استضافت مدينة دبي، ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، فعاليات المؤتمر الدولي للمجلس الدولي للمتاحف (ICOM)، المعروف باسم “أيكوم دبي 2025″، والذي عُقد تحت شعار “مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير”. وجاء اختيار دبي لاستضافة هذا الحدث تأكيداً على مكانتها المتنامية كمركز ثقافي عالمي. وقد جمع المؤتمر، الذي استمر لأربعة أيام في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، أكثر من 1500 خبير ومسؤول متحفي وأكاديمي من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه المؤسسات المتحفية في ظل الثورة التكنولوجية وتغير أنماط الجمهور. وركّزت الجلسات والمناقشات على محاور رئيسية، أهمها: دور المتاحف في حفظ التراث غير المادي، وكيفية استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز لتقديم تجارب تفاعلية للزوار، وضرورة تحول المتاحف إلى فضاءات للحوار المجتمعي وليس مجرد مستودعات للقطع الأثرية. وقد شهد المؤتمر إطلاق مبادرة “المتحف الرقمي العربي”، التي تهدف إلى توحيد جهود المؤسسات الثقافية العربية في مجال التوثيق الرقمي للمجموعات المتحفية وإتاحتها للجمهور عبر الإنترنت، بما يضمن حفظ الذاكرة الجماعية للأمة العربية ونشرها. وشدد المتحدثون على أن المتاحف لم تعد مجرد مؤسسات تعليمية، بل هي مؤسسات ذات تأثير اجتماعي واقتصادي كبير. كما سلّط المؤتمر الضوء على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويل المشاريع المتحفية الكبرى. واختُتم المؤتمر بتوصيات دعت إلى زيادة الاستثمار في البحث العلمي المتعلق بحفظ المقتنيات، وتعزيز التبادل الثقافي بين متاحف العالم، وتضمين قضايا التنمية المستدامة ضمن رسالة المتاحف. ويُعتبر نجاح دبي في استضافة هذا المؤتمر دليلاً على التزام الإمارات بتعزيز مكانة الثقافة كركيزة أساسية للتنمية الشاملة.
