حول المعلن والمسرب والمتداول اعلاميا عن الاعداد لصفقه امريكيه اسرائيليه سعوديه للتطبيع

يمكنك ان تتفق أو تختلف مع سياسات المملكه العربيه السعوديه حاليا ،خصوصا بعد البروز الطاغي لولي العهد الأمير(محمد بن سلمان).لكن عليك في نفس الوقت ان تعترف أن الرجل قد اخترق الكثير من السياسات التقليديه التي درجت عليها المملكه عبر حقب طويله من الزمن.جاء ولي العهد وانتهج خطوات متقدمة، في السياسة الداخليه أو الخارجيه، بعيدة كل البعد عن الخطوط التقليديه، المتعارف عليها في السياسة السعوديه،عصر حكم الآباء الذين تداولوا الحكم في المملكه.أقدم ولي العهد ورئيس الوزراء على اتخاذ خطوات ،يمكن أن توصف بجدارة واستحقاق أنها خطوات (جسوره) سواء في الانفتاح الداخلي الذي استهدف قدرا من التغيير الاجتماعي خصوصا فيما يتعلق بحقوق المرأة سواء في مجال التعليم،ودخولها سوق العمل،أوفي تشكيل الفرق الرياضية وقيادة السيارات،  ثم في الجانب الاقتصادي شهدنا تطورا كبيرا ،والاقدام على تبني المشروعات

سمو ولي العهد السعودي
هل ينتظر بطوله جديده للسلام ؟

الاقتصادية العملاقة ،التي تخرج عن كون السعودية بلد المنتج الاقتصادي الواحد او الرئيسي وهو النفط.في اطار السياسة الخارجيه ،كانت السعوديه ،لا تتحرك طويلا أو بعيدا عن القطب الواحد في العالم وهو الولايات المتحده الامريكيه ،ولا تخرج الا بالقدر اليسير ،أو المحسوب عن الفلك الغربي عموما أو البريطاني ثم الأمريكي خصوصا ،تخطط معه أو تنسق، وخطواتها في ذلك مرصوده ومحسوبه .لكنها الأن في طور الأنفتاح ،والتعدد ،والأختيار بما يتناسب مع مصالحها أو توجهاتها ،بمعنى أكثر شمولا أصبحت السعوديه لاعبا رئيسيا في المجال الأقليمى ،واتجهاتها معلنه في المجال الدولي ومع روسيا ومع الصين ، ومع ذلك لم يؤد الأمر الى قطيعه مع الولايات المتحده الأمريكيه .ذلك كله واقع اتفق البعض معه او اعترض عليه ، وبتعبير اّخرأحببناه أوكرهناه.هذه رؤيتها،وغير ذلك رؤية من يتابعها رضي كان أم اعترض .

والاّن .. عينا ان لا ننسي 

ابتداء، وقبل ان ندخل في اي طرح أقول لابد لنا ان نعود بالذاكره الى منطلقاتها الأساسية ،ونحن نناقش ،ونجتهد ، حول التسريبات والتصريحات المعلنه من أطراف عدة ،تتناول الاعداد لصفقة اطرافها أضلاع المثلث الذي تتناول حركته صحف عربيه وأخرى أجنبيه ، وتركز في مجموعها على تلك الصفقه التي تعترف بمقتضاها المملكه السعوديه باسرائيل ،وتتبادل معها العلاقات في اطار من المصالح المشتركه ،ويركز الاعلام في طرحه على القضية الفلسطينيه ،وأنه لن يتم التخلي عن الحقوق الفلسطينيه المشروعه . هنا مرة بعد مره بعد أخري،نقول أن علينا أن لا ننسي . ان قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم ،حتى وان كانوا هم طليعتها وفرسانها . بل انها قضية ( عربيه) بامتياز مع مرتبة الشرف.ان الصراع في

