تنوع الجرائم

تتنوع الجرائم  الانسانية وتأخذ أشكالا مختلفة،، قد يظن البعض ان لا رابط بينها وبالأخص لبعد المسافات عن بعضها الاخر. والحقيقة ان الجريمة واحدة بحكم الأيديولوجية التي ينطلق منها كل محرض ومخطط ومنفذ لأي جريمة ضد شعب أو بلد أو مجموعة من الناس.

فجريمة اغتيال هوية شعب العراق العربية تحمل نفس الوجه البشع لاغتيال المصلين في مسجدين في نيوزيلند (استراليا) كوجهه الاخر الممتد عبر القرن العشرين والواحد والعشرين في الاعتداءات الوحشية من قبل عصابات الصهيونية والمستوطنين الإسرائيليين على المسجد الأقصى والحرم الإبراهي وقتل المرابطين حوله لحمايته وإغلاق الأبواب بوجه المصلين وابعاد الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين عن مدينة القدس لتحويلها عاصمة مغتصبة للكيان الصهيوني وتهويدها بمباركة أمريكية بامتياز.

في العراق الذي كان ينص دستوره منذ الاستقلال في بداية القرن العشرين على انه جزء لا يتجزأ من الأمة العربية يطلع علينا من يدعون انهم ممثلون للشعب وأنهم سيتجهون لإيجاد الحلول الناجعة لكل مشاكل العراق التي أغرقت البلد بمفاسد (عدد بعضا منها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في خطابه) من انواع الفساد واختراق الحدود من قبل جيرانه ومن كل من هب ودب من شذاذ الافاق والمجرمين بكل أجنداتهم الدولية في تخريب ما لم تخربه قوات الاحتلال، ثم استنزاف اقتصاد البلد من سرقة منظمة للنفط الى قتل الثروة السمكية وتخريب الزراعة وتجفيف نهري دجلة والفرات ولن ينتهي العد حتى تستفتح هذه الحكومة أعمالها بإصدار قرار مشروع (الجنسية العراقية الجديد) الذي يمنح الجنسية لكل من سكن العراق لسنة واحدة لا غير؟؟؟!! مهما كانت اغراضه ودون شروط تضمن الحد الأدنى للانتماء للبلد فهل هناك جريمة اكبر من هذه في سحق الشخصية العربية العراقية؟؟؟

ويصحو العالم على جريمة في نيوزيلند،،، عشرات المصلين في مسجدين يترصد لهم مجرمون وهم يؤدون صلاة الجمعة فيطلقون عليهم النيران وهم ساجدون لله (رب العالمين) ويقتلون خمسين منهم وأكثر من عشرين اخرين في المستشفيات قد يعيشون أو يموت منهم اخرون.

لقد تبارى الجميع في استنكار هذه الجريمة البشعة وفِي مقدمتهم رئيسة وزراء نيوزيلندا وكم كان عظيما ظهورها مع أهالي الشهداء ومشاركتهم حزنهم،،، فمن للفلسطينيين ليدعمهم في نضالهم ضد جرائم الحكومة الإسرائيلية في قتل واعتقال مئات العرب مسلمين ومسيحيين وهم يذودون عن قدسهم وحرمهم الإبراهيمي وغزة البطلة في مسيرة شعب فلسطين لاختراق حصار ظالم فرضته الحكومة الإرهابية عليهم

اما آن الاوان للأمم الحرة ان تضع دولة اسرائيل في خانة (دولة ارهابية) وحكامها (ارهابيون بكل جدارة)؟؟؟