سلام ترامب ونتنياهو ؟  

  

في الخمسينات والستينيات من القرن الماضي ، كنا نردد بيت شعر نهتدي به في نضالنا ضد إستعمار ارضنا العربية ،  

لا سلام وبلاد العربِ          لم تزل خيراتها للأجنبي  

يدّعي ( ترامب ) أنه قد أجبر إسرائيل على وقف قتلها الممنهج ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية كما أوقف تهجيرهم وتحطيم كل بناهم التحتية ، من المياه والغذاء والدواء والمدارس وكل ما يمت بصلة لمطالب الحياة الإنسانية ،، وبذلك فقد أرسى قواعد سلامٍ بين العرب وإسرائيل .  

في المقابل طالب كل قوى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بأن تسلّمَ أسلحتها وتخضع خضوعاً تاماً لإرادة إسرائيل على مدى ما يُستقبَلُ من حياة شعب فلسطين والدول العربية المحيطة بها . 

في مراجعة بسيطة لبنود اتفاقية ( شرم الشيخ ) التي فرضها ترامب بحضور وفدٍ من ( حماس ) ودولٍ عربية وسيطة بينهم وبين إسرائيل وعرّاب إسرائيل ( ترامب ) نجد أنها لا تزيد عن كونها إستسلاماً غير مشروط لإرادة إسرائيل نتنياهو وجيشه في إسقاط حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم مقابل أن يتوقف جيش الإحتلال الذي ظل جاثماً على صدور الفلسطينيين أكثر من سبعين سنة عن إبادتهم وتهجيرهم ونزع أراضيهم وممتلكاتهم وأرواحهم كيفما شاءوا .  

من حق كل شعب أن يسعى لإمتلاك حريته وحقه في إستخدام موارده الطبيعية والبشرية في حدود أرضه ، إلا الشعب العربي وفي القلب منه ( الفلسطينيين ) ، إذ ليس لهم الحق في الحياة مادامت دولة إسرائيل قائمة وما دام الجشع الإستعماري الغربي حامياً لها ولجرائم مستوطنيها الذين زحفوا من أنحاء العالم دون وجه حقٍ  مهما حاولوا تزييف الحقائق والإدعاء بأنهم دعاة سلامٍ وتذرعوا بما أسموه ( دياناتٍ إبراهيميةٍ ) لا وجود لها ، ورسول الله إبراهيم عليه السلام بَراءٌ منهم ومن إستعمارهم . 

يتساءل بعض قراء ( الحصاد ) عن القاعدة الأمريكية في قطر ، المموّلة بالكامل من أموال القطريين ،، ما دورها في حماية قطر والدفاع عنها؟؟ وما دور ( اتفاقيات الدفاع العربي المشترك لدول الخليج ) هل رفضت قصف إسرائيل لقطر وهل شمّرت اذرعها للدفاع عنها ؟ . 

مع كل التقدير والإحترام لمتابعي ( المجلة ) نقول ، إنّ قواعد أمريكا في أي بلدٍ عربي قد تكون لحماية هذا القطر من كل اعتداءٍ عليه الّا حين يكون الإعتداء من (جيش إسرائيل ) فهو مسموح له بذلك إن لم تكن تلك القواعد وُجدت لحماية إعتداءات إسرائيل ومساندتها عملياً . 

نتوجه للشعب العربي في كل أرضٍ عربية بتساؤلٍ مشروع ،،، إن كنتم تؤيدون سلام ترامب ونتنياهو وتقبلون بالخضوع الذليل لهما فقط كي تحيون حياةً ذليلة ، وتأكلون كما الانعام أو أضلُّ سبيلاً ، فهنيئاً لكم هذا السلام ، ولا عزاءَ للمستضعفين في الأرض .