تصدر اسمه الأخبار الفنيه في الاعلام العربي، منذ اعلان فوزه في برنامج (أراب اّيدول) لموسمه الثاني على (قناة ام بي سي 1) وكأن عالم الغناء في العالم العربي، من خلال الاستقبال الحافل الذي حظي به محمد عساف ،كان يعاني من الجوع،بحثا عن صوت جديد يشبع به نهمه لنغمة مختلفه، تملأ اذنه ،ووتر يروي وجدانه، لأصالة الطرب،وحنينه الموحش،لزمن الأنتشاء من جمال اللحن ورقي الكلمات، ومحمد عساف ليس ملحنا ،ولا هو ناظم للكلمات،وانما كان ما يؤديه على خشبة المسرح في (الآراب ايدول) ترديد لأعمال الكبار مثل وديع الصافي وعبد الوهاب ومحمد عبده وعبدالحليم حافظ ،وكم كان رائعا ،وهويقتحم عالم عاصي الحلاني وعشقه لأغانى الجبل،ولمحمد عبده والنغم الخليجي .اشاد به اعضاء لجنة التحكيم للاصوات المشتركه في برنامج (الأراب اّيدول)،حتى قبل ظهورالنتئائج الأخيره للتصويت الجماهيري ،بالأضافة الى أن اعضاء تلك اللجنه،واوصافهم التي خلعوها عليه وهم الفنان المطرب اللبناني راغب علامه الذي وصف (عساف)أنه صاروخ فلسطيني انطلق في سماء (الآراب ايدول) وقالت عنه الفنانه المطربه اللبنانيه نانسي عجرم (انني اهنئ الشعب الفلسطيني بميلاد نجمه محمد عساف)،وقالت عنه الفنانه المطربه الخليجيه احلام (انت مايهزك ريح)وقال عنه الفنان الموسيقي المصري حسن الشافعي (ان صوته كالمسطره التي تضبط الأصوات وانه لا يتكرر الا كل خمسمائة عام). أصبح بذلك يشكل مباراه،وقد تقاسموا الفرحة والأبتهاج لقدومه ،وهم الخبراء بعالم الأصوات ،وعذوبة النبرات،واصحاب الخبرات ذات التاريخ، وهكذا كانت أجواء البرنامج عبر فقراته المتعدده،وعدد المشاركين من الأصوات،وكانت ايضا اكثر من مختلفه،والغريب ان الأصوات في مجموعها كانت متميزة،وتتمتع بحضور كبير بين الجمهور المتابع وقد تضاءل العدد مع تقدم البرنامج وصعود أصوات بحثا عن الرابح الأخير في نهاية المشوار، ورحلة برنامج الاراب اّيدول االتي تمضي حتى تحدد عدد اصلح الأصوات، وقد وصلت في النهاية، الى وجود ثلاثة اصوات عليها ان تتنافس على موقع الرابح الأوحد، وكانت هذه الأصوات التي صمدت في تلك الدوره للبرنامج، هم السوريه (فرح يوسف) والمصري(احمد جمال) والفلسطيني (محمد عساف) .
