كارثة الجوع في العالم

الدكتور هيثم الشيباني

خبير في البيئه

  1. المقدمه:

صرحت الأمم المتحدة أن عدد الجياع في العالم وصل إلى 815 مليونا.

أما الفاو( منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة)فقد صرحت بأن العالم يهدر 1. 3 مليار طن من الغذاء سنوياً.

 وهوما يعادل ثلث إنتاج الغذاء العالمي تقريبا، وهذا ما يكفي لإطعام نحو ملياري شخص، وهذا خير مؤشر لعدم العدالة على وجه الأرض.

وقالت(الفاو) إنه يجري إهدار المواد الغذائية بسبب التلف أو السكب قبل أن تصل إلى وجهتها النهائية أو أن تبلغ مرحلة التجزئة ويهدر الغذاء ما لم يستهلك إذ يفسد أو يلقى به كنفاية من قبل تجار التجزئة أو المستهلكين.

وبحث وزراء زراعة مجموعة الـ20 في الاجتماع الذي عقدوه في مدينة إسطنبول التركية، لتلبية احتياجات الأمن الغذائي والتغذية لسكان العالم، حيث يتوقع أن يبلغ تعدادهم تسعة مليارات نسمة بحلول عام 2050.

وفي البيان الذي اعتمده الاجتماع، أشار وزراء زراعة مجموعة العشرين بقلق بالغ إلى المدى الخطير للخسائر الغذائية وإهدار الغذاء في جميع مراحل سلسلات العملية الغذائية، ووصفوا ذلك بأنه )مشكلة عالمية ذات دلالات اقتصادية وبيئية واجتماعية خطيرة(.

وتشير تقديرات منظمة )فاو( إلى أن تلبية الاحتياجات الكمية المتعاظمة لتلك الأعداد إنما تتطلب زيادات في إمدادات الغذاء العالمية بنسبة 60 في المائة.

واتفق وزراء الزراعة بمجموعة العشرين على أن الأمر يتطلب نظم إنتاج غذائية مستدامة ومتجاوبة، عبر مراحل الإنتاج والتجهيز والتوزيع وتجارة التجزئة والاستهلاك، مؤكدين أن هذه النظم من شأنها أن توسع نطاق الإمدادات الغذائية، وتخلق فرصا لائقة للعمالة في المناطق الريفية، وخاصة في صفوف صغار المزارعين الأسريين والنساء والشباب.

وقال الوزراء إن النظم الغذائية المستدامة ستساعد على معالجة تغير المناخ، على اعتبار أن تحسين خصوبة التربة، وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء، واستعادة الأراضي المتدهورة، هي عناصر أساسية لتحسين الإنتاجية الزراعية، لغرض تحقيق الأمن الغذائي في ظل المناخ المتغير.

وأوضح البيان أن ملايين البشر في العالم لا يزالون يعانون من الجوع وسوء التغذية بشكل واسع، بينما يوجد نحو ملياري شخص يعانون من سوء التغذية، في حين تتفاقم ظاهرة البدانة والسمنة باستمرار، خصوصاً لدى بلدان الدخل المتوسط.

كما جاء في تقرير لمنظمة الأمم المتحدة عن وضع التغذية والأمن في العالم خلال العام 2017 أن عدد الجياع في العالم يتزايد لأول مرة منذ اكثر من 10 سنوات.

وأشار التقرير إلى أن نحو 815 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم لايتلقون الغذاء الكافي ويعانون من الجوع المستمر وهو ما يعادل نحو 11 في المائة من عدد سكان العالم تقريبا. )1(

وأكد التقرير أن أغلب هؤلاء يعيشون في مناطق فقيرة في أفريقيا وآسيا، كما أن هناك نحو 155 مليون طفل يعانون مشاكل في النمو بسبب نقص الطعام وأغلبهم يعيشون في مناطق تعاني من صراعات مسلحة.

وأضاف التقرير أن هذه المؤشرات تقرع ناقوس خطر لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهله.

وحذر التقرير من أن الهدف الذي حددته المنظمة العالمية سابقا بالقضاء على الجوع وآثاره على الأطفال ونموهم بحلول عام 2030 لايمكن تحقيقه إلا بتوفير المزيد من الاموال وبذل المزيد من الجهد.

