الفقيه البصري… بعد 15 عاما على الرحيل

معن بشور

من الصعب أن تتحدث عن تاريخ المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي في المغرب الأقصى ولا تذكر دور الفقيه البصري قائد المقاومة والتحرير…

ومن الصعب أن تذكر تاريخ الحركة الوطنية المغربية المعاصرة دون ذكر الفقيه البصري رفيق الشهيد المهدي بن بركة وعبد الرحيم بو عبيد وعبد الرحمن اليوسفي وعمر بنجلون وغيرهم وغيرهم من رجالات المغرب الوطنيين..

ومن الصعب أن تذكر الحركة القومية العربية في المغرب دون أن تقف أمام دور قائد عربي بارز هو الأمازيغي محمد البصري الذي كان أحد الجسور الوطيدة بين مشرق الوطن العربي ومغربه واحد الآباء المؤسسين للمؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الاسلامي…

ومن الصعب أن تذكر دور المغاربة في الانتصار لفلسطين منذ نكبتها عام 1948، وللمقاومة في لبنان منذ انطلاقتها عام 1982، وللعراق الجريح منذ الحصار فالحرب عليه فاحتلاله عام 2003، وهو العام الذي غادرنا المناضل الكبير للقاء وجه ربه في مثل هذه الأيام قبل 15 عاما وفي منزل صديقه الصدوق المناضل عبد القادر الحضري في بلدة شفشاون الجبلية الجميلة…

ولا انسى لحظة وداعه إلى مثواه الاخير في الدار البيضاء حين قلت امام ضريحه: »كان محمد البصري فقيها بين المجاهدين ومجاهدا بين الفقهاء.. مغربيا في المشرق العربي ومشرقيا في المغرب العربي. رحمه الله«

العدد 87 – تشرين الثاني 2018