الأرجوزة والأهزوجة و(الهوسة)… الاشتراكات والاختلافات

يعد التعبير من أهم سمات النفس البشرية. فالإنسان في حاجة ماسّة للتعبير عن دواخله وخلجاته. عن فرحه وحزنه وكل ما يحيط به ويؤثر فيه. وربما كانت هذه السمة ملاصقة لطبيعة خلقته فهو (إنسان) بمعنى أنه لا يستطيع أن يعيش من دون أن يأنس بغيره. ومن أجل ذلك كان هذا الكائن البشري العتيد يبحث دائما عن طرق ووسائل للتعبير. بدءا من حركاته وسكناته وليس انتهاء بصوته. وهو في الحقيقة لا يعبر عن فردانية أُنسه بالتعبير بقدر ما يبحث من دواخله عن اللذة في هذا التعبير. لذا نرى طرق تعبيره تتجدد وتتطور عبر الزمن حتى وصلت للغناء والشعر وغيرها.

وهذه الفنون جميعا واكبت الانسان منذ القدم؛ بل ان المؤرخين والآثاريين حينما نسألهم عن تواريخ محددة لنشأتها لا يستطيعون الإجابة ويختصرونها بأنه من الصعب تحديد الزمن الذي وُلدت فيه.

فقد اتخذ العرب منذ زمن طويل الشعر لازمةً من لوازم حياتهم وضرورة من ضروراتهم ومن أشهر ما اتسموا به هو الرجز. فبعض النقاد يعتبرونه مقدمات الشعر وهو الذي قاد لاكتشاف بقية البحور الشعرية. ومنهم من يرى غير ذلك.

والرجز ومفرده أُرجوزةُ وجمعها أراجيزُ وأُرجوزات قصيدة من بحر الرَّجَز. إذ كان العرب يُنشدون الأراجيز في حداء الإبل. ورَجَزَ (فعل) يَرجُز رَجْزًا فهو راجِزٌورجَّازٌ ورجَّازَةٌ. ورَجَزَ الرَّاجِزُ أَنْشَدَ أُرْجُوزَةً. ورَجَزَ بِصَاحِبِهِ نَظَمَ فِيهِ رَجَزاً أوْ أنْشَدَهُ إِيَّاهُ.

والرَجَزُ فن من فنون الشعر العربي يطلق عليه (مطية الشعراء) لسهولة نظمه وسرعته وخفته.

وفي أصل المفردة فإنّ الرجز داء يصيب الإبل في أعجازها فتَضْطَرب رِجلُ البعيرِ او فخذاه اذا أراد القيام او ثار ساعة ثم تنبسط فلم يكد ينهض إلّا بعد ارتعاد شديد، ومنه سُمَّيَ الرجز من الشعر لتقارب أجزائه وقلة حروفه. فهو تتابع الحركات. وهو أيضا من البحور الشعرية المعروفة؛ ثبتها الخليل بن أحمد الفراهيدي.

ويرتفع الصوت في بحر الرجز بارتفاع خفيف وسريع، وذلك طبيعي لأنه يقوم على التفعيلة الواحدة.

ويمتاز الرجز بقلة أبياته وقصرها وأيضا بقلة حروفه وأصواته؛ فكل هذه الصفات تؤدي الى الخفة والسرعة. ولذلك كان الرجز أخفَّ على اللسان بتفعيلته الرئيسة (مستفعلن).

وللرجز عروضتان مشهورتان وثلاثة أضرب الأولى صحيحة (مستفعلن ) ولها ضربان صحيح مثلها (مستفعلن). ومقطوع (مفعولن).

فالصحيح مثل قول أحدهم:

 أكرِم به أصفرَ راقت صفرته

جواب آفاق ترامت سفرته.

والمقطوع مثل:

من ذا يداوي القلب من داء الهوى

إذ لا دواءٌ للهوى موجود.

اما العروضة الثانية فمجزوءة صحيحة (مستفعلن)؛ مثل قول الشافعي:

حسبي بعلمي أن تقع

ما الذلُ إلّا في الطمع.