وتعد هذه الدراسة الاولى من نوعها منذ إعلان الأمم المتحدة سعيها للقضاء على ظاهرة الجوع بحلول 2030 وتهدف إلى تقييم الجهود التي تمت خلال الفترة الماضية ضمن مبادرة )التنمية المستدامة(.

وحسب الإحصاءات الرسمية فإن عدد الجياع في العالم يزيد منذ عام 2014.

وأكد الامين العام للجنة الدولية التي أشرفت على التقرير وشارك فيها ممثلون عن خمس منظمات تابعة للأمم المتحدة إن )الصراعات المسلحة تزايدت في عدة دول ونشبت في دول أخرى وأصبحت أكثر تعقيدا وتأثيرا على البيئة ومصادر الغذاء(.

وأشار التقرير إلى أن المجاعة اجتاحت دولة جنوب السودان في مطلع العام الجاري ويمكن أن تشمل المنطقة نفسها في وقت لاحق، كما أن هناك مخاطر من حدوث مجاعة أخرى في مناطق مثل شمال غرب نيجيريا والصومال واليمن مما يهدد بنقص موارد الغذاء عن مئات الملايين من سكان المعمورة.

ولا شك أن تفشي الجوع في العالم يمشي بشكل مواز مع كوارث الحروب والنزاعات المحلية والأمثلة كثيرة.

معروف ان الجسم بحاجة إلى كمية معينة من الطعام والفائض يتخلص منها الجسم، وهذا ما يسمى بالفضلات لذا لا ضرورة من الأكل أكثر من الحاجة. ان موائد الطعام الطويلة والعريضة ليست من مظاهر السخاء والكرم وإنما هي من مظاهر الترف والجشع، و أن هذا البذخ والاسراف في النهاية سوف يؤدي إلى سلات مكبات النفايات الكبيرة ، وهذا يعني أن المجتمع قد خسر مبالغ مالية من الممكن ان تخصص في اطعام المساكين والفقراء، مما يقتضي عمل الندوات الصحية حول اضرار التبذير وأثره على الصحة وعلى المجتمع.

  1. احصائيات عالمية وحقائق:

تشيرالحقائق إلى أن حوادث الطائرات والسيارات وبعض الأوبئة، والارهاب بمختلف صوره تؤدي إلى خسائر جسيمة، الا أنها تؤدي إلى خسائر في الأرواح أقل مما يسسبه الجوع في العالم.

من الناحية الإنسانية إن آفة الجوع هي أخطر ما يهدد البشرية على كوكب الأرض، حيث نشر برنامج الغذاء العالمي مجموعة من الاحصائيات عما وصل إليه الجوع خلال العام الماضي وكما يلي :

 أولا. إن عدد الجياع في العالم يبلغ 815 مليون نسمة تقريبا، مما يعني أن توفير ربع الطعام المهدر سنوياً فقط يكفي للقضاء على الجوع.

 ثانيا:. الغالبية العظمى من الذين يعانون من الجوع موجودون في مناطق جنوب آسيا تليها مناطق جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى ثم مناطق شرق آسيا.

 ثالثا. في الدول النامية يتسبب الجوع في وفاة 45 من إجمالي عدد الأطفال الذين يموتون سنويًّا في سن تحت الخمس سنوات.

 رابعا. في الدول النامية يعاني ربع الأطفال من تأخر في النمو الجسدي والعقلي نتيجة نقص الغذاء.

 خامسا. المبلغ الذي يحتاجه الطفل للحصول على كامل ما يحتاجه من فيتامينات وتغذية يبلغ ربع دولار يوميًّا فقط كحد أدنى.

 سادسا. بحلول عام 2050م سيتسبب التغير في المناخ في إضافة حوالي 24 مليون طفل إلى قائمة الجوع نتيجة تأثر المحاصيل الزراعية، ونصف هؤلاء سيكونون من منطقة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى وحدها.

 سابعا. ان نسبة كبيرة من إجمالي سكان الدول النامية يعانون من الجوع.

 ثامنا. القارة الآسيوية بمفردها تحتوي على ثلثي عدد الجياع في العالم.

 تاسعا. يعاني ربع السكان من الجوع في منطقة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى.

 عاشرا. يوجد حوالي 100 مليون طفل يعانون من نقص الوزن نتيجة الجوع في الدول النامية.

 أحد عشر. ان عدد حالات الوفاة نتيجة الجوع أكبر من عدد حالات الوفاة نتيجة أمراض الإيدز والملاريا والسل مجتمعة كل عام.

