الأزمة المزمنة المنسيّة

عمرها اثنان واربعون عاما ونتذكرها الآن بعد مرور 42 عاما على المسيرة الخضراء التي قادها العاهل المغربي الراحل، دون ان تتمكن الأمم المتحدة من ايجاد حلّ سياسي لهذا النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر والمتفجر منذ اكثر من اربعة عقود.

وكانت ذكرى المسيرة الخضراء مناسبة ليلقي الملك محمد السادس كلمة اكد فيها ان بلاده لا تقبل اي حل لنزاع الصحراء المغربية خارج سيادة المغرب الكاملة، وان المغرب يظلّ ملتزما بالانخراط في الدينامية الحالية التي ارادها انطونيو غوتيريس الامين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بالتعاون مع مبعوثه الشخصي، في اطار احترام المباديء والمرجعيات الثابتة التي يرتكز عليها الموقف المغربي.

وجدّد العاهل المغربي في خطابه تأكيد أن »الصحراء كانت دائما مغربية قبل اختلاق النزاع المفتعل حولها، وستظل مغربية الى ان يرث الله الارض ومن عليها«. وقال ان جدّه الملك محمد الخامس سبق له في خطاب القاه قبل 60 سنة، ان اكد الحقوق التاريخية والشرعية للمغرب في صحرائه وذلك حتى قبل تسجيل قضية الصحراء في الامم المتحدة سنة 1963 وفي الوقت الذي لم تكن فيه اي مطالب بخصوص تحرير الصحراء باستثناء المطالب المشروعة للمغرب، بل وقبل ان تحصل الجزائر على استقلالها.

والملك محمد السادس حريص على العناية بالثقافة الحالية )ثقافة المناطق الصحراوية( والتعريف بها من خلال توفير المرافق الثقافية وتشجيع المبادرات والتظاهرات الفنية وتكريم اهل الثقافة والفن والابداع وذلك على غرار كل مكوّنات الهوية المغربية الموحدة اذ لا فرق بين التراث والخصوصيات الثقافية واللغوية في كل جهات المغرب، سواء في الصحراء او في الريف او في الاطلس او في الجهة الشرقية. وفي رؤية العاهل المغربي ان العناية بالموروث الثقافي المحلي لا تعني ابدا التشجيع على التعصّب او الانغلاق، ولا يمكن ان تكون دافعا للتطرف او الانفصال وانما تجسد الاعتزاز بالتعددية والتنوع في روافد الهوية الوطنية. وسيواصل المغرب تطبيق النموذج التنموي الخاص بهذه الاقاليم بما يتيح للسكان التدبير الديمقراطي لشؤونهم والاسهام في تنمية منطقتهم.

ويمكن ان نستنتج من خطاب الملك محمد السادس ان قضية الصحراء بالنسبة للمغرب هي قضية وجود، لذلك لا حلّ للأزمة بين المغرب والجزائر خارج السيادة المغربية الكاملة، وهنا ما لن توافق عليه الجزائر وبالتالي يصعب الوصول الى حلّ لهذه الأزمة المعقّدة.