وبالاضافة الى الرجز المجزوء هناك رجز مشطور ورجز منهوك.

فالمشطور البيت الذي حُذف شطره أو مصرعه؛ كما في قول الشاعر

تحية كالورد في الأكمام

أزهى من الصحة في الأجسام

أما المنهوك فهو البيت الذي ذهب ثلثه وبقي ثلثاه. كما في قول الشاعر

يا ليتني فيها جذع

أَخبُّ فيها وأضع

وله ثلاثة أقسام هي العمودي والشطر الواحد والمزدوج؛ فمن العمودي قول ابن عبد ربه الأندلسي:

لم أدر جنيٌّ سباني أم بشر

أم شمسُ ظهرٍ أشرقت لي أم قمر

أم ناظر يهدي المنايا طرفُه

حتى كأن الموتَ منه في النظر

يُحيي قتيلاً ما له من قاتلٍ

إلا سهام الطرف ربست بالحور

ما بال رسم الوصل أضحى دارساً

حتى لقد أذكرني ما قد دثر

دار لسلمى إذ سليمى جارةٌ

في ما تُرى آياتها مثل الزبر.

ومن الشطر الواحد قول المتنبي :

وَمَنزِلٍ لَيسَ لَنا بِمَنزِلِ

وَلا لِغَيرِ الغادِياتِ الهُطَّلِ

نَدي الخُزامى ذَفِرِ القَرَنفُلِ

مُحَلَّلٍ مِلوَحشِ لَم يُحَلَّلِ

ومن أشهره قول عنترة

أنا الهجين عنتره

كل امرئٍ يحمي حره

أسوده وأحمره

والواردات مشفره

و المزدوج؛ وهو الرجز الذي يشتمل كل بيت على قافية تخالف البيت الذي قبله والذي بعده بحيث يكون كل بيت مصرع. كقول الوليد بن يزيد بن عبد الملك.

الحمد لله ولي الحمد

أحمده في يسرنا والجهد

وهو الذي في الكرب استعينُ

وهو الذي ليس له قرينُ

ويذهب النقاد وأرباب الأدب الى أنَّ أول بحر استخدمه العرب في شعرهم هو (الرجز)، من ذلك قول الدكتور  شوقي ضيف الذي يؤكد ان (استخدام الشاعر الجاهلي للأوزان القصار المجزوءة كان محدوداً. وكأنه كان يميل في تغنيه الى الرصانه والوقار، وينبغي ان نستثني وزناً كان يشيع على كل لسان هو وزن (الرجز)، الذي كان يستخدمونه في الحداد ومنازلة الأقران والسقي من الآبار وكل ما يتصل بالحركة والعمل، وجعله ذلك وزناً شعبياً عاماً).

واذا أردنا أن نأخذ أمثلة على الرجز الذي شاع آنذاك يمكننا أن نقرأ ما قاله طرفة بن العبد:

يا لَكِ مِن قُبَّرَةٍ بِمَعمَرِ

خَلا لَكِ الجَوَّ فَبيضي وَاِصفِري

قَد رُفِعَ الفَخُّ فَماذا تَحذَري

وَنَقِّري ما شِئتِ أَن تُنَقَّري

قَد ذَهَبَ الصَيّادُ عَنكِ فَاِبشِري

لا بُدَّ يَوماً أَن تُصادي فَاِصبِري

وعمرو بن كلثوم الذي يقول:

مَن عالَ مِنّا بَعدَها فَلا اِجتَبَر

وَلا سَقى ماءً وَلا راءَ الشَجَر

بَنو لُجَيمٍ وَجَعاسيسُ مُضَر

بِجانِبِ الدَوِّ يُدَهدونَ العَكَر

 وكذا الفرزدق في سفر مع عبيد بن ربيع وهو يسوق به قائلاً:

