انترنت الأشياء والوظائف المفقودة

الدكتور إبراهيم الحريري

يقول المدير التنفيذي لشركة ديملر بنز مرسيدس بنز: »بأن منافسي شركته لم تعد شركات سيارات أخرى فحسب اضافة للمنافسين التقليديين الدائمين الثلاثة: الموت والضرائب والتغييروإنما »تيسلا« وجوجل وأبل وامازون »

اثارني هذا القول وتوجهت بالبحث والتمحيص وهل الخطر التكنولوجي يهدد الصناعات التقليدية فقط ؟و سألت نفسي ماذا يحصل بدقيقة واحدة بفضاء التكنولوجيا اليوم وليس غداً؟

و جاءت الإجابة المهولة بالأرقام على النحو التالي:

  1. 6 مليون بحث على غوغل
  2. 1 مليون مشاهدة يوتيوب

527000 مشاركة صورة سناب شات

454000 تغريدة على تويتر

154000 اتصال سكايب

120 اشتراك جديد لينكد ان

258000 دولار مبيعات أمازون من السلع.

103 مليون رسالة بريد الكتروني.

69000 ساعة بث تلفزيوني على الانترنت.

  1. 2 مليون رسالة نصية

45000 رحلة بالسيارة عبر اوبر.

 فسألت نفسي ايضاً بأي عالم نعيش وما هي التحديات والمتغيرات والشركات والوظائف المتأثرة ؟ وهل ستتحول البطالة لمشكلة أفراد ووظائف مفقودة لا مشكلة حكومات؟

أوضحت دراسة مدرسة مارتن ذ جامعة اكسفورد والصادرة بتاريخ 17 سبتمبر 2013 والتي جرت على 702 وظيفة بأن 47  من هذه المهن مهددة بالانقراض بحلول سنة 2034 م.

تشير الدراسة التي نشرها معهد ماكينزي الدولي عام 2011 م بأنه بعد الأزمة العالمية سنة 2008 م قد خفضت الشركات عمالتها بنسبة 40 لصالح الأتمتة.

تشير دراسة مجلة اكينومست الصادرة 18 كانون الثاني 2014م بأن72 من البريطانيين يؤمنون بأن العمل من البيت فعال بشكل كبير وأن نسبة 63  يحتاجون للأنترنت لإكمال أعمالهم.

أن تقييم الشركات أصبح يقدر بالكم المعرفي والابتكار والإبداع والتميز وعدد الزبائن لدى الشركة لا بحجم الأصول الثابته وعدد العمالة بهذه الشركة ومثالها شركة انستغرام التي بيعت عام 2012 م بمليار دولار لفيسبوك وبموظفيها البالغ عددهم 30 موظفا فقط ومثلها يوتيوب ولينكد إن وغيرها وغيرها.

 فالبرمجيات ستوقف معظم الصناعات التقليدية خلال الخمس أو العشر سنوات القادمة، فشركة أوبر هي برنامج حاسوبي لا يمتلك سيارة واحدة لكنه اليوم أكبر شركة سيارات أجرة في العالم، وشركة »اير بي أن بي« العقارية هي أكبر شركة فنادق بالعالم رغم أنها لا تملك أي عقار، إنه الذكاء الاصطناعي، فالحواسيب أصبحت أكثر معرفة بالعالم من الإنسان، والحاسوب غلب أفضل لاعبي اللعبة الذهنية )GO( بالعالم مستبقا التوقعات بعشرة أعوام.

و اليكم بعض المهن التي ستختفي وتصبح من الماضي بعد 10 سنوات:

السائقون:

وبالنسبة للسيارات الذاتية القيادة ستجعل رحلتك بمثابة رحلة بمصعد بناية. فسوف تكون أولى دفعاتها متاحة للعامة في العام القادم 2018، وفي العام 2020 سوف تبدأ صناعة السيارات التقليدية بالتعثر، فالواحد منا لن يحتاج إلى أن يمتلك سيارة بعد اليوم، فسوف تطلب سيارة عبر هاتفك المتنقل، تأتيك حيث أنت وتنقلك حيث تشاء.  ولن تحتاج لموقف سيارة لتركنها، أنت تدفع قيمة توصيلك حيث تشاء عبر بطاقتك البنكية وحسب بل ويمكنك أن تقرأ أو تنجز أعمالا أثناء الرحلة، ولن يحتاج أولادنا مستقبلا لرخصة قيادة بل إنهم لن يمتلكوا سيارات خاصة بهم أصلا.

