“البودكاست”أو مجد الشفاهة المراوغة

لا بودكاست بدون مفهوم. ثمة مواجهة أقدار على مواقع التواصل الإجتماعي . البودكاست ، موقع متشبث بالرأي . لأنه يمتلك منطق تبرير لا يضاهى ، بعد أن اضاء أصحابه مصابيحه وكأنها مصابيح علاء الدين . مصابيح ، لا مصباح واحد. يكفي أن تغضن الجفن وتغمض العينين . ثم ، تفتحهما بحركة لطيفة ، محببة أو لا محببة ، حتى تمتلك بودكاستك الخاص ، على ما يدعوه الكل . استلزم الأمر في أول الأمر ، استلزم سهراً طويلاً حتى ترسم الشارع في البودكاست ، لتضع عليه الضيف ، لكي ترفعه في فضاء الكلام بعيداً من التصلب . لا أزال أتذكر البودكاست الأول . دعاني المسرحي السعودي عباس الحايك في واحدة من دورات مهرجان المسرح العربي في القاهرة ، تقيمه الهيئة العربية للمسرح ، دعاني مع المسرحي السعودي إبراهيم الحارثي إلى الإستعداد لمواجهة أول بودكاست يدور حوّل المسرح والثقافة . كلام زمن الغراموفون . الكلام على البودكاست ، كأنه كلام طالع من زمن الغراموفون ، من روح عرضه . لا كاميرا كما هي الحال اليوم . مسجل صوت فقط . صديقان لا يزويان وهما يطرحان الاسئلة بهدف العناية بالثقافة ، بهدف العناية بالمسرح . هجوم مؤدب . اجوبة بالمرافق والركب . جلوس على دراجات ، أمام من يحسن قص حكايات المسرح . اليوم ، كاميرا .كلام كصباغ الشعر . تأمل في التفاح . تأمل في ضآلة الشأن ، بعد الخروج من مفهوم التكوين إلى السعي من أجل استثماره . الكاميرا تتحرك في كل اتجاه . تتحرك بنشاط . ثمة اهداف منفصلة ، لن يجمعها سوى تطبيق إلهي . اختلف الأمر تماماً بعد أعوام على أول

عباس الحايك : بودكاست تشاكيل الثقافي

الممارسات البودكاستية. لا شيء اليوم سوى اتخاذ القرار . حرفة ولا نظرية ولا تطور ، لا تجربة ، لأن لا تشغيل للمعارف الفكرية ، سوى البديهية منها . هكذا ، أضحى البودكاست ممارسة اجتماعية ، حتى في اللحظات الثقافية ، لأنه لم يعد يتطلب المهارات ولا النزعات . لا يتطلب إلا المفهوم العام والإنتماء إلى التكوين.إذن إلى الحج الجديد . ذلك أن البودكاست يؤدي إلى الشكوك،لا إلى الفاعليات الكامنة في المنتج.شكل عام مستقل عن سياقه .معجزة.عجيبة بالأكثر ، يتم التعبير عنها بالمعارف الضمنية . معارف الضيف لا معارف المضيف . خسارة في التمييز . لأن البودكاست على ما هو عليه ، إسم منتجه يسبقه إسم الضيف .

لا نصر للمعرفة. لا انتصار لها ، ما يقوم على التوازن بين الضيف والمضيف في السياق الحساس والطبيعي للحوار . إنها لحقيقة أن الكل اضحوا مؤمنين بالفكرة بالإبتعاد من تحديدها . يكفي أنها معاصرة . يكفي أنها ذات نزوع رومانتيكي . نقطة على السطر . لاخوف بالكلام ، لا عن الحب والحرب والنيزك والثقافة والسينما والفن التشكيلي . لأن عمليات إنشاء الوسيلة انتهت إلى قواعد اللاقواعد . المهم هو الشكل الخالص . وهو موجود في توافق الضيوف مع المضيفين على السلام . لا شيء أضافي سوى محاولات تشذيبه . لا معمل . لا استدارة لكي يرى المضيف الضيف . لا استدارة ، لا لأن الضيف مكشوف الجسد . لأن الضيف مكشوف على عطفه على من يدير البودكاست كفرصة لاتقاد العلاقة بين بشريين . حجرة صغيرة، ميكرفون ، كاميرا ، عدة مطعم الزنجي . البودكاست مطعم الزنجي . يخلق القلق بإحراز العناء . تكفي حجرة يأتيها الطرفان بسرعة ، بعيداً من تأكيد الدور الحيوي لطرفي الحوار.يقوم الدور على الأرجحيات، تأسيسها، تصديرها بطرق ديمقراطية.لا يقع الأمر بين هلالين.إذ على البودكاست أن يقوم على فكرة انتاج معناه .وإلا بقي دون الفكرة.درج الكلام عليه في الأعوام الأخيرة.اشتهر ،مد ، قدم على أنه نوع خاص.وهو كذلك.ولكن ثمة من أقام فيه كما يقيم إشارة البداية المصطنعة في الدراما.