 اثناعشر. ان حوالي 60 ممن يعانون الجوع هم من النساء.

 ثلاثة عشر. المشكلة الكبرى هي أن حوالي ثلث الغذاء الذي ينتجه العالم لا يتم استهلاكه بل يتم التخلص منه كفوائض خصوصًا في الدول المتقدمة.

 أربعة عشر. ان الحروب جعلت مشكلة الجوع تتفاقم على نطاق العالم بصورة أفضع حيث صدر تقرير عن الأمم المتحدة يشير إلى حدوث 65. 3 مليون مهجر على نطاق العالم وهذا ما يعادل عدد نفوس فرنسا تقريبا.

خمسة عشر. صرحت لجنة المهجرين في مجلس النواب العراقي أن أعداد النازحين بلغت نحو خمسة ملايين نازح وأن هناك بحدود مليون شخص من أهالي الموصل شمال العراق، يضاف اليهم النازحون من الأنبار وقد وضعت الأمم المتحدة هذه الأعداد الثالثة عالميا.

  1. القاء ثلث الأغذية في النفايات يهدد الأمن الغذائي

تنتشر في شتى أنحاء العالم جبال متراكمة من النفايات الصلبة، مما يتطلب التقليص من أضرارها على الصحة والبيئة، كذلك يتطلب تبادل الخبرات وتوحيد الجهود العربية والأجنبية لجعل العالم أفضل وأكثر أمناً.

 بمبادرة من الشبكة الاقليمية لتبادل المعلومات والخبرات في مجال ادارة النفايات في دول المشرق العربي والمغرب العربي، تم الاتفاق على ضرورة تأمين قاعدة بيانات لتحسين أنظمة المتابعة والعمل على التوقعات المستقبلية من أجل نشر التوعية البيئية.

 وتؤخذ بعين الاعتبار حقيقة مروعة هي أن ثلث النفايات في العالم تلقى في القمامة، كما أن مختلف المناطق الصناعية في العالم تلقي ثلث إنتاجها وتبذره، على الرغم من وجود ملايين البشر الذين يعانون من الجوع.

ولأن أمننا الغذائي مهدد فعلينا التوقف عن تبذير الأغذية. وهناك ظاهرة الإسراف وهدر الأغذية وخاصة في الفنادق والمطاعم وحفلات الزفاف، حيث أن أهم أسباب حدوثها هوالتفاخر وحب الظهور بمظهر الغنى والترف وهي أنماط استهلاكية، وهذا يستوجب ثقافة وتوعية مجتمعيه ووضع آلية لعدم الهدر و توزيع ما تبقى على الفقراء، و لابد من تفعيل دور الإعلام للتحذير من التبذير.

 جاء في تقرير بريطاني صادر عن )مؤسسة المهندسين الميكانيكيين( أن مليارات الأطنان من المواد الغذائية التي تعادل نصف المواد الغذائية التي تنتج عالمياً تلقى في القمامة وقال د. تيم فوكس من المؤسسة إن كميات النفايات الغذائية تبعث على الدهشة.

وأضاف التقرير البريطاني أن بين )30 50( من الناتج الغذائي العالمي الذي يبلغ اربعة مليارات طن ينتهي في مكبات القمامة.

وقال د. فوكس مدير قسم البيئة والطاقة في مؤسسة المهندسين الميكانيكيين، إن كمية الغذاء التي يتم التخلص منها مع القمامة كبيرة جدا، بينما يزداد عدد سكان العالم وعدد الجياع منهم، وأضاف هناك هدر للموارد كالتربة والمياه والطاقة التي تستخدم في إنتاج وتصنيع المواد الغذائية.

يجب أن لا يقتصر دور الجمعيات الخيرية على جمع الغذاء بل يمتد إلى التوعية في عدم التبذير في الأكل، وكما ورد في احدى الدراسات أن 90 من الطعام لا يستفاد منه في حفلات الأفراح.

 أن مرحلة الإنتاج أو الحصاد في صورة حبوب أو ثمار أو فساد الأسماك واللحوم، خلال مرحلة التداول والتخزين و التجهيز والتعبئة والتغليف أو الاصابات الحشرية أو الفطرية أو الأمراض، كل هذه العوامل تشكل نسبة كبيرة من الهدر في الغذاء و أن معدل هدر الغذاء العالمي سنوياً يعادل 1. 3 مليار طن من الغذاء ويستهلك 173 مليار متر مكعب من الماء تقدر قيمته ب970 مليون دولار.

