بركة رسولية إلى سليم اللوزي تأخرت 42 سنة وبكركي سلمتها إلى شريكته

حمله الاضطهاد الى لندن حيث تابع اصدار مجلة »الحوادث« ولم تسعفه بركة بابوية من التهرب من مصير مشؤوم، كتبته له اجهزة استخباراتية قتلت سليم اللوزي كما غيره في مسلسل طويل استمر الى الامس القريب. ففي العام 1980، اغتالت يد الغدر الصحافي سليم اللوزي. وبعد 36 سنة على الحدث المأسوي، حصل اتصال من البطريركية المارونية، عبر الآباتي انطوان خليفة، بزوجة سليم اللوزي السيدة أمية اللوزي طالبا منها الحضور الى الصرح البطريركي ليقدم لها »لوحة بابوية« محفوظة في الارشيف تحمل تاريخ 5 كانون الأول 1975. وقد حضرت اللوزي الى نقابة الصحافة عارضة على النقيب عوني الكعكي تلك الهدية القيمة التي لم يتمكن زوجها الراحل بسبب الحرب من تسلمها.

وكتبت اللوزي في المناسبة الآتي: في العُرف، لا تكريم، مهما علا شأنه وكبر شكلُه يعادل التكريم الرسولي الصادر عن الكرسي البابوي، وعن قداسة الحبر الأعظم في حاضرة الفاتيكان. هذا، ما يجمع عليه كل من حظي بهذا التكريم الذي هو بمثابة هدية مقدسة ومباركة من العُلى.

لَكَمْ هالني، وأثر في نفسي، وانعكس على مشاعري ووجداني وضميري، يوم بلغني أنه وُجدت في محفوظات البطريركية المارونية، لوحة تتصدرها صورة قداسة البابا بولس السادس، مع نصٍ منه، يبارك سليم اللوزي وأسرة »الحوادث« في لبنان، بكلمات نورانية تكاد كل منها أن تكون صلاة ودعاء.

امية اللوزي ونقيب الصحافة عوني الكفكي يعرضان البركة البابوية
امية اللوزي ونقيب الصحافة عوني الكفكي يعرضان البركة البابوية

هذه البركة الرسولية، لم تكن لشخص سليم اللوزي، ولأسرته الصغيرة، ولعائلته الكبيرة على امتداد لبنان والعالم العربي، بل كانت لما يمثله سليم اللوزي من قيم ومبادئ وجرأة وشجاعة وانفتاح في قول الحق والدفاع عن الحقيقة… محطات مفصلية يعصى على الزمن أن يمحوها من ذاكرة وطن وذاكرة شعب وذاكرة تاريخ.

نعم، أقولها بصدق وصراحة، دمعتُ عندما تسلمت اللوحة واغرورقت عيناي بأكثر من ذلك، فعدت سنوات، الى ما قبل الرابع من شهر آذار من عام 1980، ذلك اليوم المشؤوم، وتذكرت، والذكرى مؤلمة وأليمة. لكن اللوحة بما تعنيه جعلت تلك الذكرى رحيمة وساكنة، لأن سليم اللوزي حمل إرثه وتراثه وحوادثه«، الى حيث يسكن الآن مطارح الخلد، يرانا ولا نراه، لكنه يعيش في وفي بناته وفي أحفاده، وفي قلوب محبيه ممن رافقوه وزاملوه.

بركة البابا بولس السادس شملته حيا، وتشمله اليوم وهو في السماء مع قداسة البابا.

كلام الصورة

امية اللوزي ونقيب الصحافة عوني الكفكي يعرضان البركة البابوية