الرئيس الفلسطيني
وامتحان التاريخ

فلسطين ،ليس صراعا فلسطينيا – اسرائيليا،حتى وان كان الفلسطينيون هم مقدمته وطلائعه. لكنه صراع عربي – اسرائيلي (صهيوني)،واننا حين نقاتل مع الفلسطينيين لا نقاتل معهم تطوعا أو مساندة،أو تعاطفا مع شعب شقيق،وانما نحن نقاتل دفاعا عن وجودنا.عن ارضنا ومجتمعنا ومستقبلنا العربي .اسرائيل قاعدة عسكرية استعماريه،تختلط احلامها بحلم الصهيونية العالمية في السيطره على المنطقه من ( الفرات الى النيل ..أرضك الموعوده يااسرائيل) وترتبط مع الحلم الأستعماري القديم ،وعلينا ان لاننسي مؤتمر ( بانرمان) عام 1907 وضرورة زرع جسم بشري في المنطقه العربيه يفصل بينها ويكون قوة صديقه للأستعمار أي للغرب ومعاديه للعرب . علينا ان لاننسي اتفاقية سايكس بيكو وتقسيم العالم العربي ،وتعيين هربرت صمويل مندوبا ساميا في فلسطين وهو يهودي صهيوني ،قام بمصادرة الكثير من الاراضي الفلسطينيه لمصلحة المهاجرين اليهود ،ودوره شديد الاهمية في التمكين لليهود المهاجرين من دول العالم من الارض الفلسطينيه .علينا ان لا ننسي تنكر الرئيس الامريكي (ويلسون) لقضية حق تقرير المصير للشعوب المستعمره بعد انتهاء الحرب العالمية الاولي. علينا ان لاننسي اغتيال الكونت فولك برنادوت وسيط الامم المتحده في فلسطين عام 1947 لأنه كتب تقريرا أبدى فيه تعاطفا مع الحقوق الفلسطينية ضد الغزو الصهيوني. علينا ان لاننسي ان اسرائيل قامت باحتلال قرية (أم الرشراش) عام 1949 اي بعد توقيع اتفاقية الهدنه ،وحولتها الى ميناء ايلات ،ولم يحرك العرب ساكنا على ذلك .علينا ان لا ننسي ماحدث من اغتيال لدولة عربيه اسمها (العراق) بغزو لا سند شرعي له،ولا حساب عليه ولا عقاب حتى الآن ، مع استشهاد ،وتشتيت الملايين .علينا ان لا ننسي (مؤتمر مدريد للسلام) عام 1991، والوعود الخلابه بحل القضية المزمنه ،ورد المشتتين منها وهي قضية فلسطين .ثم السراب الخادع دوما ،والخداع المتكرر على الدوام . علينا ان لا ننسي اغتيال القائد الشهيد (ياسرعرفات )لأنه لم يتجاوب مع الطموحات الأسرائيليه،وبعد حصار له ،لم يتمكنوا خلاله من كسرارادته  واستسلامه فعمدوا الى تصفيته ،والخلاص منه..علينا ان نتذكر ان الدفاع عن الاوطان لايتم بضمانات من الخارج،وكما يقال ان على كل شعب ان يصنع خبزه ،فعليه كذلك ان يدفع ضريبة الحفاظ على ارضه ووطنه ،وعلى ذلك علينا ان نصنع حمايتنا لأرضنا بجنودنا .علينا ان لاننسي تجربتنا ،بل وتجربة دول العالم مع قوى الأستعمار، وأن الأحلاف ليست سوى صيغ للهيمنه ،وأن ( المتغطي بأمريكا عريان ) هذه عظة التجربه ،ودروس التاريخ .

ثم ..نطرح التصريحات

مع التسريبات ونتساءل الى أين ..؟

تتعدد التصريحات المعلنه والمتداوله في النشر،مع ألأخبارالمسربه لكي (تزف البشرى)،بان المحادثات بين الولايات المتحده والمملكه السعوديه، تتقدم ،فتنشر مجلة ( أيكونومست ) تحت عنوان ( امريكا واسرائيل و السعودية على اعتاب صفقه) ،ثم تمضي  المجلة فتذكر  ان دبلوماسية بايدن قد تقلب الشرق الاوسط ،رأسا على عقب حيث انها ستعطي السعوديه التكنولوجيا النووية .كما تضيف المجلة توصيفا لولي العهد السعودي قائلة(انه لم يخف استمتاعه بمنظور معاهدة استراتيجيه بين الثالوث المتفاوض امريكا واسرائيل والمملكه العربيه السعوديه ) .ثم في مقابلة تلفزيونية بتاريخ 20 سيبتمبر الماضي بقول ولي العهد السعودي (كل يوم نقترب،وتبدو المحادثات جدية للمرة الأولي)،ويستطرد (ان المعاهدة قد تكون أكبر صفقة تاريخية منذ الحرب الباردة). ثم يصرح رئيس الوزراء نتنياهو في 22 سيتمبر مؤكدا  أن الدول الثلاثه(على اعتاب صفقة) وستكون(قفزة نوعيه) ثم تترد اقوال واخبار بأن العلاقات الدبلوماسية مع السعوديه وهي الدولة الأكثر ثراء وتأثيرا مع الدولة اليهوديه التي طالما نبذتها اصبحت قادمة