 وحيث من المتوقع بحلول عام 2050 سيصل تعداد سكان العالم حوالي 9. 1 بلايين نسمة، و ستزيد نسبة السكان الحضر في العالم 70، وهذا يستدعي زيادة انتاج الغذاء بحوالي 70 ويحتاج كل هذا إلى زيادة في حجم الاستثمارات الكلية ب9 تريليونات دولار.

 أن التأثير السلبي لهدر الغذاء على الموارد الطبيعية سيزيد من كميات المياه المسحوبة من المياه الجوفية، وكميات الأسمدة الكيميائية المضافة التي يمكن أن تساهم في تلويث المصادر المائية، وسيزيد من الحاجة إلى تحويل المزيد من الأراضي المستخدمة للرعى أو الغابات إلى الزراعة مما سيؤدي إلى استخدام طاقة أكبر للإنتاج والتجهيز والنقل والتخزين.

وذكر التقرير إن المستهلك يجب أن يعي الخسارة الاقتصادية والسلوك الخاطئ في الهدر مشيراً إلى أهمية معالجة النفايات الغذائية.

 أن الأمن الغذائي هو تحد عالمي وتشير نتائج البحوث لهذه القضية إلى أن هناك تأثيراً كبيراً على الدولة اذا لم يتم وضع حد لهذا الهدر وبالتالي تعد هذه فرصة لتكون الدولة رائدة في فهم القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي والهدر وإذا تم تطبيق النتائج على الصعيد المحلي، يمكن أن يكون ذلك مفيدا إلى جميع أنحاء العالم.

صدرت دراسة حديثاً في دبي عن قطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك في دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، وأكدت على أهمية وضع آلية تسهم في الحد من الهدر في سلسلة إمداد الغذاء، وذلك عبر تحسين كفاءة التجهيز والحد من الهدر في الغذاء.

بالإضافة إلى رفع كفاءة التنسيق بين الجهات ذات العلاقة في المراحل المختلفة لإنتاج وتسويق الغذاء وأهمية مراجعة الخطط المتعلقة بتداول الغذاء وتخزينه وتسويقه واستهلاكه وزيادة الوعي لدى الأفراد والأسر والمجموعات الاستهلاكية الكبرى، مثل المطاعم والفنادق والمدارس والجامعات إلى جانب توفير التدريب لكل القائمين في مجال تداول الغذاء في كل مراحله المختلفة مع تطوير الممارسات الجيدة في الإنتاج والنقل والتصنيع والتسويق والاستهلاك، والاستفادة من الغذاء وبقايا الطعام المهدورة بعد تحويلها كأعلاف للحيوانات أو صناعات تحويلية.

ولفتت الدراسة إلى أهمية التأكد من البيانات والمعلومات الخاصة بالسلعة، وأن تكون مكتوبة بصورة واضحة ومقروءة ومفهومة المعنى وبشكل بارز، وعادة ما تتضمن هذه البيانات نوع السلعة وطبيعتها ومكوناتها وتاريخ الإنتاج وتاريخ الانتهاء، والذي يعد من الضروريات التي يجب التركيز عليها لما لها من فوائد عديدة منها ضمان سلامة المادة الغذائية و سلامة المستهلك وإتاحة الفرصة له لاختيار الأحدث من المنتجات الغذائية وتأكده من صلاحية مختلف المنتجات الغذائية قبل شرائها من الأسواق ومراكز البيع والإبلاغ عن أي مخالفة.

 تشرف الشركات المنتجة بنفسها بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال برامج تدريبية وإرشادية لمنتسبيها الموزعين أولاً ثم لعملائها أصحاب المحلات التجارية للتأكد من تطبيق ظروف التخزين المثالية وتحقيقاً لمبدأ الفائدة من فترة الصلاحية، حفاظاً على مكتسبات النجاح في التصنيع، وضماناً لاستمرار الجودة بعد التصنيع وحتى وصول الغذاء إلى مائدة المستهلك.

ضرورة الشراء بكميات معقولة تكفي للاستهلاك في مدة معينة، مع مراعاة ظروف فصل الصيف وابتعاد الأسرة أثناء الإجازات خارج المنزل. وإن على المستهلك مراعاة الظروف المناسبة لتداول الغذاء ونقله من السوق إلى المنزل.

