هل يحقق العراق حلم اعادة إعماره؟

كلمة رئيس التحرير

اخفق العراق في الحصول على 88 مليار دولار من الدول المانحة في مؤتمر الكويت لاعادة اعمار مدن العراق المدمّرة بفعل العمليات العسكرية ضد تنظيم »الدولة« إذ حصل فقط على »تعهدات  بمنح تبلغ نحو 30 مليار دولار بمشاركة 76 دولة ومنظمة اقليمية ودولية«. واعتبر وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري ان المبلغ الذي خُصّص في المؤتمر »لن يسد الحاجة لكنه سيساهم في اعادة الاعمار.

وكانت وزارة التخطيط العراقية تأمل في الحصول على 22 مليار دولار »بشكل عاجل« و66 مليار دولار على المدى المتوسط.

ويواجه العراق تحدّيا كبيرا هو اعادة خمسة ملايين نازح وقد نجحت الحكومة حتى الآن في اعادة اكثر من نصف النازحين، والتحدي الكبير الآخر هو تنفيذ الدول المانحة وعودها وتعهداتها بدفع الـ30 مليار دولار. ولانجاح هذا التحدي على الحكومة العراقية ان تشنّ حربا حقيقية على الفساد لتشجيع المانحين على الاستثمار في »العراق الجديد«.

وقال نواب ان العراق حصل على وعود سابقة غير أنّ الدول لم تفِ بوعودها إذ تم الاعلان عن اعطاء العراق مبالغ مالية في مؤتمرات سابقة لدول مانحة غير انها لم تنتج عن شيء يُذكر فهي وعود لا يُعوَّل عليها، كما يقول النائب موفق الربيعي.

 رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مصمّم على محاربة الفساد ويؤكد أنّ مؤتمر الكويت هو بداية الانطلاقة الكبرى لاعادة الاعمار والاستثمار في العراق. واشاد بدور الجيش العراقي والدعم الدولي وتضحيات ابناء العراق الذين رخصوا دماءهم دفاعا عن الارض والكرامة وحجّموا خطر »داعش« عن العالم كله، مؤكدا ان بلاده تتطلع الى المستقبل بثقة وذلك باحتضان الاجيال العراقية الصاعدة التي تنمو الآن بعيدا عن الدكتاتورية والطغيان وتؤمن بالانفتاح والتعايش المشترك وتعمل من اجل غد افضل.

اذاكانت الحرب بين العراق و»داعش« استمرت اربعة اعوام ودمّرت مدنا تدميرا كاملا، فان اعادة الاعمار تحتاج الى زمن أطول، وعلى كل عراقي ان يبذل كل جهد ممكن للاسهام على قدر الامكان في مسيرة التعمير والتنمية، وان يتذكر بأنّ العراق هو ينبوع الحضارات والقيم، وان يحاول في المرحلة المقبلة استعادة مستواها في مختلف نواحي الانتاج والابداع وخدمة الوطن وان يكون جنديا باسلا يدافع عن مكتسبات بلاده وشعبه.