الرئيس الامريكي
هل تتعزز فرص نجاحه؟

،وتجري التهيئة لها ،بعد ان قام ولي العهد محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد في 2017  بلقاء واحد سرا مع نتنياهو،ثم تستطرد الأخبار  فتدعي ان هناك علاقات تجاريه هادئة بين البلدين،حيث أنهما يشتركان في معارضة التهديد الأيراني ،وتمضي الأخبار المتداولة في الشرح ،فتضيف أن هناك قلة كانت تتوقع انضمام السعودية الى (اتفاقات ابراهام )التي وقعت في عهد ادارة ترامب 2020 ، وفي وجود الملك سلمان ،الذي ينتمي بطبيعة الحال الى جيل كان يعتقد ان العلاقات مع اسرائيل خارجه عن التفكيرتماما.في اطارهذا المناخ يقوم السعوديون بتعيين سفير لهم غير مقيم بمناطق السلطة الفلسطينية وشرقي القدس. كما يسعون كذلك لإحياء المبادرة العربية للسلام (التي بادروا بها قبل ذلك في عهود مختلفه) ويعززون التنسيق السياسي لهم مع السلطة الفلسطينية.ان ولي العهد  يحتاج إلى طرح معالجة للقضية للقضية الفلسطينية فهي تحت كل الظروف لا تزال المفتاح لتلقي الشرعية من العالم العربي على اي منحى .ان السعوديين يتجنبون اي نقد يمكن ان يصوب اليهم  من أولئك المتشددين ازاء اي تصرف يتصل بقضية القضايا (المشكله الفلسطينيه)،ولهذا فهم يحتاجون، الى اي دعم لأقدامهم على محاولتهم الجديده ه.من جانب اّخرقد تري القياده الفلسطينيه أن عليها ان تساير الواقع ،ان لم تستطع ان تصل الى حلول افضل ،وان تستخلص الدرس من معارضتها السابقه لاتفاقات ابراهام،ولذلك تبدي استعدادها لمشاركة فاعله في الخطوات التي تدفع قدما بذلك التطبيع السعودي– الأسرائيلي لكي يرى النور، ولعل تلك المغامره قد تسمح للفلسطينيين بمحاولة التأثير على شروط مبادرة التطبيع فتحسنها،ومن ثم تستمتع بثمار قدرمن النتائج المرجوه . من خلال هذا الزخم في التداول والتسريبات تخرج علينا جريدة (هارتس) الأسرائيليه بتاريخ أول أكتوبر الماضي فتذكر طبقا لمصادر لديها ،ان الجانب الفلسطيني قد قدم 14 مطلبا تدعو لتطبيق اتفاق بنود أوسلو المعلّقة وأهمها: بناء مطار فلسطيني، سيادة فلسطينية كاملة على المنطقة (أ) تطبيق(البند الثالث) من الانسحابات الإسرائيلية في المنطقة( ج) والبالغة 13% من مساحتها،وفق اتفاق باريس الاقتصادي والإفراج كذلك عن العائدات المالية المستحقة للفلسطينيين والبالغة اليوم نحو 800 مليون دولار، وتطبيق اتفاق المعابر الحدودية مع الأردن بتثبيت رجال أمن فلسطينيين فيها، وقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية كالاستيطان وغيره. المسألة الفلسطينية ستكون أكثر مركزية في كل تسوية مع السعودية. التصريحات إلأسرائيليه المؤيدة للدفع قدماً بالمسألة الفلسطينية قد  لا تكفي السعوديين. وسيطالبون بخطوات عملية من إسرائيل، قد تحتاج بالتالي الى تعديلات في تشكيلة الحكومة الحالية.

 م ..بعد كل ذلك الضجيج

هل ثمة أمل يخفف من المعاناه ..؟

حين ذهب الرئيس السادت ،داعبته بالتأكيد احلام الأختراق الجوهري ،لتلك القضية الشائكه ،وهي ما تعرف باسم قضية الشرق الاوسط ،وان السلام سيعم ،وان الصراع التاريخي سيتحول بالضرورة  الى سلام تاريخي،وأن الرخاء سيشمل كل المنطقه،ويصبح ايذانا بانتهاء فكرة الحرب في كل قضايا العالم وأن حمامة السلام ستنشر جناحيها على امتداد الكرة الارضيه . ربما طاف بخياله ان سلام الشرق الاوسط سيدعم فكرة التفاوض ،وهي بدروها ستلغي مفهوم ( الصراع ). بالتأكيد كانت احلام اليقظه تداعبخياله ،والا كانت حقائق الأرض تفرض عليه الانتباه واليقظه ،أو أن الأمر لم يكن يعدو ان يكون نوعا من ( المراهقه الفكريه) فالصراع مفهوم علمي لحركة البشر، بل ان التقدم في حد ذاته نتيجة لحركة الصراع في الحياة