البودكاست إرسال صوتي. أو إرسال جيبي.أو تدوين صوتي.ثم ، إرسال سمعي/ بصري.احد وسائط الأعلام الرقمي الجديد.لغة قابلة للإمتداد.إنه الآن يعتمد مجموعة من الوسائط المختلفة، من أجل التواصل. صحيح أنه مادة لا شعرية. ولكنه يقود إلى تبين الخداعي من الحقيقي في جو ملحمي ، إذ ما وفق بدالول يعلم كيف يُغير وكيف ينسحب.تبقى ملحميته بعيدة ، إلا إذا استطاع مقدمه ، أو مقدمته، أن يبني العلاقة بضيوفه من خلال قدرته على إقامة المقارنات و الإرتباطات والتشابهات والتضمينات.شرطه الأول مقدم يستنبط ما ليس موجوداً،حين يوفره من إمكاناته الشاملة وسط فضاء لا يقوم إلا على قوى العراف أو العرافة،المعطاء والمعطاءة في فضاء خال سوى من القوى هذه.

ثمة من يقدم البودكاست كفقرات مكررة من بدايته إلى نهايته.ثمة من لا يبخل في ميلاد الحلقات على نوع من المحكاتية المختلفة،بحيث لا يراوح أمام فكرتي الإفتضاح ومركزته على كلام لا علاقة له بالفكر ولا بالثقافة.لا كلام على البلاغة.لأن هيمنة البلاغة،يقود البودكاست إلى الوقوع في مفهوم مؤذ. كل من يؤمن بأن كلمته قانون وجد في البودكاست سنواته الماضية تقريباً. لا كلام على سيرك . الكلام على مدخل سيرك ، على مداخل سيرك . لا تجريب ولا قياس . هكذا وجد عمرو أديب ، كمثال فاقع، في بودكاست لم يتوقف الرجل فيه عن التنهد بسعادة طوال شهر رمضان الماضي على

أصالة : شريكة في بودكاست بيغ تايم

شاشة الأم بي سي . بيغ تايم بودكاست . عنوان يشي بالستائر السميكة . لم يتوقف أديب عن قياد نفسه إلى مطبخه النظيف في نوع من خداع يتيحه البودكاست . ملء حوض الحمام . ثم ، إلقاء حفنة أملاح تحول سطح الماء إلى رغوة شذية . لن ينقص بعد سوى الغطس للغفو بين أبخرة الياسمين . تدليك النفس بوبر الفرس ضرورة . ولكن ثمة بياض شبيه ببياض الطباشير على الرغم من كل شيء . صحيح أن الأبيض كل الألوان . ولكن البياض في بودكاست أديب ، موت ، من طوفان التحيات الصاخبة والإبتسامات ومد العنق فوق الذراعين والضغط على الجسد والحنجرة ، لإظهار أن أديب يملك تلاله ووديانه في حوارته ، على الرغم من أن الإمتلاك خداع . ظهر الرجل مذهولاً بمشيته الجديدة . مشية مثيرة ، ما دامت بعيدة من مشياته في برامجه السياسية . برامج لم تخلف أثراً من روائح العطور .

لم يتوافق عمرو أديب مع ثيمة البودكاست في “بيغ تايم بودكاست”(MBC).لأن أطاريحه لم تزين ركناً من الأركان . توجد أنواع كثيرة من الحوارات . ولكن أديب لا ينتمي إلا إلى ذلك القطاع . قطاع الدوران على استخدام نفسه في برامج التقابل السياسي المباشر والرندحة إذا لم يجد ضيفه في قدره .ولأنه ميال إلى القنص لا الإنسجام ، بقي أديب خارج التفاصيل بعيداً من التقاط معاني اللقاء بالمثقفين والفنانين وأصحاب الحضورات ، من مارسوا عدداً من الأعمال إلى أن انتهى بهم الأمر إلى إعطاء دروس في الحياة واللغات والسمات . معهد مستدير من الدمى . هكذا ، بقي البودكاست في منأى عن ملاقطه . بمنأى عن الوزن والقيم .يعلم أديب نفسه، أنه لا يملك قوة الإتصال بطبيعة اللغة والسرد.لا يملك رشاقة من تراوده أحلام الطيران مع ضيوف يسعون على مدى حيوات كاملة إلى التفرد والإنفراد ، أصحاب التجارب والتجليات الرؤيوية والإقناع المذهل.لا شيء من ذلك.ولأنه لا يملك الخميرة راح يسأل مستغرباً أسئلة الضيوف أو يزيد عليها من ما طاف به الضيوف في المجلات أو الصحف أو التلفزيونات أو الصداقات العامة .

