عشر سنوات عمر( الحصاد) وهموم الوطن عمرها دهور 

بإصدار العدد المائة من الحصاد نكون قد أكملنا عشر سنوات منذ اول إصدار لها ،، ونحن نشكر الله ان مكننا من الاستمرار لهذا الوقت ونسأله ان يعيننا على إكمال المسيرة التي اخذنا على أنفسنا عهدا ان نواصلها باذنه تعالى .

خلال السنوات العشر هذه ، حصلت احداث كثيرة في بلادنا العربية ، ان كانت سياسية او اجتماعية او بيئية وصحية ، ولا ننسى الثقافة والفنون وهما المعبر الحقيقي والصادق عن كل المتغيرات التي أثّرت وستؤثر سلبا او إيجابا في بلادنا .

بقرارنا إصدار مجلة ( الحصاد ) كان هاجسنا ان تكون منبرا صادقا وأميناً لكل فكر حر ، لا يضعف ولا ينافق او يساوم مهما كانت الصعوبات او المغريات التي تواجهنا ، وان يكون الخط القومي العربي والشعب العربي في كل أقطار الأمة العربية هو البوصلة الحقيقية التي نقيس بها جدية المقال وإخلاصه وفائدته العلمية الثقافية للمتلقي .

في بداية المشوار كان هناك ما يسمى ( الربيع العربي ) فأين اخذنا صيفه وخريفه وشتاؤه الذي خيّم على سماء امتنا العربية ؟؟؟

سأتناول قطرين متشابهين في أسباب تدهورهما وفشلهما الذريع في تحقيق ابسط مقومات الحياة لشعبيهما ،، يعانيان من نفس الأسباب ويخضعان لنفس عناصر الابتزاز والسرقة المعلنة والخفية على أيدي من يسوسونه ويدَّعون ( كذبا ) انهم ما حكموه الا لينقذوه ،،

لبنان والعراق ،،، مزقتهما الطائفية التي جاء بها أعداء البلدين والحكام الذين أفرزتهم من خلال ( دستور !!) مختل لا يُؤْمِن بالوطن والمواطنة الا بمقدار انتمائه لدين او مذهب او عرق ،، ويتبجحون بأن ولاءهم لمن يمثل عقيدتهم هذه من خارج البلد وان كانوا أعداء له

في لبنان والعراق أناس يتوزعون الانتماءات شرقا وغربا شمالا وجنوبا وعبر المحيطات ،، الا الولاء والحب والاخلاص للوطن .

تغيير الحكومات في لبنان لن يغير من وضعه المأساوي شيئا ما دام كل تشكيل لا يتم الا وفق الإرادة الطائفية التي تأتي بكل عميل اجنبي وناهبٍ لخيرات البلد من اجل بلد اخر يتوافق معهم ( دينيا او مذهبيا او عرقيا )

اما العراق فبعد انتفاضة تشرين التي استشهد فيها ثمانمائة شهيد في عمر الورد يخلصون لانتخابات يظنون انها قد تأتي بالأفضل ،، وينسون ان من يقوم على اجراء هذه الانتخابات هم أنفسهم الذين أفرزتهم ادارات الاحتلال الامريكي الذي سلم العراق لإيران وإسرائيل وتركيا وكل من هو حاقد عليه وعلى شعبه وجيشه الذي أذاقهم فيما مضى ذُل الهزيمة والخسران .

لكل الأبطال في البلدين والبلاد العربية المخلصين للأمة والوطن ولأنفسهم ،، استفيقوا فليس بعد النوم الا الدمار .

العدد 120 / ايلول 2021