 و تهدف فترة الصلاحية إلى ضمان سلامة المادة الغذائية وبالتالي سلامة المستهلك وضمان حصوله على أعلى جودة ممكنة، إلى جانب إتاحة الفرصة للمستهلك لاختيار الأحدث من المنتجات الغذائية ومنع بقاء المادة الغذائية في المخازن لفترات طويلة، قد تؤدي إلى التقليل من قيمتها الغذائية، بالإضافة إلى تسهيل تنظيم دوران السلعة الغذائية عن طريق تسويق السلع التي أنتجت أولاً و إتاحة الفرصة للمستهلك للمشاركة في عمليات الرقابة الغذائية عن طريق التبليغ مما يرفع من كفاءة الرقابة.

يعيش المستهلك في السنوات الأخيرة قلقاً بصدد فترة صلاحية المواد الغذائية المنتجة سواء المصنعة أو الطازجة.

 أن الشركات التي تنتج الغذاء تستعمل مواد حافظة لإعطاء المنتجات الغذائية فترة أطول في الصلاحية تتيح لها فترة تسويقية أوسع لنقلها إلى أماكن بعيدة عن مناطق إنتاجها.

وهناك توجه دولي لتعديل فترة صلاحية الأغذيه

وقد استعرضت دراسة دائرة التنمية الاقتصادية بدبي عدة تجارب دولية عمدت إلى تعديل فترات صلاحية الأغذية حيث لفتت إلى أن البريطانيين يرمون سنوياً في القمامة مواد غذائية بقيمة إجمالية تبلغ مليار دولار وبوزن يصل إلى5. 3 ملايين طن.

  1. مكافحة المجاعة

 تعزو المؤسسات الدولية التي تكافح المجاعة في العالم، تصاعد المجاعة إلى ثلاثة أسباب وهي : تناقص الإنتاج الغذائي وتصاعد الهدر الغذائي وارتفاع أسعار الغذاء بسبب تنامي الاعتماد الأوروبي والأميركي على الوقود الحيوي، الذي يعنى بتحويل الأراضي الزراعية من إنتاج الغذاء إلى إنتاج محاصيل يستخلص منها الوقود.

يلجأ البعض مضطرا أو جهلا إلى تناول الأغذية المعلبة رغم انتهاء مدة صلاحيتها ان هذا خطير جدا على الصحة العامة خصوصا أن اللحوم المعلبة تكون سامة كيمياويا.

 في الدول النامية أن خسارة الغذاء ترتبط بضعف تقنية الزراعة والنقل والتخزين لكن نسبة الأغذية التي يرميها المستهلكون منخفضة.

تختلف أسباب هدر الأغذية بين الدول المتقدمة والنامية، ففي الدول المتقدمة هناك تقنية زراعية وحصاد ونقل وتخزين عالي الكفاءة وبالتالي فإن الأسباب الرئيسة تتعلق بهدر المواد الغذائية بسوء التصرف من جهة الباعة والمستهلكين حيث يرفض الباعة خضراوات وفواكه لا تتوافق مع معايير الشكل والحجم أي لأسباب لا علاقة لها بجودتها.

ويقدر أن نحو ثلث المحاصيل الزراعية في الدول المتقدمة لا تصل إلى المستهلك، بسبب رفضها بناء على أسباب جمالية فقط، وهذا يسبب خسارة قدرت بحوالي1. 6 مليون طن من المنتجات الزراعية في المملكة المتحدة وحدها مثلا.

ومن الأسباب الأخرى، هو أن المستهلكين يتخلصون من كمية كبيرة من الأغذية التي اشتروها نتيجة عدم فهمهم لتواريخ الصلاحية، ونسبة عالية في المئة من الأغذية التي يرميها المستهلكون صالحة للأكل في الحقيقة.

  1. الدول الأكثر اهدارا للطعام )2(

 يهدر سنويا حوالي 1. 3 مليار طن من الغذاء حول العالم بقيمة أكثر من تريليون دولار بحسب تقرير حديث يضيف أن تقليصه بنسبة 20 إلى 50 عالمياً سيوفر بين 120 مليار دولار و 300 مليار دولار بحلول عام 2030.

تجري معاهد الإحصاء حول العالم احصائيات سنوية حول إهدار الغذاء في البلدان العربية والأوربية في كل عام، حيث تشير الإحصائيات إلى أرقام صادمة جديدة.

