الدراسة عن بعد تجربه رائده في مدرسة ايلنج

حول مواصلة الدراسة رغم كورونا

حين يتمكن العشق للمهنة، وتتكاتف عوامل الأصرار والتحدي على قهر الصعاب،وتمتلأ النفوس بالثقة بالنفس والايمان بالواجب،يمكن للأنسان ان يحقق الكثير من الايجابيات،ولا أقول المعجزات،ولذلك فان تلك التجربة التي خاضتها مدرسة ايلنج في مواجهة أزمة (الكورونا) وحظر التجمعات، وبالتالي اغلاق المدارس تحوطا وصيانة وحرصا على عدم تفشي المرض وانتشاره جديرة بالعرض والتأمل.

تقول السيدة ايمان الموسوي مديرة المدرسة.. كان الأمر مروعا بالنسبة لنا اعضاء هيئة التدريس ان تغلق المدرسة ابوابها في يوم 21 مارس 2020، ولا نتمكن من أداء رسالتنا التعليمية والتربوية للطلبة، وقد اصبحوا بمثابة أبنائنا، وينتابنا القلق على اداء رسالتنا الواجبة لهم في تعليم اللغة العربية والتربية الأسلاميه، وقد تصورنا في بداية الأمر أنها ظروف لن تطول، ولكن بمرور الأيام وانقضاء الشهور، كان واجبا علينا التفكير وبحث الأمر، في اطار تلك الظروف المستجدة ، لكي نرى ماذا يمكننا أن نفعل. حاولنا بكل ما نملك من جهد أن نتمكن في استمرار عملية التدريس وأن تتابع هيئة التدريس القيام بمسؤولياتها ،وان نتمكن بمساعدة الأهالي والطلاب في انتهاج اسلوب بديل لأستمرار الرسالة

و هو عن طريق الانترنيت على برنامج on line) zoom & Team)

ان تجاوب المدرسات قهر الكثير من الصعوبات ودائما كل شيء في البداية يكون صعبا ولكن بالمحاولات المستمرة تسهل الامور في التواصل والتعاون وبذل الجهود والالتزام بالمواظبة على تنسيق الوقت الملائم للطلاب والمعلمات أصبحت الأشياء أكثر سهولة وتم اعداد اللازم وبدأ المشروع يتحقق ويعطي نتائجه رويدا رويدا. اصبح الالتزام بالوقت متوافر والتواصل من قبل الأهالي والطلاب كان مشجعا ايضا واستقبل الجميع الفكرة بكل رحابة واحساس عميق بالتقدير لجهود الادارة والهيئة التدريسية والمساعدات لهم، بحيث تكامل الكل في عملية التواصل المنشود للحفاظ على اللغة العربية والتمسك في استمرارية المدرسة العربية في أداء رسالتها التي تصبو اليها.

صحيح ان التدريس عن طريق ال on Line كان يشكل اختراقا في خصوصية البيت ويسبب الكثير من الحرج، بالأضافة الى أن بعض الطلاب كانوا لا يفتحون الكاميرا او لا يظهر وجهه ولكنهم كانوا متابعين ومتواصلين بكل جدية ونشاط وحيوية وكانت نسبة الحضور 98% ربما تفوق نسبة حضورهم الى المدرسة. وفي احيان أخرى كان الغياب يكثر لانهم يعتبرون يوم السبت يوما مقدسا لهم وخصوصا انهم يعتبرونه يوم الراحة من بعد ما يقضي الطالب 5 ايّام في المدرسة الانكليزية.

تضيف قائلة.. أن كثيرا من المدارس العربية في هذا الوقت وفي جود الحجر الصحي قاموا بالأعتماد على إرسال الطلاب للواجبات وقد ادى ذلك الأمر الى وجود ضغط اضافي على الأهالي وزاد من حجم الصعوبات في التدريس لان الطالب يحتاج الى مساعدة في القراءة والكتابة والتحدث وخصوصا اذا كان احد الآباء لا يجيد اللغة العربية.

كانت مدرستنا متميزة ونشطة في هذا المجال وسباقة في استخدام افضل وسائل الاتصال في زمن التكنولوجيا والكومبيوتر والانفتاح السموات السبعة وسهولة التقارب والتواصل..

ملاحظة؛ استخدمت المعلمة برنامج power point للسهولة في تلقي لشرح الدرس. الوسائل المتبعة الكتاب والسبورة الاليكترونية.

جاء الحجر الصحي في شهر رمضان المبارك ومن بعده جاءت مناسبة عيد الفطر المبارك حيث ابدع طلابنا في عمل مشاريع وكاردات لهاتين المناسبتين المباركتين ،وكان التنافس كبيرا في الرسم وفي التلوين وكذلك التعبير عن احاسيسهم ورغبتهم في الفوز باحسن مشروع. أقول في النهاية أنه من خلال تجربتي بالنسبة للإمتحانات التحريرية والتقارير،أحب ان أقرر أنه تم توفير الكثير من الجهد والوقت. لقد كنت اقضي من أسبوع إلى عشر أيام بتحضير الإمتحانات من ناحية الطباعه وتكبيس الأوراق وتوزيعها لكل معلمة وصف من صفوف اللغة العربية والدين، أن تلك احدى فضائل الدراسة عن بعد، وان كان ذلك لايغني عن فضيلة التعليم المباشر لأسباب كثيرة ومتعددة. ولكني أضيف أنه من خلال عمل الإمتحانات الشفهية بواسطة برنامج zoom وteam فلقد سهلت المهمة لي، وتم توفير كمية هائلة من الأوراق المستهلكه للطباعة التي لا شك من ضررها بالبيئة. وكان التواصل الإلكتروني بيني وبين المعلمات والأهل متواجدا لإيصال كل المعلومات الخاصة بالطلاب والتنسيق بينهم.

هي تجربة خاضتها مدرسة ايلنج وحققت نجاحا في اطار الأزمة.

لكن يبقى سؤال حول خواص الأسلوبين (التعليم عن بعد، والتعليم المباشر)، ودراسة نتطلع اليها في عدد قادم، مع كل التهاني لمدرسة ايلنج على التجربة في اطار محنه، واجهتها بقوة واقتدار.

العدد 107/اب 2020