راوح أديب بعيداً من القوة على تفكيك المسارات في نوع من حيل تركيب المعلومات المتناقضة . لذا ، لم تتكامل المواد العضوية في البودكاست .لأنه مُشكِّلٌ من المراوحة في معجمه القديم.مشكلٌ في معجم البودكاست الجديد،هو البعيد من هوية البودكاست الفني/الثقافي حد عدم القدرة على إيصال شيء في حوار يمتد على مدى ساعة تقريباً.كأنه يمشي في ممر بلا نهاية.وإذ يدرك الأمر،لا يسعه سوى أن يقع على متفرقات الواقع الثقافي والفني من يدركها البودكاستيون بقواهم المعرفية وبحواسهم. وإذ تغيب الحواس وقوى المعرفة،لا يبقى أمام من يرى سوى أن يرى حجرة ضيقة بلا سقف عال مدعم بالعوارض اللازمة.لأن الرجل بعيد من الجزالة في الحوار،مقومات الحوار،مميزاته،معجمه،نسيجه الخاص. لذا ، جيء بالمطربة السورية أصالة لكي توسع الإضاءة على بودكاسته ، لكي تزيد عليه ما ينقص منه ، بدون أن تقوى على إخراجه من تفككه،من فوضاه،من إضاءته الخافتة،تشظيه الناجم عن غياب المعادلات في الحوارات مع مجموعة من الأسماء ذات الإنجازات .

تبعثرت الرؤيا مع أصالة ، لأنها لا تنتمي إلى هذا النظام . لأنها لا تستطيع الخروج إليه ، كما لو أنها تخرج إلى عملها . إنه اكتشاف . ولكنه لا يعد اكتشافاً عظيماً إلى من تغني وتفهم في السالسا والتانغو والباسا دوبلي والموشحات والمقامات والتحاميل الموسيقية . سقطت أحلام الإنقاذ بتمامها مع أصالة ، من حاولت أن تتقمص هيئة المحاور لتقع في قيوده . قيود مغلوطة . ارهق المشاهد ، جراء الأمر ، بالأسئلة نفسها والإجابات نفسها . لأن السؤال من الذكريات ، من الطقوس الخاوية . لا من الصور القوية المختارة من سير الرجال المستضافين والسيدات المستضافات . لأن أصالة لا تملك الحال الملموسة في إدارة الحوار،كما هو حال رفيقها،الغريب عن الدقة المفترضة في إثارة المواضيع الفنية والثقافية والإجتماعية ذات الحساسية والتماسك الحقيقين.

افتراض نموذج لا يؤدي إلى نجاحه.هذا ما حدث مع بودكاست عمرو أديب وأصالة.الأول يقفز في ارجاء الكون موحياً أنه كينغ الحوارات،في نوع من الثقة المتباهية. حين أن أصالة لا تكشف عن ذِكرٍ ولا عن موقع مرسوم. إذ أنها إن تقضي أوقاتها في هذا الكون الخالي ، تتكلم قليلاً.ولكنها لا تزيد حين تتكلم.أو تقضي الحلقات بالصمت أو التظاهر بالمشاركة.وهو نوع من أنواع المراوغة.ذلك أن “بيغ تايم بودكاست” يقوم على مرواغة

أيمن زيدان : ضيف يقود حواراً.

بطليه بذكر الإسمين كإسمين فاعلين.وهما كذلك في غير هذا المجال. المراوغة واحدة من سمات البودكاست ، ما دام من يقوده لم يتقص أصله . لم يسبر أحاسيسه . ولا عقله .ذلك أن للبودكاست عقلاً وأحاسيس تموت على أيدي أصحابه إذا لم يملكوا دواخله في دواخلهم .

