العروبة والجامعة العربية 

ما تمر به الامة العربية من أحداث اليوم ،، قد تغيّر وجه العالم العربي برمته

كان أسم المنطقة بين العراق والخليج العربي والمغرب العربي مروراً بكل بلد عربي في آسيا وأفريقيا ( بلاد العرب ) وكان العربي يعتبر نفسه مواطناً عربياً وفي ذلك الكفاية ،، ثم قرّرت الدول الرابحة بالحرب العالمية الأولى أن تقسم هذه الارض بينها ،، فلا يعود العراقي مثلاً مواطناً طبيعياً في مصر ولا المواطن الليبي مواطناً طبيعياً في الحجاز وهكذا حتى ترسخت عوامل التفرقة وتجذرت ليتحول المواطن في ايّبلدٍ عربيٍ لا ينتمي إلا لذلك البلد ولا يعنيه ما يحصل لاخوته العرب في اي مكان من قتل وتشريد وتهجيرٍ ولا ما يجري أمام أعين العالم من جرائم إبادة جماعية لأخوته العرب الفلسطينيين ، ولا من يحرك ساكناً ،

يقولون  هناك مؤسسة تجمع العرب على كلمة موحدة ضد أعدائهم  ( الجامعة العربية ) . فهل استعصى الأمر على أولي الأمر حتى انهم لم يستطيعوا أن يقوموا بعمل فاعلٍ يساعد أهل غزة ويدفع عنهم شراسة الصهاينة ودولتهم إسرائيل ؟ ومنذ انشاء الجامعة العربية والشعوب العربية تطالب بخطواتٍ كان بالإمكان تفعيلها لو سمح المحتلون الأجانب بذلك ،،، منها فتح الحدود بين الأقطار العربية ولا حاجة إلا للهوية الشخصية للمواطن العربي ،، زيادة التجارة البينية بين الأقطار العربية ،، توحيد المناهج التعليمية او بالحد الادنى التركيز على اللغة العربية بفصاحتها وغناها الذي لا توجد لغة في العالم تضاهيها ، تنسيق الموارد الطبيعية بحيث يكمل القطر الواحد القطرَ الآخر وهكذا ،، الدفاع العربي المشترك ،، وقد انفرط عقده بمؤامرة وقع في حبالها من كانوا يعتزون بكونهم اذكياء ،، وبدلاً من الدفاع عن بعضهم الآخر اصبح قصف وتدمير البنى للتحتية للقطر المغضوب عليه وحصاره والتنكر له ،، إمتيازٌ يُفتَخَرُ به ..

ما تفعله إسرائيل في غزة والضفة الغربية من قتل وتدمير وتهجير وتجويع وتهديم المستشفيات وغيرها كثير ،،كلكم شاهدتموها ولا حاجة لتكرار الحديث عنها ،، ما اود قوله لكم  ( أيُها العربُ في كل قطر وبلدٍ عربيٍ وغير عربي ) هذا يومٌ لفلسطين ومدنها وسواحلها ،، وغداً لكل بلدٍ عربيٍ حتى لا يبقَ ايّ فسحة أرضٍ تحتويكم ،،

مع التطبيع ،، أقبل الصهاينة ليسحبوا بعضاً من البساط من تحت أقدامكم ،، ومع تجنيس العمالة من شرق آسيا يُسحبُ آخر ،، وتكالب قوى الغرب والشرق للصراع على أرضكم ،، لن تبقِ لكم ما ( تحكمونه ) إلا أنفسكم إن سُمِحَ لكم بذلك ،،، فإلى أين نحن سائرون ؟