أفتونا

كان يوم 15 /1/ 2019. يوما رائعا من ايّام الديمقراطية البريطانية،،، فقد اثبتت المعارضة البريطانية وجودها وفعاليتها في رفض قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي،،، لقد صوت أكثر من ثلثي النواب على رفض ما تقدمت به رئيسة الوزراء )تيريزا ماي( كمشروع للخروج من الاتحاد الأوروبي،، لم يكن الرافضون هم المعارضون الطبيعيون لحزب المحافظين الذين تمثلهم رئيسة الوزراء فقط وإنما كان العديد من النواب المحافظين من جملة الرافضين،،، ولانهم يحترمون خيار الشعب الذي انتخبهم وأوصلهم للبرلمان ما كان لهم إلا ان يختاروا أفضل السبل لخدمته والانحياز لمصلحة بريطانيا قبل ان يفكروا بمصلحة الحزب الذي اليه ينتمون.

هذا حال الدول المتقدمة ديمقراطيا، فما حال البلدان المتخلفة وفِي مقدمتها الدول العربية مع الأسف الشديد.

الا يحق للشعوب في الدول العربية ان تحلم بيوم يقف فيه ممثلوا هذه الشعوب وقفة ترفض القرارات الجائرة والتي تتعارض كليا مع مصالح الوطن دون ان تكون النتيجة فتح أبواب السجون على مصراعيها أو التصفيات الجسدية أو الاتهامات بالخيانة العظمى؟؟؟

أن يرفض شعب العراق قرار الخارجية الإسرائيلية باعتبار العراق )دولة غير عدوة( وان لا تستنكر الحكومة ذلك ولا تحاسب الوفود الثلاث التي زارت اسرائيل،،، ولا نسمع استجابة لهذا الرفض من قبل الحكومة وبالعكس تدعي اسرائيل ان الأبواب مفتوحة لتجارة بينها وبين العراق،،، فماذا ننتظر؟؟؟

أو ان يرفض شعب البحرين أو قطر أو السعودية أو عمان مبادرات التطبيع القائمة على قدم وساق مع اسرائيل، فهل سترضخ الحكومات لما تريده شعوبهم ؟ أم ان وسائل تغييب هذه الشعوب واللعب بعقولهم وقلوبهم والهائهم بالتوافه من الأمور قد آتت أكلها؟

رفض شعب مصر التطبيع لسنوات طويلة إلا انه لم يبادر للان لرفض اتفاقية )غاز البحر الأبيض المتوسط( والذي سيحول مصر والمصريين ومن حولهم لمستهلكين للغاز الاسرائيلي.

أن تنتقل سفارة أمريكا في الدولة الصهيونية الى القدس ولا تقوم اكبر انتفاضة في تاريخ الشعوب العربية، فهو أسوأ انحدار تصله الأمة العربية!!! وأن يتمشدق وزير خارجية إيران متحدثا من أرض العراق مخاطبا أمريكا »بأننا – الإيرانيين – اصحاب هذه الارض )العراق( وعليكم ان تخرجوا منها!!!! فتلك وربي منتهى قلة الحياء…… ولا أزيد«.

العدد 89 –شباط 2019