لا حدوث خلف ابواب المدينة

 قلقُ الريحِ سُكنايَ، سُكنايَ نائية، أبعدُ من حواسّي،

أقصى من القفز إلى شعاع، تنأى كلّما نبتَت طريق.

لا إياب، والذهاب أيقونة العودة. لا حدوثَ خلف أبواب المدينة، خلف التوحّد بالجدران. النوافذ صارت غرباناً، الأسوَدُ أجّلَ التحليق، لأجل سلام الريح.

لا حدوثَ خلف أبواب المدينة، لا مدينةَ خلف قلقِ الريح. سُكنايَ نائية، لا تسمعُ قرع الطبول للوحيدة النائمة في رقادٍ بلا أحلام.

يعودون من منتصف الرغبة الشعراءُ القادمون، تنهرُهم الريح: عودوا بلا منازل، سلّموا مآثركم إلى العرّافة

عرّوا قصائدكم من المسافات. المسافات فراشات، وسكنايَ تحرسها الجوارح والإشارات الغريبة، سكناي مسقوفةٌ بالقصائد الرديئة، سكناي ضيّقةٌ كبَيت السلحفاة.

لا حدوث خلف القصائد المنهكة، لا نوم في أسفل أعمدة الملح، لا آثام قبل النوم. والشعراءُ القادمون يقتاتون بقوافيهم قبل وصول العصافير.

ملامح

مُترَفون بذاكرة الصّمت، يردمون أسماءهم تحت نداءات سقطت ذات غربة من حناجر غلَبها الصّوت، المسكون بالموت. مبلَّلون بذاكرة الماء، يأوون إلى موجة بلا ماضٍ بلا أحلام. قصيرٌ عمر الموج ميتته مضجرة. إلى موجة يأوون، مبلَّلون بماء الذّاكرة، كقصيدة مائيّة مالحة.

أيّها الصّمت، أيّها الموْج، أيّها المَوْت، لأولئك الصّالحين صوتٌ وحلم وحياة.

لأولئك المساكين، مآثر في الإعصار، ملامح في العاصفة..