يعتقد من يقدم البودكاست أن العنوان ذهب يرن . وأن الذهب يصل من الرأس حتى القدمين وهو يدور وراء الأبواب المغلقة في الحجرات الضيقة . الأرجح أنه أقرب إلى غلاية من النحاس ، يغلي ماؤها حين توضع على النار ويبرد حين ينكشف البودكاست على مظهره . ثم ، يراوح في العجز في لحظات الإستيقاظ المبكر على قلة الفاعلية أولاً. قلة الفائدة ، ثانياً . ثالثاً ، إصباح البودكاست على صورة الكونتوار . وجبة في فم مشوه ، من حقيقة عدم فهم مدى الواسطة هذه في الأبجديات الجديدة . ذلك أن البودكاست لا يؤكد سوى الإنتقال بين الأنساق بعيداً من تمايز الوظائف . مواقع جديدة . هذا لا يعني أن المجتمع حديث . إذ أن الحداثة استغرقت مئتين وخمسين سنة لكي تنشئ الأنساق المتمايزة وظيفياً . أنساقها الخاصة . لا دعوة إلى استغراق ستين أو سبعين عاماً للدخول في المتاحات الجديدة أمام سكان العالم . الدعوة إلى فهم الوسائط بالطريق إلى فهم ثورتها على نحوها في مجتمعاتها . حين تظهر المحاولات بالعالم العربي أن التعامل هو التعامل مع القوالب لا مع تطور الأفكار والقيم . القيم مهمة في المجال هذا . لأن الإشتغال في الوسائط التواصلية الجديدة لا يقومها ، لكي يدخل في عوالمها من خلال التقويم . دخول في القالب ، كإدخال الطبخة الجاهزة في البراد أو في الفرن .

إن العلاقة بالوسائط هذه لا علاقة لها بتتبع روح الإستخدامات وشروط تطورها المادية غير المعزولة عن بيئات إنتاجها . هكذا تزول الواسطة وهي في عز الإستعمال ، لأنها لا تقوم على التفاعل قدر ما تقوم على التقليد . لا يبقى من اللقاء سوى أجزاء من حوار يبقى في حاجة الفهم الواضح للوسائط . فهم ذاكرته الإجتماعية ، الثقافية ، الإقتصادية ، الفكرية . ذلك إن الوسائط هذه تنتمي إلى ذاكرة الغرب الضخمة وبياناته الرقمية . لا أفق لهذه الأشكال في بلادنا ، من غياب الجدل معها بالتحفظ المبدئي . تخزين . ثم ، تمثيل . لا علاقة للأمر بالمنطق إذن . لا شيء إلا قياد الحوار على الرغبة بالإستمرار في هواء لا ينغمس في مناحي التدوين . هذا جزء آخر من موت الكتابة ، موت التأليف . فرجة في واقع خيالي . تلصص على حياة الضيف . حيث أن المضيف يبقى كمحصل الفواتير ، حين أن دوره يقوم على طرح إجمال الفكرة في اللقاء . بعدها ، تقديم العمليات بعيداً من فكرة شيوع هذه الواسطة كرؤية عبقرية .

هكذا ، لا يقوم البودكاست في العواصم العربية على المعادلات ولا على اكتشاف القوانين ، بل على توريط النفس أولاً في استخدام يقوم على الممارسة لا على التطبيق العقلاني الإنعكاسي . لذا ، تقدم البودكاستات في مصوغها المجرد . شيء شديد التجريد من وجوده بمفهومه العام المحصل من كفاءات الخارج . من المهم أن نزيل هذا المفهوم ، مفهوم الخطأ في اختزال العلم بعيداً من قوانين نشوئه الطبيعية . لا معرفة بمفهوم التكوين ، إذن لا استقلال . لا تعبير عن الشكوك ، إذن لا سياق حساس يقود البودكاست في نوع من الإنتظام المعرفي . لا معرفة . هذه معضلة . لأن المعرفة ما دل على معين.لا تدل معظم البودكاستات إلا على الإستعراض اللفظي أو العلاقة الرومانتيكية بين الضيف والمضيف . لا شك أن ثمة مستويات . ولكنها تبقى في جولاتها الخاصة من عدم تقديمها أنفسها سوى كمستويات مهنية.

لا شيء في الواقع سوى مئات البودكاستات الدوارة في مصطلحات العالم العادي.حيث أن لا أثر يبقى في التطبيق .استعراضات يطيح بها الإعصار. إعصارات الضيوف. لأن هم الضيف يراوح في جمع أعماله أو إنجازاته بعيداً من الإلهام . سوف تضحي البودكاستات بعيدة من ما نحتاجه . أي كشف الممارسات في اختلافاتها . لا تهم بعد محاولات الحفاظ على العمل . لأنه آني . استخدامي إلى الحدود القصوى . استخدامي لا وظيفي . الإستخدام اختزالي ، حين أن الوظيفي ذو فلسفة ترتبط بالفعل المستمر على المنطق .