وقد تفلس معظم شركات السيارات، وستحاول شركات السيارات التقليدية تبني منهج التطوير بصناعة سيارات أفضل، بينما ستحاول شركات التكنولوجيا الحديثة ذمثل تيسلا وأبل وجوجل-  تبني وتطوير تكنولوجيا سيارات المستقبل ولا ننسى حالة الرعب التي سببتها سيارة تيسلا لصناع السيارات التقليدية، والسائقين على حد سواء وحتى سائقي أوبر. وستواجه شركات التأمين مشاكل جمة بدون حوادث، وسينخفض التأمين بنسبة هائلة،.

وسوف تتغير المدن حيث سيختفي 90-95 من السيارات، ويمكن تحويل مواقف السيارات إلى حدائق عامة، واليوم يموت سنويا 12 مليون بالعالم نتيجة الحوادث ولكن السيارات الذاتية القيادة ستخفض هذه الأرقام إلى حادث واحد كل 6 ملايين ميل )أي كل 10 ملايين كيلو متر(، مما يعني إنقاذ حياة مليون إنسان سنويا.

2-المزارعون:

وعلى صعيد الزراعة، سيقوم إنسان آلي وربما طائرات بدون طيار )Drones( قيمتها مئات الدولارات بالزراعة بالحقول بحيث يتحول مزارعو العالم الثالث إلى مدراء لمزارعهم بدلا من الكدح طيلة النهار بحراثتها وسقيها وستنشط المزارع الداخلية وستكون تكنولوجيا الزراعة حاضرة بكل شي من البذور للسقاية والضوء وحتى الانبات المبكر والحصاد.

هذا وبسبب استحواذ شركات الغذاء العشرة العابرة للقارات على امدادات الغذاء العالمية وما تملكه هذه الشركات من تكنولوجيا متقدمة بسبب المنافسة الشرسة وهذه الشركات هي نستله وبيبسيكو وكوكاكولا ويونيلار وجينرال ميلز وكوليقيز ومارس واسيسيوتيت برتش فود وموندليز

3-موظفو البريد:

و ذلك لعدة اسباب وبسبب تربع شركات البريد الخاصة امثال فيديكس ويوبي اس واتمتة عملياتها والتوسع باستخدام البريد الالكتروني واستخدام الطائرات ذاتية القيادة بالتوصيل.

4- موظفو الصحف والبرامج الإذاعية والتلفزيونية.

فقط اصبحت الصحف التقليدية تعاني من قلة المبيعات الورقية واستغناء المشتركين عن اشتراكاتهم لصالح تصفح الصحف عبر الانترنت والحصول على الأخبار والمعلومات من مصادرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة امثال التويتر والفيسبوك ومحركات البحث وغيرها مما دفع عديدها لاعلان الافلاس المبكر لإيقاف الخسارة الفادحة أو تحولها إلى الكترونية.

و كذلك الأمر بالنسبة للقنوات الإذاعية التقليدية والتلفزيونية التي دخلت بمنافسة مع قنوات ومحطات رقمية عابرة للقارات ذات تكاليف أقل وجودة أكبر لاستخدام التكنولوجيا.

5-صانعو المجوهرات: بسبب الطابعات ثلاثية الأبعاد المتاحة بكثرة.

6-الطابعون والناشرون: وخير مثال عليها موقع أمازون ماليء الدنيا وشاغل الناس.

7-موظفو نقاط البيع: وذلك أصبح واقعا بالمتاجر الكبيرة بالدول المتقدمة باستخدام تقنيات الذكاء الأصطناعي مثل أمازون وويلمارت وتيسكو وميرسون وسانزبيري وغيرها.

8-وكلاء السفر:

اذا كنت من مستخدمي )skyscannerbookingAirbnb Kayak Priceline Hotwire( فانك واحد من الملايين الذين اطلقوا رصاصة الرحمة على وكلاء السفر وذهب بهم غلى التقاعد المبكر أو العاطلين عن العمل.

9- مقدمو الخدمة عبر الهاتف والمسوقون عبره:

و ذلك بسبب تحول هذه الخدمات إلى الرد الألي والأرشاد الألي.

10-عمال المصانع: وكذلك الذكاء الاصطناعي والريبوتات هي الد الأعداء لهؤلاء العاملين.

كما تصنع قطع غيار الطائرات بالطابعة الثلاثية الأبعاد بمطارات بعيدة، وتغني هذه الطابعة سفن الفضاء عن حمل قطع الغيار الكبيرة والثقيلة التي كانت تحملها بالماضي على ظهر السفينة حيث يمكن تصنيعها بالفضاء وبسرعة هائلة بالطابعة الثلاثية.

وبنهاية العام الحالي، سيكون بهاتفك الجوال القدرة على الطباعة الثلاثية هذه بحيث يمكن تصوير القدم بها وطباعة الحذاء الذي تلبسه بدقة متناهية داخل منزلك.

