واحات الحصاد

الحديث في السياسة اصبح ديدن اغلب الناس ، هذا يعني انه مشاع للجميع وليس كما علمونا سابقا ( للسياسة رجالها ) لا فرق بين من يسمعه اويشاهده عبر قنوات التلفزيون الاعتيادية او الفضائية او عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، معنى ذلك انه يصعب ان نقول ان ما نكتبه يتمتع بصفة ( الجدّة) فلم يعد هناك جديد لا يعرفه القاصي والداني عن اي بلد في العالم .
يخطر لي ان اتساءل عن الأجيال الجديدة ،، اهتماماتهم ، طموحاتهم ، قيمهم ، اخلاقهم ، مبادؤهم ، ماذا يعني لهم الوطن ؟ هل لديهم من الإيمان بالوطن والامة العربية ما يدفعهم للتضحية من أجلهما ، ماذا يعني لهم الانتماء ؟ للوطن ؟ للدين ؟ للمذهب ؟ ام لمن يوفر لهم الثروة والجاه ؟ .
جيل الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي كان طموحهم عبر تنظيماتهم الحزبية والاجتماعية والتعليمية بكل مراحلها ان يكون الوطن أغلى ما في الحياة ، إيمان القوى القومية العربية بان الوحدة العربية ( أيا كان شكلها ) المسار الأمثل لاكتساب القوة والمَنَعة التي تفرض على قوى العالم المعتدية ان تحترم الانسان العربي والامة العربية وأرادتها في الحرية والكرامة والنهوض لتحقيق التقدم والتفوق العلمي وتحقيق القيم والمثل واحترام النضال والكفاح المسلح وغير المسلح لانتزاع الحق المغتصب في كل الأقطار العربية بلا تمييز ، فقد كان نشيدهم المفضل : بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان ،،، ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان .
ما كنت أودّ التكلم بالسياسة الا انها خبز وملح حياتنا الْيَوْمَ ،،
ومع ذلك فان في مجلة الحصاد واحات نعتبرها استراحة محارب ،، ففي الصفحتين قبل الاخيرة التي يعدها الزميل ( حسين حمود ) كاريكاتير معبّر كما الاقوال والحكم وبعض النكات وصولا الى الحزورات والكلمات المتقاطعة . ولبعض الزملاء أبواب أمتعونا بها فنافذة الدكتورة (سهير آلِ ابراهيم ) لها ميزة خاصة في تناول مواضيع تبدو انها في زمن مضى الا انها تدخل في عمق الحياة الانسانية المعاصرة . والزميل ( رؤوف القبيسي ) يعبر عن آرائه بشكل جادٍ او ساخر يضيف متعة لما يود اخبارنا به
مع كل الاحترام للباحثين والكتاب بكل تنوعهم والذين يقدمون اجمل ما لديهم للمجلة ،، كل هؤلاء قامت وتقوم على أقلامهم هذه المجلة التي نطمح ان تستمر وان تتطور اكثر بتشجيعكم وتواصلكم معنا.

العدد 123 / كانون الاول 2021