يا اِبنَ رَبيعٍ هَل رَأَيتَ أَحَدا

يَبقى عَلى الأَيّامِ أَو مُخَلَّدا

كَأَنَّما كانَ عُبَيدٌ أَرمَدا

بِالغَورِ حَتّى أَنجَدَت وَأَنجَدا

قَلائِصٌ إِذا عَلَونَ فَدفَدا

يَرمينَ بِالطَرفِ النَجاءَ الأَبعَدا

إِذا قَطَعنَ جَدجَداً وَجَدجَدا

كَأَنَّنا إِذا جَعَلنَ ثَمهَدا

 ولأبي نؤاس مشهورته:

إِلَهَنا ما أَعدَلَك

مَليكَ كُلِّ مَن مَلَك

لَبَّيكَ قَد لَبَّيتُ لَك

لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك

وَالمُلكَ لا شَريكَ لَك

ما خابَ عَبدٌ سَأَلَك

أَنتَ لَهُ حَيثُ سَلَك

لَولاكَ يا رَبُّ هَلَك

لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك

وَالمُلكَ لا شَريكَ لَك

كُلُّ نَبِيٍّ وَمَلَك

وَكُلُّ مَن أَهَلَّ لَك

وَكُلُّ عَبدٍ سَأَلَك

سَبَّحَ أَو لَبّى فَلَك

لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك

وَالمُلكَ لا شَريكَ لَك

بل ان حتى المتسولين كان لهم رجزهم الخاص. قال أحدهم:

يا ابن الكرام والداً  وولدا

لا تحرمنَّ سائلاً  تعمَّـدا

أفقره دهرٌ عليه قد عـدا

من بعد ما كان قديماً سيِّدا

وفي العصور المتأخرة يمكن أن نقرأ لأحمد شوقي قوله:

لي جدة ترأف بي

أحنى عليَّ من أبي

وحافظ ابراهيم:

تحية كالورد في الأكمام

أزهى من الصحة في الأجسام

يسوقها شوقي اليكم نامي

تقصر عنه همةُ الأقلام

ويجدر ان نقول ان بعض القدماء لم يفردوا للأرجوزة مكانة خاصة باعتبارها بُنية دلالية كلية فلم يميزوها كثيرا عن القصيدة.

وقد اشتهرت الأرجوزة بشكل خاص في الحروب.

ومن أشهر الأراجيز التاريخية ما قيل في معركة الطف التي استشهد فيه الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، ومنه قول علي الأكبر ابن الامام الحسين حينما برز للقتال:

أنا علي بن الحسين بن علي

نحن و بيت الله أولى بالنبي

تالله لا يحكم فينا ابن الدعي

أضربكم بالسيف أحمي عن أبي

أطعنكم بالرمح حتى ينثني

طعن غلام هاشمي علوي

وقول القاسم بن الحسن بن أبي طالب:

ان تنكروني فأنا فرعُ الحسن

سبط النبي المصطفى والمؤتمن

هذا حسين كالأسير المرتهن

بين أناسٍ لا سُقوا صوب المزن

وقول سعد بن حنظلة الشبامي:

صبراً على الأسيافِ والأسنّة

صبراً عليها لدخول الجنة

يا نفس للراحة فاجهدنه

وفي طلاب الخير فارغبنه

وأيضا قول الحر الرياحي عندما برز للقتال:

إني أنا الحر ومأوى الضيفِ

أضربُ في أعناقكم بالسيفِ

عن خيرِ من حَلَّ بأرضِ الخيفِ

أضربكم ولا أرى من حيفِ

لقد كانت الأرجوزة في بدايتها عبارة عن مقطعات بسيطة لكنها تطورت وتفرعت حتى أصبحت تستخدم في الشعر التعليمي بشتى أقسامه وموضوعاته؛ بل قد اختص جماعة من الرُّجّاز بها فلم ينظموا من الشعر غيرها ومنهم العجّاج وابنه رؤبة اللذان نظما المدح والوصف وغيرها من الموضوعات رجزا.

