تقديرًا لالتزام المغرب بالنهوض بالثقافة وتعزيز إتاحة المعرفة للجميع، اختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في باريس، مدينة الرباط المغربية عاصمة عالمية للكتاب لعام 2026، بعدما كانت تحمل اللقب مدينة ستراسبورغ الفرنسية للعام 2024 .
وأعلنت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو “أودري أزولاي” عن اختيار الرباط “المغرب” عاصمة عالمية للكتاب 2026 بعدما اختيرت العاصمة البرازيلية “ريو دي جانيرو” عاصمة عالمية للكتاب لعام 2025. وقالت أزولاي: “تتقاطع في الرباط
طرق الثقافة، حيث تساعد الكتب على نقل المعارف والفنون بجميع أشكالها. ويضطلع قطاع الكتب المتنامي أيضاً بدور أساسي في النهوض بالتعليم، وتنسجم هذه الأنشطة مع ولاية اليونسكو.” ويأتي اللقب تكريماً لالتزام المدينة بتطوير الأدب، وتمكين المرأة والشباب من خلال القراءة، ومكافحة الأمية، لا سيما في المجتمعات التي تنقصها الخدمات. وبذلك تكون الرباط المدينة السادسة والعشرين التي تحصل على هذا اللقب منذ العام 2001.
تتعَّهد المدينة التي تختارها اليونسكو كعاصمة عالمية للكتاب بترويج الكتب والقراءة بين صفوف الفئات العمرية والسكانية كافة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، فضلا عن تنظيم برنامج من الأنشطة على مدار العام. وتضم الرباط 54 دار نشر وثالث أكبر معرض دولي للكتاب والنشر في إفريقيا، وعدداً متزايداً من المكتبات، ويُعد قطاع الكتب في الرباط جزءاً حيوياً من الاقتصاد الإبداعي لهذه المدينة، وفي طليعة الجهات التي تعمل على تعميم المعرفة.
وستسهل الرباط أنشطتها بسلسلة من المبادرات الرامية إلى تحفيز نمو اقتصادي مطرد وتعزيز الفوائد الاجتماعية من خلال تعزيز فرص الحصول على الكتب ودعم قطاع النشر المحلي، وسوف تستهل المدينة بصورة خاصة مبادرة كبرى لتعزيز إجراءات محو الأمية على نحو يعود بالفائدة على جميع مواطنيها.
يراهن المغرب على جعل العاصمة الرباط وجهة للثقافة المتوسطية عبر مواكبة الاستثمار في الثقافة بتعزيز البنية التحتية السياحية المناسبة لدعم المشروع الثقافي.
وتحتضن “الرباط” مختلف التعبيرات الثقافية والفنية، لتتحوّل المدينة -التي صنفتها اليونسكو تراثا ثقافيا عالميا- إلى مركز إشعاع حضاري، ووجهة متوسطية وعالمية للسياحة الثقافية، وحاضرة تعيش انسجام الوجه العمراني العصري مع الثراء التاريخي.
مدريد كانت العاصمة العالمية الأولى للكتاب في العام 2001 وجاءت بعدها سلسلة مدن من بينها الإسكندرية في مصر العام 2002، وبيروت في لبنان العام 2009، والشارقة في الإمارات عام 2019.