ياسر عرفات
يبقى خالدا صوره وسيره

،ولذلك يمكن القول ، لو قدر لهذه الصفقه ان توقع ،فلن يكون نجاحها سوى انها وقعت ،ولكن سرعان ما يتم الالتفاف حول ما وقع ،ويعود الباب ليفتح من جديد ،في تطور اّخر لحركة الصراع .فلنتذكرانه في 22 مايو  1989 ،تصريحا لوزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر قال فيه  أن على إسرائيل أن تتخلى عن سياستها التوسعية. بعد حرب الخليج في 6 مارس 1991،وان الرئيس جورج بوش قد ادلي في  الكونغرس بخطاب كثيرًا ما استشهد به كبيان للسياسة الرئيسية لإدارة بوش حول النظام الجديد في الشرق الأوسط عقب خروج القوات العراقية من الكويت. بالإضافة إلى الحفاظ على وجود دائم للقوات البحرية الأمريكية في الخليج،وتوفير الأموال اللازمة لتنمية الشرق الأوسط، وو ضع ضمانات ضد انتشار الأسلحة غير التقليدية وأن محور برنامجه،بعد كل ذلك، كان تحقيق معاهدة عربية إسرائيلية قائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام والوفاء بالحقوق الفلسطينيه، والى هذا الحد علينا ان نطرح السؤال هل تحقق كل ذلك !؟ علينا دائما ان لا ننسي ان سلاحنا هو . تضامننا،وان ندرك ان امننا هو تقدمنا،وان حماية دولنا هي عدالة نظمنا ،وتداول السلطه بين حكامنا. علينا ان نعي دروس التاريخ ،ونتفهم مرارات تجاربنا فذلك هو الامان،وهو ايضا ازدهار المستقبل .

  أخيرا

اذا قدر لتلك الصفقه ان تتم ،فسوف تقام احتفالات جديده ،ويشهد البيت الابيض الأمريكى بالتحديد مهرجانا عظيما ،وسوف تتسابق وكالات الأنباء العالمية في نشر الاخبار،وما جري خلف الكواليس من مشاكل ذللت وعقبات اجهضت لكي يرى ذلك الاتفاق النور،وستنشر صور ولي العهد على اغلفة المجلات وتتصدر نصوص الكلمات مانشتات الصحف وكذلك التصريحات والتعقيبات مع برقيات التهاني و التبريكات باعلان ذللك الاتفاق التاريخي ،وترتفع رايات السلام تبشر بنهاية عصر الحروب ،وبالتالي نهاية (حركة الصراع) في منطقة الشرق الاوسط ، وكل ذلك ان وقع فلن يكون سوى فصل جديد من فصول الصراع،وليس (نهاية للصراع)،فالشعوب لاتسلم تحت وهج الشعارات،ولا في اضواء المهرجانات.الشعوب

بنيامين نتنياهو
ينتظر على احر من الجمر اتفاق عمره؟

تناضل من اجل حقوق مشروعه ،والشعوب العربيه ،وفي طليعتها شعب فلسطين أصبح أكثر خبرة بحقيقة مثل تلك المؤتمرات،وكم عاني منها،وكم تم الالتفاف حول النصوص المكتوبه والوعود المضروبه وكم دفعت مصر ودفع العرب من اثمان نتيجة زيارة الرئيس انور السادات للقدس ،مع انه للمفارقه اطلق عليه لقب بطل الحرب والسلام ،فان كان السلام قد تحقق ،فلماذا اذن تعقد تلك الصفقه ؟ ! . يقول البعض ان مصر ابرمت الاتفاقيات مع اسرائيل ،من اجل الحصول على ارضها ،فلماذا عقدت الامارات والبحرين، اتفاقياتهما ؟ ،ثم تأتي السعوديه وهي قبلة المسلمين وعلى ارضها الطاهره الحرمان الشريفان ،وتقوم بعقد اتفاقها الخطير،فما هو العائد ؟ ان كانت الحماية ،فالولايات المتحده لم تحم شاه ايران ،وتنكرت له امام ارادة الشعب الايراني ،وذلك طبيعي ،فالشعوب هي التي تحمى الارض وتحمي الحاكم ،أما عن المشروعات والبرنامج النووي ،فالشعوب هي التي تحقق طموحاته ولو نحتت الصخر .ياسمو الأمير هذه الاتفاقيه ستأخذ منك كل ما حققته من  ايجابيات ،ولن تضيف لك الا كل ماهو سلبي في توقيعك، وان قبلت فانتظر حكم التاريخ.