سوف تبقى البودكاستات خفية من تشابهها . لأن التشابه مثول الشيء بالآخر حد الإلتباس . التشابه اختلاط .صفات جسمية مشتركة . هذا واقع الأمر . لا شيء من الفروق ، لأن العلاقة بالبناء علاقة برانية . قرار بلا تأمل . لا كشف نظرية التكوين . حال تكرارية . لا مواقف مختلفة من خلال التكرار في هذه “الثروة ” المستعصية على الكثيرين . لا نصوص درامية . لا كلام على ورق. مجد الشفاهة في البودكاست الضائع لدينا بين النظرية والتطبيق . لم تعد العمليات الفنية الحوارية تقوم سوى على شفاهة البودكاست . الأخير كثير. بودكاست تشاكيل . بودكاست عُرب ( ممول من اليونسيف ). بودكاست النهار . وهو واحد في إثنين . وآخر تديره نائلة التويني . آخر تديره نيكول تويني ، شقيقتها . بودكاست الجديد . بودكاست جديد . بودكاست ذوو الشأن مع خديجة بن قنة ( استضافت في الحلقة الأخيرة رئيس اللقاء الديمقراطي الأستاذ وليد جنبلاط ). عشرات ، بل مئات البودكاستات . كل متخيل غامض بودكاست . دعوة إلى الموافقة على هذا الفرض الإستثنائي. أحسب أن لا شيء من العلم بما يقدم . ذلك أن العلم أن تعين تعييناً مطلقاً.لا أن تشير بكلام من دخان.ثم أن العلم يقع في الإشتراك بالمادة.لم يقع الإشتراك عموماً في طبيعة الإستنطاق.ذلك أن المحاورين كليو الوضع في رحلات الحج إلى دس الكاريزما الشخصية في حياة البودكاست الواقعية واللاواقعية في آن ، من خلال العبور بها من فردوسها المفقود إلى أحسن الأحوال.وهي في أسوأها .كأن أبطال البودكاست هذا أبطال مجهولون، لا يخرجون إلا إذا خرجوا مهتاجين.لمَّا لا يضع العلم الإهتياج على أكتافه ( الحوار علم . المعرفة تذكر كما يقول سقراط ).

ولأن معظم من يقدمون البودكاست يجدونها منطقة اتصال فقط ، لا منطقة تواصل ، غالباً ما يقود الضيوف الحوار . كما حدث في “بيغ تايم بودكاست” حين استضاف أيمن زيدان . هكذا، انتهى سؤال السيادة مع أيمن زيدان ، حين تحكم بالحوار وهو يقود من حاوره إلى استجلاء غوامض لم يتخيلها.حواره مع شيرين وكريم محمود عبد العزيز ودنيا سمير غانم وأحمد عز وكل من لم يستطع بودكاست إيقاظهم فعلاً ، حوارات مفتتة.ما أن تبدأ حتى تصير غباراً.انتهى الأمر إلى الاعتراف بمحدودية أديب وأصالة،حين ظهر زيدان وشيرين وعز والأخرون دليل المشاهد إلى منطق البودكاست السردي.ركز أديب على باب الحارة مع زيدان. وجد بينه وبين الأوضاع في سوريا نوعاً من المماثلة.صعود.ثم،هبوط.ثم،وقوع في الأشياء المستحيلة،لينبري زيدان في مطالعة حطت على دهشتي المقدمين من لا بد من وجودهما.وجود الجنتلمان المقسور.كلام شيرين على خيانة الأصدقاء والزملاء ، كلام ككلام الأخرين ، كلام على مقام مضى بمفردات صعبة. وها هو في البودكاست لا يقود الأبجدية إلى ملائكتها ولا إلى شياطينها ولا إلى أقسامها المفضلة.

كأن ثمة حوارات تقوم عند أسفل الشجرة . هكذا ، لا بد من النظر إلى الخلف ، لكي نصل إلى الأمام . هذه عملية معقدة لا إقرار فقط . هذا تحد لا بد من خوضه .

الصور

1  .

2 أصالة : شريكة في بودكاست بيغ تايم .

3 أيمن زيدان : ضيف يقود حواراً.

4 وليد جنبلاط ضيف خديجة بن قنة في بودكاستها

5 خديجة بن قنة : بودكاست ” ذوو الشأن”.