ومن أشهر أراجيز التعليم أرجوزة أبان بن عبد الحميد في الفقه، وأرجوزة الشاطبي في القراءات، وأرجوزة ابن مالك (الألفية) في النحو التي مطلعها:

كلامنا لفظ مفيد كاستقم

اسم وفعل ثم حرف الكلم

واحده كلمة والقول عم

وكلمة بها كلام قد يؤم

ولا ننسى أبان اللاحقي الذي نظم كليلة و دمنة رجزا.

ويرى بعض النقاد ان الأرجوزة لم تكن في حقيقتها حكرا على العرب فقط. بل قد وردت عند الأقوام الأخرى كما عند الغربيين؛ فهناك ما يشبه الأراجيز في اللغات الأخرى؛ فكانت نمطا شعريا منظوما بعناية ولها ثلاثةُ مقاطع كلها تتبع القافية نفسها بحاشية تسمَّى (المقطع الأخير) والذي ينتهي بسطر واحد يتكرّر. وقد تأصَّل في فرنسا أولاً في القرن الرابع عشر الميلادي، وكان فرانسوا فيلوم من أهم الشعراء فيه وذلك في القرون الوسطى ثم الشاعر الانجليزي دانتي جابريل روزيتي وغيرهما. علما أننا لا يمكننا تسمية هذا النوع من الشعر بالأرجوزة كونه لا يخضع لمقاييس وضوابط الشعر العربي. ويمكن وضعه ضمن أقسام الشعر المشابه للرجز ليس إلا.

ومن هنا نرى ان الأرجوزة عبر التاريخ لم تبق على حالها فتطورت وتجددت وأصبح لها أفرع وأقسام. وحينما وصلت الى العصور المتأخرة تغيرت مع تغير الكلام ولحن اللغة فأصبحت تتخذ طابع العامية محاولة الحفاظ على سياقها العروضي القديم فأنتجت (العرضة) التي انتشرت في دول الخليج و(الهوسة) التي اشتهرت في العراق.

فالهوسة أو ما يسمى (الردسة) عبارة عن أهازيج شعبية شعرية حماسية، تقام في مناسبات الفرح والحزن، يبتدأها (المهوال) أو (المهوسجي) بإلقاء أبيات حماسية باللهجة العامية يختمها بتكرار الكلمات الأخيرة ومن ثم يرفع صوته ويقفز ويضرب على الأرض بقدمه بقوة ويقوم الناس من حوله بفعل ذلك أًيضًا. ومن ثم يدورون بحركة دائرية مرددين نفس الكلام حول الغرض المقصود من كل هوسة فيكون صوت ضرب الأرض إيقاع هذه الفعالية. وأهم مناسباتها استقبال الضيوف والزعماء وتأبين الموتى والأعراس والحرب وغيرها؛ وهي تنظم بأربعة أشطرتكون الثلاثة الأولى بمثابة التهيئة ويسمى (الربّاط) ثم (القفل) الذي يعدُّ أساسها. علما ان أشطرها الثلاثة الأولى لا تتقيد بوزن معين لكن الربّاط له وزن خاص أشهره بحر (المتدارك).

ومن الجدير بالذكر ان أقدم نص معروف عن الهوسة ما نسبه الأب انتساس ماري الكرملي لعشائر الهندية؛ قال انها قالته أثناء محاربتها والي بغداد مدحت باشا بقيادة شيخها وادي (قم وادي وبغداد ارتجت)؛ ويعني هذا أنها تعود لسنة 1869 ميلادية عندما كان مدحت باشا واليا على العراق ويقال ان هذا التاريخ شهد التجنيد الالزامي وهو ما جعل الناس تثور عليه.

وقد اشتهرت الهوسة أيضا بشكل كبير أيام الاحتلال البريطاني للعراق وما أعقبه من ثورات وأحداث.

والهوسة في العراق على ثلاثة أنواع تبعا لكل منطقة. فهناك هوسات الجنوب وهوسات الفرات الأوسط وهوسات الغربية. ومن أشهر أنواعها الهوسة الحجيمية، والهوسة العكيلية، وهوسة ذات الرباطين والتجليبة والدارمي والموشح وغيرها.

