لماذا ماتوا بعد اللقاح؟

 آفاق/ جاد الحاج

هناك عناد فولاذي لدى رافضي لقاحات كورونا ، وهناك علماء ودكاترة   متخصصون في مجالات مرتبطة جذرياً بألامراض الجرثومية مازالوا يوردون حججاً  دامغة تشكك بمجمل اللقاحات المتوافرة، وذلك على اساس مبدئي خلاصته ان المدة الزمنية التي  استغرقتها التجارب المختبرية لم تكن كافية للتحقق من فاعلية تلك اللقاحات ولو على المديين القصير والمتوسط، أي  قبل ان يأخذ العلم وقتاً كافياً في اختبار لقاحات للمدى الطويل. الا ان وجهة النظر العلمية لم تتوقف عند باب ــ لا هو مفتوح وليس موصداً تماماً ــ فبدأت الأبحاث الجدية في امكنة عدة. وفي العشرين من ايلول (سبتمبر) الفائت خرج الفريق الألماني  معلناً عن تنظيم مؤتمر صحافي موسع قد يدعو في محصلته الى وقف التلقيح الرسمي المفروض على شعوب العالم، وذلك لأسباب منوطة مباشرة بالحياة والموت.

  هكذا  شهد المعهد العلاجي في مدينة ريوتلنغن الالمانية تشريح ثماني  جثث ماتوا بعدما تلقوا اللقاح المقاوم لكورونا. تمّ اجراء  تحاليل بالغة الدقة  للمتوفين من قبل البروفيسور آرني بوغهارت اخصائي علم الأمراض المُعدية، وإذا بالنتائج تؤكد ما كان قد اكتشفه البروفيسور بيتر شيرخماشرالذي فحص اربعين جثة من المصابين بالفيروس ماتوا بعد اسبوعين على تلقيهم اللقاح. وتمّ عرض التفاصيل المتعلقة بتلك الإكتشافات خلال المؤتمر الصحافي الذي استمر ما يقارب الثلاث ساعات، وتركزت معظم الأسئلة خلاله على نوع المتغيرات التي اصابت الانسجة الداخلية وماهية المعادن التي ظهرت في نتائج التحاليل كونها هجينة وذات اشكال نافرة.

وفي سياق المؤتمر قدم الدكتور وورنر برغولز تقريراً مفصلاً عن البصمات الغريبة التي طبعها اللقاح على انسجة المتوفين. ثم تقدمت مجموعة طبية نمساوية بعرض عينات شارك في استخلاصها علماء اميركيون ويابانيون ممن عثروا على مكونات معدنية غير معلن عن وجودها في اللقاحات المستعملة راهناً.

وقد خلص المؤتمرون الى  تسجيل مطالب ونصائح قانونية وسياسية تشجع السلطات المختصة على متابعة البحوث  علماً ان إحدى النتائج التي ادركوها تتعلق بالتأثير السلبي على الخصوبة وقد تراجعت بصورة مقلقة لدى الذين تلقوا اللقاح ،  مما يدعو الى مراقبة الأحماض النووية وتوسيع حقول التقصي والمتابعة الصحية قبل الاستمرار  في السياق الإرتجالي والتدابير المتسرعة كما هي الحال حتى اليوم.

 لعل ما يدعو الى صرف النظر عن “نظرية المؤامرة” في هذا المجال  ان الشخصيات التي تنادت الى البحث الجدي في   جائحة جمّدت النمو   في المجتمعات النامية، وعطلت النهوض التجاري والابتكاري في المجتمعات المتطورة، وأفقرت من كانوا على حافة العوز والحاجة، تلك الجائحة ما فتئت تتفلت من كل انواع التدابير المناوءة لها لتفرز مشتقات عنها أكثر ضراوة وخطراً على  كل من اصيب بها. وإذ ليس في الأفق الطبي ما يبشر بقرب نهاية كورونا لن يتوقف العلماء والإختصاصيون عن محاولتهم لجم انتشارها وإعادة عجلات الزمن الى دورته الطبيعية في اقرب وقت.

العدد 122 / تشرين الثاني 2021