ورغم بدء بعض دول العالم في اتخاذ اجراءات للحد من اهدار الغذاء مثل فرنسا التي اعتمدت تشريعاً جديداً يجبر المتاجر الكبيرة على التبرع بالأطعمة غير المباعة عوضاً عن التخلص منها ويعتبر هدر المواد الغذائية مشكلة عالمية، حيث تشير بعض المصادر إلى أن كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وبريطانيا، تهدر ملايين الأطنان من الطعام إلى النفايات، وخصوصا في أعياد رأس السنة الميلادية، ووجدنا أن الأرقام بحاجة إلى تدقيق وسوف نتطرق اليها في مقالات قادمة ان شاء الله.

وفي قائمة الدول العربية الأكثر إهدارا للطعام وخاصة خلال شهر رمضان هي السعودية والامارات وقطرخصوصا في شهر رمضان والبحرين.

. 6 التوصيات :

أولا. ضرورة القيام بدراسة وتقدير كمية الهدر من الغذاء على أساس تطوير تقنيات الحصاد وتطوير البنية التحتية الداعمة لإنتاج الغذاء كالطرق والمبردات ووسائل النقل، وعمليات التصنيع وتغليف الغذاء.

 ثانيا. إعادة النظر في فهم تاريخ صلاحية المنتجات الغذائية الزراعية، وبما يحقق عدم الضرر للمنتج والمستهلك، مما يمكن أن يساهم في توفير غذاء أكثر وضرورة تطوير الخدمات الإرشادية وتبني نظام تخزين الأغذية وإعادتها للاستهلاك البشري.

 ثالثا. وضع آليات لتسهيل التبرع بالمحاصيل والمنتجات الزراعية غير المباعة، أو غير المستخدمة من قبل المنتجين أو المسوقين أو شركات التموين للجهات الخيرية، وتنفيذ حملات لتوعية منتج ومستهلك الغذاء يمكن أن تعزز الحفاظ على الغذاء من الهدر.

 رابعا. سن القوانين لايقاع العقوبات على من يتعمد الهدر في الغذاء وإعلان جائزة على مستوى الدولة لغرض الحد من التبذير.

 خامسا. إن الهدرفي الغذاء يعني فقد جزء كبير من الموارد المستخدمة لإنتاجه مثل المياه والمدخلات الزراعية إضافة إلى آثاره السلبية على البيئة، و أن الهدر في اسواق خضروات الجملة يستوجب ايجاد شركات لإعادة تدوير الخضروات كأعلاف للمواشي قرب الأسواق، حيث أن هناك دولاً تستفيد من تدوير مخلفات الأغذية كوقود.

سادسا. قيام الجمعيات الخيرية في جمع الغذاء، والتوعية في عدم الاسراف في الأكل، وتوعية المستهلكين في حرمة التبذير والهدر وفق الشرائع السماوية والانسانية.

سابعا. ضرورة اتباع التسوق الذكي و استخدام المتوفر لدينا وتخزين الطعام بشكل سليم و تقديم كميات طعام معقولة و اعادة التدوير وعدم خلط تواريخ الاستهلاك، و طلب بقايا الطعام الخاص بنا لاستصحابه معنا بعد الخر وج من المطعم، ووضع آليات لتصريف المنتجات الزراعية غير المباعة، والتوعية للتبرع بالمحاصيل والمنتجات الزراعية، وتشريع القوانين لمحاربة الهدر، وتوعية أفراد المجتمع لتطبيق معنى الكرم بشكل صحيح.

ثامنا. زيادة وعي المستهلك للتأكد من تاريخ الصلاحية على كافة المنتجات التي يقوم بشرائها وخاصة سريعة التلف، والتعرف أولاً على تاريخ إنتاج السلعة ومدة صلاحيتها والتريث قبل الشراء، والتأكد أن تكون مختومة أو مطبوعة أو محفورة بحيث تصعب إزالتها او استبدالها، وإنها لو تركت فترة طويلة دون استهلاك يترتب على ذلك خسارة قيمتها الغذائية.

 )1(http://www. bbc. com/arabic/world 41285214

 )2( http://www. jawharafm. net/ar/article/D982D8A7D8A6D985D8A9 D8A7D984D8AFD988D984 D8A7D984D8A3D983D8ABD8B1 D8A7D987D8AFD8A7D8B1D8A7 D984D984D8B7D8B9D8A7D985/106/59770