وفي الصين، بنوا بناية من ستة طوابق بتكنولوجيا الطباعة الثلاثية، وفي العام 2027 سيكون 10 من منتجات العالم مصنعة بهذه التكنولوجيا.

11- المحامون:في الولايات المتحدة. لا يستطيع المحامون الشباب الحصول على عمل اليوم لأن برنامج أي بي ام واتسون القانوني يقدم لك مشورة قانونية في القضايا العامة الأساسية خلال ثوان بدقة تصل نسبتها إلى 90 افضل من نسبة ال70 التي يقدمها المحامون من البشر. فإن كنت تدرس القانون الآن، توقف حالا، فسوف يتناقص عدد المحامين بالمستقبل بنسبة 90 ولن يتبقى سوى المختصين منهم.

12-بعض الأطباء والمخبريين: يشخص برنامج واتسون مرض السرطان بدقة أفضل من تشخيص البشر أربع مرات، ولفيسبوك برنامج التعرف على وجوه البشر بدقة تفوق قدرة الإنسان على التعرف، وسيكون الحاسوب في العام 2030 أكثر ذكاء من الإنسان.

 وإن قيمة الحافظة الثلاثية اليدوية سيعلن هذا العام، وستخترع الشركات الطبية جهازا طبيا اسمه الحافظة الثلاثية المستوحاة من فيلم ستار تريك، وتعمل على هاتفك الجوال حيث تفحص شبكة العين وعينة الدم وتقيس عملية التنفس. ثم تعطي هذه الحافظة 54 قراءة تشخص أي مرض تقريبا، وسوف تكون رخيصة الثمن بحيث يمكن لأي إنسان على هذا الكوكب أن يحصل على تحليل طبي متطور ودقيق بالمجان تقريبا، فوداعا للمستوصفات والمستشفيات.

كما سيكون بحلول عام 2020م تطبيق اسمه )موديز( أو أمزجة متاحاً لكشف الكذب.

13- محللو البورصات والأعمال:

في عالم التجارة والأعمال، فعلى الواحد أن يسأل نفسه قبل الإقدام على أي عمل تجاري: هل سنحتاج هذا المنتج مستقبلا؟ فإن كانت الإجابة بنعم، فالسؤال يكون: كيف ننتج ذلك بأسرع وقت ممكن؟

والإجابة تكمن في هاتفك الجوال، فعليك التخلي عن الفكرة إن كان ما تريد إنتاجه لا يرتبط بهاتفك الجوال، فما كان مصمما للنجاح بالقرن العشرين، محتوم بالفشل بالقرن الحادي والعشرين للوظائف وفرص العمل.

14- موظفو الصرافة والتحويلات المالية والبنوك:

باستخدام العملات الالكترونية المشفرة مثل البت كوين )Bitcoin( وغير المشفرة أو ما أصبح يطلق عليه ويصطلح بالعملة العالمية دون الحاجة لبنوك مركزيةو التي تستخدم تقنية الند للند)P2P( بالتنقل بين محافظ الاشخاص من خلال كود فقط ولن يكون هناك حاجة لمكاتب الصرافة وتحويل العملات وحتى للبنوك المركزية.

15- صانعو الألعاب التقليدية:

فقط أصبحت الألعاب الالكترونية وأدواتها هي الالعاب الشائعة للجيل الجديد مثل البلي ستيشن من سوني ومن مايكروسوفت وغوغل وفيسبوك وآبل. وتهدد هذه الصناعة شركات الألعاب التقليدية بل وبطريقها لإعلان إفلاسها.

16- الترجمة الفورية:

والتي أصبحت قاب قوسين أو أدنى تطيبق من تطبيقات الذكاء الإصطناعي وبطرح غوغل مؤخرا سماعة الترجمة الفورية ب 100 لغة )Google Pixel Buds( يكون قد دُق أخر مسمار بنعش هذه المهنة.

 بالنهاية نسأل نفسنا هل مهننا وشركاتنا وأنشطتها ووظائفنا التي نملكها ونتمسك بها مهددة بالانقراض ؟

و الإجابة بسؤال أخر هل أنشطتنا ومهننا ووظائفنا سوف تتأثر بالمهددات الخمسة ؟ وهي: الذكاء الإصطناعي الواقع الافتراضي. الاتصالات. والانترنت واذا كانت الاجابة بنعم ننصحكم وننصح أنفسنا بالتصويب والتغيير المباشر والمستمر لأن التحدي الأكبر اليوم ليس بإيجاد الوظيفة بل بالمحافظة عليها…. والاستمرار بها.