محمد عساف وبزوغ الموهبه
المواهب لا تبزغ فجأة، وانما تسبقها ملامح وامارات، ولذلك ان لم تجد من يحتضنها،ويرعاها،يمكن ان تذبل، وبدلا من ان تضيئ و تتوهج، تندثر وتتلاشي ويطويها النسيان.ولد محمد عساف في(مصراته) في ليبيا قي الأول من سيتمبر 1990 لأبوين فلسطينيين كانا يعملان في تلك المدينه، ثم قاما بالعودة الى (خان يونس) بقطاع غزة،وكان محمد عساف مازال طفلا، لا يتجاوز الخمس سنوات،ولكن صوته، وهو يترنم بالأغنيات السائده كان لافتا،انه يمتك صوتا، يمكن ان يبشر بمستقبل واعد في هذا الفن ،وكانت الأستعانة به في مرحلته الدراسيه الأولى ،ومن ثم تم ترشيحه للغناء في الحفلات المدرسية ،حيث اشترك في تقديم اوبريت( طلائع فلسطين)، وفي اطارمناخ مغلق لا تتوفر فيه الحقوق الأولى للأطفال في التعليم،كانت المسرحيه تحمل تلك الرسالة (من حق الأطفال ان تتعلم ) ولمع بين طلاب المدرسة كطفل موهوب،وواعد .شدت انتباهه الأغنية الوطنيه، وكان ذلك طبيعيا، وهو يعيش تحت ظلال الأحتلال للأرض الخالده ( فلسطين) فكان يترنم باغنية عبدالوهاب الشهيرة عن فلسطين لزملائه في المدرسه (اخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا). استرعت موهبته في الغناء انتباه الأب ،فقام بالأتصال بملحن فلسطيني في غزة وهو الفنان (جمال النجار) وحين استمع لصوته سارع بتلحين اغنيتين له وهما (شدي حيلك يابلد)والأغنيه الثانيه أكثر شهره،ومازال محمد عساف يرددها،وهي (علي الكوفيه) وقد غناها وعمره لا يتجاوز ستة عشر عاما،ولكنها بقيت واصبحت احدى أغاني التراث الفلسطيني الثوريه،وفي فترة قياسية توسع انتشارها ،وتعد الآن من اكثر الأعمل المذاعة و المطلوبه جماهيريا، فصدقها واضح في نبرات الصوت، وفي معنى الأغنيه ،والتصاقها بالوجدان .
غزة قطاع صغير تعداده أكثر قليلا من اثنين مليون نسمه بعدة اّلاف،وموهبته كانت تتفجر،فهو يمارس الغناء في المدرسة، كما انه يشارك في الحفلات الأجتماعيه للعائلات في القطاع ،ولذلك رغم صغر سنه فانه كان شخصيه معروفه لجانب كبير من اهالي قطاع غزة ،وربما ايضا انتقلت شهرته الى الضفة الغربيه ورام الله ،فالفن بطبيعته عالم ساحر، وعشاق الطرب منتشرون ،بأحاسيسهم المرفهه،وباّذانهم التي تطرب للنغمات الجميله بأوتارها الساحره،
،صعوبات وعراقيل
واجهت محمد عساف للأشتراك في الآراب ايدول
عين عرف محمد عساف بأمر مسابقة(اّراب اّيدول) راودته نفسه بالأشتراك ،ونال تشجيع أسرته وعلى ألأخص والدته،وخرج للمحاوله،وكانت ظروف المعبرمن رفح الفلسطينيه الى رفح المصريه غير ميسره للكثير من الأسباب،والعلل،ولكنه في النهاية وفق في العبور،وان كان الوصول للقاهره حيث تجرى عمليات التصفيه بين المتقدمين في احد الفنادق،لم تكن هي الأخرى ميسره للوصول في الموعد المحدد لذلك،ولكنه مع الأصرار والصمود امام المتاعب،وصل ليجد المفاجأه الأكبرفي انتظاره ،وهي التعداد الكبير للمتقدمين،وكانت اعدادهم بالآلآف،و يتزاحمون امام الباب،وطلب والدته ليخبرها باستحالة الأمر امام هذا الزحام، ولكنها نصحته بالمثابره،حتى وان اضطر للقفز من خلال الأسوار،ويبدو انه اقتنع بذلك ،فأقدم عليها،وحينما اعترضه احد الحراس،قال له انه تأخر لظروف المعبر،ولم يجد مفرا من ذلك،و سأله الحارس هل انت فلسطيني ؟، قال نعم انا فلسطيني،فأفسح له الطريق،وقال له ادخل .وفوجئ مرة اخري ان الارقام قد وزعت ،ولم يلحق بها ،ووجد فلسطيني اّخر،تعرف عليه ،واستمع كل منهما للأخر فاستحسن هذا الفلسطيني صوت محمد عساف،وقال له فرصتك اكبر للفوز،واعطاه رقمه وانصرف.رغم كل المتاعب التي صادفته،الا انه كان يجد الطريق مفتوحا له بعد ذلك،وكأن القدر كان يدخر له هذا النجاح. حين دخل الى قاعة التصفيه بين الأصوات التي تقدمت،وعرفوا قصة تأخيره،قدم لهم صوته عبر أغنية (صافينى مرة وجافيني مره)، قال له راغب علامه أنه لن ينسي صوته ،وقالت له أحلام ( هل قال لك أحدا قبل ذلك ان صوتك يشبه صوت عبدالحليم حافظ ،وابتسم فذلك الأطراء الذي يسمعه من البداية بالقطع يعطى ملامح أمل يمكن ان يتحقق،وعساه ان يتحقق .
