مسرحية الانتخابات في العراق

 

مثل شعبي عراقي يقول (الناس بالناس والكرعة تمشط الرأس) بما معناه ان الناس مشغولون بكوارث اصابت البلد واهمتهم ويبحثون عن حلول لتلك الكوارث وهناك من يقيم الدنيا ولا يقعدها بأمر ابعد ما يكون عن إيجاد منفذ ينقذ به الناس والمجتمع.

وادي الرافدين،، العراق ،، الجانب الأيمن من الهلال الخصيب ! لم يعد خصبا بعد ان توالت عليه الكوارث من صوب..  شحة غير مسبوقة في تاريخه بالمياه النظيفة، جفاف يكتسح الاراضي الزراعية، يفرغ البحيرات والأهوار التي كانت تغص بالخيرات والطيور المتوطنة والمهاجرة والحيوانات التي هي الثروة الأهم في البلد ،، نزاعات عرقية وطائفية اكلت الأخضر قبل اليابس وساهمت في هجرة العقول الشابة المثقفة القادرة على اعادة بناء العراق بعد ان دمر الاحتلال البنى التحتية للبلد، تدخلات من دول الجوار مزقت ما تبقى من لحمة المجتمع العراقي الذي كان يفخر بتماسكه وتنوعه وصلات المودة والتراحم بين افراده دون النظر لانتماءاتهم الدينية او المذهبية او العرقية.

مع كل ذلك يخرج المسؤولون! بلعبة الانتخابات.. ويقضون الوقت ببيع وشراء المقاعد والمراكز التي تفتح لهم سبل بيع العراق ونهب ما تبقى من خيراته بعد ان افرجوا خزائنه وحولوها لجيوبهم التي لا تريد ان تمتلئ.

العراق اصبح شحيحا بكل شئ الا بتدفق دماء ابنائه،  ان بأياد اجنبية  بعصابات مأجورة وميليشيات لمن يدعون انهم قائمون على رعايته وخدمته وحكمه.

 الطامة الكبرى في العراق، ان الجميع يعلم ويؤمن بان انتخابات المجلس النيابي مزورة، باعتراف وتأكيد كل المؤسسات القانونية والشرعية داخل العراق او حتى المؤسسات الدولية، ورغم ذلك يستمرون بمهزلة انتخاب رئيس للبرلمان ورئيس وزراء ورئيس جمهورية:
نعيب زماننا والعيب فينا       وما لزماننا عيب سوانا

الكل يصرخ ويستصرخنه الضمير العالمي، ولا احد يتصدى للمهزلة بشكل صريح ويطالب بإلغاء نتائج الانتخابات المزورة وإعادة التصويت مرة اخرى بشروط ورقابة اكثر دقة، فما قام على باطل لن يأتي الا بالباطل.

فمتى يستنهض الشعب ادارته وهمته ويمتلك ارضه وسماءه ومياهه التي كانت زلالا فحولها المزيفون لسم زعاف تقتل من يقربها، اناساً وحيونات وشجر، وحتى التربة الخصبة تحولت لارض بور ملؤها الاملاح والسموم.

.وهل هناك اكثر بؤساً من الموت بماء مسموم

رئيسة التحرير –