم كما تجويعهم حتى الموت في غزة حتى أصبح من الطبيعي أن نسمع ونشاهد عدد شهداء الجوع في نشرة الأخبار كما نستمع لنشرة الأنواء الجوية ،، حتى انتقلَ ليفتعلَ حرباً ضدّ سوريا بحجة الدفاع عن الدروز ،، وفي الحقيقة أن إسرائيلَ وأمريكا تريدان السيطرةَ الكاملة والوصول إلى عمق المنطقة لإستكمال مشاريعهم في السيطرة على منابعِ المياه وغاز المتوسط وإنشاء قناةٍ تغنيهم عن قناة السويس واحتواء طريق الحرير حين يستكمل مدُّه .
وليقتل العربُ بعضُهم بعضاً ،،، ولا عَزاءَ للأغبياء .