برنامج (الأراب ايدول) وتفاصيله
سار البرنامج على مدى اسابيع طويله،نظرا لعدد المشاركين،ثم ترشيح الأغاني لأختبار الأصوات ومن جانب اّخر لابد من عمل بروفات،وفي كل مرحله تجري تصفيات، هناك من يترك،وهناك من يستمر،و عليه ان يصمد امام كم الأصوات التي تسمع ،ثم البروفات على الأغاني التي ستقدم،على تعدد الوان الألحان،واللهجات،ومدى الأستيعاب،ثم على اللجنه التي تعطي الرأي،ومعها ايضا اصوات الجمهور التي لابد من الحصول عليها ،فهى جزء اساسي للوصول الى الرأي الأخير الحاكم ،وتحديد الصوت الفائز. يقول محمد عساف لقد ذكرت لهم كل الأغاني التي احفظها ،وأمارس من خلالها هوايتي للغناء ،وقد كان بالفعل يجتهد في ذلك ،ونذكر انه كان يغني (انشودة فلسطين) وهو مازال صبيا ،وقد صرح في احاديثه بعد فوزه أن عبدالوهاب يحتل المركز الأول في اهتماماتي.المهم جاء اليوم الأخير الذي تعطى فيه النتائج النهائيه سواء من تقدير اللجنه او من تصويت الجماهير التي تصل للبرنامج من أي مكان في العالم، ومن البديهي ان تتابع اصوات الفلسطينيين المسابقه، وان تتوالى اصواتهم الى جانب العندليب الفلسطيني (محمد عساف).كانت (غزة)و(الضفه الغربيه ) والفلسطينيون في الارض المحتله وفي دول المهجر،يتابعون بشغف ،وكانت ايضا السلطه الفلسطينيه في رام الله تشاركهم هذا الاهتمام ،وحصل (محمد عساف)على اكثر من ثمانية وستين مليونا، صوت سواء من الفلسطينيين ،أو من الأصوات العربيه ،ويذكر ان رئيس الوزراء الفلسطيني السابق (سلام فياض) قد نشر عبر صفحته الرسميه على موقع الفيس بوك نداءا للشعب الفلسطيني بالتصويت لدعم مواطنه الشاب الصاعد (محمد عساف)، الذي خطف الأنظار بالفعل، وسجل اكتساحا عارما في عملية التصويت.
اعلان النتيجه وفوز عساف
فور ان اعلنت النتيجه ،سجد محمد عساف على الأرض شاكرا لله فوزه،ومقدرا انها عناية السماء في المقام الأول،وتلى مذيع الحفل مجموعة الجوائز التي حصل عليها محمد عساف تقديرا لفوزه.الجائزة الاولى سياره شيفورليه من احدى الشركات الجائزة الثانيه عقد وادارة انتاج من شركة( راشد الماجد) يقوم فيها بعمل (البوم و فيديو كليب) ويشرف على انتاجه،والجائزة الثالثه من وكالة الاونروا بمنصب (سفير النوايا الحسنه )ودرع تذكاري كما ارسل الرئيس محمود عباس رئيس السلطه الفلسطينيه يخبره بقرار استثنائي وهو لقب سفيرفلسطين الثقافي والفني مع مزايا ديبلوماسية ،وجواز سفر ديبلوماسي كان ذلك في الحفل الختامي الذي اعلنت فيه النتيجه. شارك في عملية التكريم المطرب عاصي الحلاني،وقال له ان انتخابك قد شاركت فيه الأمة العربيه على اتساع ارضها ،ولم تكن فقط اصوات الفلسطينيين هي الداعمه لك،وقام (محمد عساف)وقال انني اهدي فوزي هذا الى الشعب الفلسطيني في كل بقعة يتواجد فيها كما اشكر ابناء الأمة العربيه على دعمها لي بهذا الفوز. وقال له مذيع الحفل( ان هذه اللحظة هي بداية مشوارك الفنى) وحصل (محمد عساف) على لقب (محبوب العرب) نجم الأراب اوديل.
