ريما كركي
المتهم بريء حتى تثبت ادانته… وهذا الكلام ينطبق على كل المتهمين…متل ما ينطبق على زياد عيتاني وسوزان الحاج، ينطبق هذا الكلام أولا على المتهمين الذين لا احد يكترث لاثبات براءتهم.
لكن القصة ليست قصة متهمين..
ما نعيشه اليوم قمة الفوضى… قمة الفساد… قمة اللاثقة بكل شيء… ما عدنا نصدق شيئا… ما هو المفبرك وما هو غير المفبرك من التهم الملصقة بالناس… هل فبركوا للابرياء.. أم فبركوا للمفبركين… جنون… عصفورية… عاصفة من الشكوك.. نخاف بعدها من بلدنا على حالنا.. كل شيء أصبح واردا.. انت وحظك! من التهم والادانات التي لا يسمعك أحد بعد انتشارها.. فالبلد »ساحة صراخ« من دون جدوى وعلى كافة المستويات…
التراشق هو لبّ مهارتنا !.. التراشق السياسي في موسم انتخابي يحلو فيه استغلال الناس وتظهر فيه فنون السياسيين !…التراشق الطائفي والحزبي وشد الحبال الحاضر في كل القضايا والذي تسيس فيه كل الملفات ولو على حساب دمار كرامات ناس، التراشق الاعلامي، بين من يستعرض معلوماته ومن يستعرض اخلاقيات المهنة باستنسابية! بدل ما يكون الاعلام الذي يلعب »مضطرا« أدوارا اكبر منه، موحدا ضد تلاعب السلطة فينا…
والاهم من كل المشهد هو ان الاسرائيلي يشاهد احلى كوميديا ويضحك كثيرا على مشهد العمالة وفبركاتها وتعاطي اجهزة الدولة الهشة معها.. في كل مسرحيات الاخد والرد وصراع الاجهزة والتهم المتبادلة، وحده الاسرائيلي مطمئن لغبائنا على كل المستويات… واهمها غبائنا بالتعاطي بكل شي مرتبط فيه هو…
حان وقت الورشة… ورشة انتزاع العفن المتراكم في كل زوايا مؤسساتنا.. لكن لا حياة لمن تنادي…. الكل غرق في حساباته… والبلد يستمر في ادهاشنا..
فكل ما قلنا وصلنا الى القاع، يظهر لنا قاع أعمق منه!…