ومن أمثلة الهوسات التي شاعت بين الناس قول أحدهم:

كلنه انموت دون الــــوطن ودنه

أو لو جدم علينه الحتم ودنه

كلمن وصل حدنه وكرب ودنه

(للمظلم خل يودونه)

ومن هوسات التفاخر:

دَلَّه أحنه ومضيف يفوح طيبه وهيل

 نجر يدوي ويجيب التايهين إبليل

 عراقيين إسمنه بعلو نجم اسهيل

 (لـو صار الطك نلعب جوله)

ومن هوسات الرثاء:

اليوم أصبح يتيم ومحزن المشخـاب

أعله مفتاح السياسة اليرهم الكل باب

بيك أيطيح هـذا ما حسبنه أحساب

(غيرك ميّت يُو حَي محد يعلم بيه)

ومن أشهر الهوسات أيام الاحتلال الانجليزي وأحداث ثورة العشرين (الطوب أحسن لو مكواري). وأيضا (حل فرض الخامس كوموله). وأيضا (بس لا يتعذر موش آنه) وغيرها.

وجاء عن الشيخ شعلان العطيه الذي كان يعاني من رعشة في رأسه وقد استهزأ أحد قادة الانجليز برعاشه، وسأله لماذا انت ترتعش؟ فلم يكن من الشيخ إلا ان أرداه وجنوده وهوّس هوسته المشهوره (أرعش ما أرعش هذا آنا).

كما لا ننسى أن نذكر ان من أشهر الهوسات أيام الحرب العراقية الايرانية (يا حوم اتبع لو جرينا) وتعني أيها الطير اتبعنا إذا هجمنا على العدو لأنك ستجد الطعام من أجساده.

وأيضا قول أحدهم (جندينه يعادل دبابه والموت إعله الحق ميهابه). وكذلك قول آخر:

الما يردس حيل أعله المزلك

هــا يزلك ها يركس حيله

المــــــا يكــدر شــيل الـباروده

لا يكـرب للهــيب الجـيله

المو خيّال أصلن خل يبعد

لا يـتجـدّم صوب أكحــيله

وقد اختص بالهوسة أشخاص معروفون أشهرهم  الشيخ عجمي آل باشا السعدون والشيخ شعلان أبو الجون والشيخ عبد الواحد آل سكر والشيخ مرزوك العواد والشيخ عجة الدلي وغيرهم.

وهناك من يرى ان الهوسة في حقيقتها تقارب ما شاع عند العرب في الأهزوجة التي هي مأخوذة من الهزج الذي هو الأغاني والترنم كما عُرف عنها وكان منها البحري ويسمى النهمة والبري الذي يسمى في اليمن الزامل. غير ان بعض الباحثين استخلصوا ان الأهزوجة بعيدة تماما بمقاييسها وضوابطها عن الهوسة.

ومن الملاحظ ان الشعر الذي يمهد للهوسة أصبح بملامح بناء جديدة شكلاً ومضموناً؛ حيث خلا من هيمنة الأشطر الثلاثة القصيرة واستعاض عنها بنظم الشعر فضلا عن عدم الالتزام بقافية موحدة. الأمر الذي  أفرد مساحةً أكبر للمتلقي أن يستمتع بجمال العبارات الشعرية.

خلاصة القول ان الهوسة ربما تكون فرعا من فروع الرجز وقد تشابهه في الايقاع أحيانا وفي الموضوع أحيانا أخرى؛ إلا ان المتغير ان اللغة العربية التي كان يجب أن تكون المعيار الأكبر في هذا التشابه لم يكن لها وجود بالمقارنة بينهما. إلا ان الهوسة أو العرضة أو ما يشابهها من تسميات بدول ومدن العرب الكثيرة انتجتها ظروف المجتمع العامي وكان لا بد لها أن تتماشى معه بضوابطه ومقاييسه ولذا الأجدر أن تقرأ الهوسة أو الرجز او حتى الأهزوجة  كلاً على حدة.