ثم ماذا بعد الفوز.. اين محمد عساف اليوم ؟
كان لمحمد عساف حضور متميز على اصعدة عده
شارك في عدة مهرجانات،حيث شارك بـغنية في افتتاح كاس العالم عام 2014 ،وانتج عنه فيلم الأيدول عام 2016، واستضافته كبرى المسارح لأقامة مهرجانات دوليه بمشاركة فرقته الموسيقيه بقيادة المايستو يعقوب الأطرش.كما حصل على اعضويه الفخريه في مجلس الوحده الأعلاميه العربيه
ثاني فنان عربي يحصل على مفتاح مدينة لاس فيجاس ،نيفادا، تكريمه من قبل الهيئة الإدارية للاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في اروبا، كما على جائزة الموريكس دور(كأفضل فنان عربي صاعد 2014
ا قدم محمد عساف العديد من الأغنيات،وغنى في الكثير من المهرجانات، مع الكثير من المطربين الكبار مثل لطفي بوشناق وحسين الجسمي وعلى الحجار، واستقبل بالكثير من الحفاوة الرسميه والشعبيه، وكانت له حفلات خاصة مع الجاليات العربيه في اوروبا والعام العربي
حياته الخاصة
وكان لعساف تجربة ارتباطٍ رسمي لم تنجح 2016، فقد جمعته خطوبة لم تستمر طويلًا بالإعلامية الفلسطينية (لينا القيشاوي) التي تعمل حاليًا مذيعة في قناة الجزيرة لرفضها التفرغ للحياة الزوجيه، وقد تزوج محمد عساف في اغسط 2920 بفتاة فلسطينية ودنماركيه اسمها ( ريم عوده ولهما ابن اسمه( رايان).
اين يقيم محمد عساف ؟
لم ينفصل محمد عساف عن هموم وطنه فلسطين، وهو صاحب أغنية ( علي الكوفيه) وهو مازال صبيا يافعا، وأغنية ( شدى حيلك يابلد) و( أنا دمى فلسطيني)، ولذلك لا ينبغي ان يدهش احد ،حين يراه على شاشة التلفزيون في احاديث وحوار،وهو يبكي،لما جرى ،ولازال يجري على الأرض الفلسطينيه،وخصوصا مقر عائلته في( غزة)، ويردد انا (دمي فلسطيني)،فقد احتضنتني أرضها، وعشت مع عائلتي الصغيره تحت سمائها خصوصا ،وبين اهلي في عائلتي الكبيره في فلسطين عموما في غزة ،هناك طفولتي وصباي وشبابي ،وكل حب عمري لهذه الأرض وشعبها ، الذي أكرمنى في النهاية ووقف الى جانبي،وصنع اسمي على الساحة الفنية والأعلاميه،ولم يتخل عنى بتصويته لجانبي
هو يقيم الآن في ( دبي) .هناك ينطلق الى اّفاق عمله،الذي يستدعي سهولة الأتصال، والمواصلات،
وهناك يعيش جسدا وحركه،ولكن روحه تلفها الغربه عن نبضه الحقيقي لأن(دمه فلسطيني).أعان الله فلسطين على تحمل محنتها،وأعان الفلسطينيين على تحمل أزمتهم،وأعان الشعب العربي على تحمل أزمات أبناء جلدته ،الذي يكمن أمانهم في أمانه، فوحدة الأمن والأمان لا تتجزأ .