كلمة الحصاد

كثيرة هي الأحداث التي توجب الحديث عنها او التركيز عليها ، ولأنها بهذه الكثرة والتسارع يصعب علينا تلمس الأهم.

في هذا الشهر احتفل المسلمون بعيد الأضحى المبارك ، أعاده الله بالخير والسلام والأمن على المسلمين والعرب والنَّاس اجمعين ، الا ان فرحة العيد كانت منقوصة بشكل كبير ، ملايين المسلمين كانوا ياملون بالقيام بفريضة الحج الا ان شروط جائحة الكورونا منعتهم وابقت عددا قليلا من مواطني العربية السعودية كي يقوموا بأدائها وبشكل خجول .

عودة الى الجائحة ،، اما آن الاوان ان يسلم السياسيون وتجار الدواء والمرض وتجار العملة بان الجائحة قد استنفذت أغراضها ؟ وان يعودوا للتعامل معها كما كان التعامل مع غيرها من الأمراض ؟ ويفرجوا عن الناس ليزاولوا أعمالهم ويرتبوا أمور حياتهم ؟

في زمن الكورونا ازداد المعتدون اعتداءً على الشعوب المنكوبة بهم ،،،، تصر السلطات الإسرائيلية على ممارسة ابشع اساليبها في تهديم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم واجتثاث مزارعهم ، كل ذلك امام أنظار العالم وسمعه ولا معين لهم الا إيمانهم بالله وحبهم وتضحيتهم من اجل الارض المقدسة وحقهم في ارضهم والتي هي كل حريتهم وكرامتهم مهما بذلوا من تضحيات لا يستطيعها الا الشعب الجبار ،،، شعب فلسطين العظيم .

وفِي العراق ،،، حدّث ولا حرج ،، نهري دجلة والفرات تمنع عنهما دول الجوار ( ايران وتركيا ) انسياب المياه لهما اما بتحويل الروافد كما في ايران او انشاء السدود كما في تركيا التي تستنفد أكثرها في ملء خزاناتها وما يفيض عنها لا يغني ولا يمد العراق بحاجته منها ،،، أضف اليها عصابات تأتمر باوامر ميليشيات تابعة لأكثر من بلد تارة تحطم ابراج الكهرباء واُخرى تقصف المولدات وابشعها احراق المعامل ( ان وُجدت ) او ما تبقى منها واشعال حرائق في المستشفيات والتعمد باغلاق منافذ الخروج على المرضى فلا يخرجون منها الا جثثا متفحمة ،، وآخرها تفجير السوق في مدينة الصدر ليزداد عدد الضحايا وكأنه لم يكفِ ما قدمه العراق منذ الاحتلال في ٢٠٠٣ للان من ارواح ذهبت تشتكي لبارئها ظلم وجشع المعتدين .

اما مصر والسودان وإثيوبيا فهي حكاية يطول شرحها ولا نراها الا جزءً من حروب المياه المعلنة ( سراً) بين دول متسلحة بالقوة الغاشمة واُخرى تكافح بكل ما أوتيت للحفاظ على حق شعوبها ،، بالحياة ،،،

ومع كل هذا وأكثر منه ربما يبقى لنا ايماننا ان الشعوب لن تفنى وأنها قادرة ان تعيد الأمور الى نصابها ما دام فيها شباب يُؤْمِن بحقه في الحرية والكرامة وبالأخص الشعب العربي في اي قطر عربي فهو الشعب الذي ابدع الحضارة والعلوم والرُقي والاخلاق وأهمها  الرسالات السماوية التي بشرت الناس برضاء الله ورحمته التي وسعت كل شئ

وكل عام وشعبنا العربي في طريق الحرية بألف خير

العدد 119 / اب 2021