بشور: في حديث لجريدة فلسطين في غزة في الذكرى 37 لمجزرة صبرا وشاتيلا

1-مالعلاقة بين المجزرة وما يحدث من تهجير للفلسطينيين من مختلف الدول والتضييق في لبنان؟

لم تكن مجزرة صبرا وشاتيلا مجرد مجزرة أخرى من مجازر عدة ارتكبها العدو ضد الشعب الفلسطيني وغيره من أبناء الأمة.. بل كانت حلقة في مخطط خطير عنوانه تهجير الفلسطينيين من وطنهم والأراضي المحيطة بوطنهم ورميهم في جهات الأرض الأربع حتى تصبح قضيتهم نسيا منسيا…

لذلك لم ترتكب المجزرة خلال حرب 1982 التي شنتها الحكومة الصهيونية ضد لبنان وكانت أطول حرب عربية إسرائيلية..وإنما بعد تلك الحرب، وبعد خروج رجال المقاومة الفلسطينية والجيش العربي السوري من بيروت، وأثر اتفاق رعته الإدارة الأميركية ذاتها…ليقول العدو أن الغاية من الحرب على لبنان لم تكن التخلص من السلاح الفلسطيني فقط، كما كانوا يدعون، بل من الشعب الفلسطيني نفسه وتدمير مقومات المجتمع والدولة في لبنان، كما لاحظنا في الحروب التي تلت المجزرة، كخطوة على طريق تدمير المجتمعات والدول الأخرى كما شهدنا فيما بعد…

ومن هنا ليس ما نشهده من تضييق على الفلسطينيين المقيمين في لبنان بذريعة محاربة العمالة الأجنبية إلا خطوة في الطريق إياه وهو تهجير الفلسطينيين وإلغاء حق العودة والذي هو من ابرز المستهدفين في صفة القرن.

2-ما سبل تفعيل طرق محاسبة مرتكبي المجزرة؟

لا شك أن لمواجهة هذه المجزرة وتداعياتها أكثر من سبيل.. لكن السبيل الانجع والافعل يبقى بالمقاومة المسلحة مع عدو لا يفهم إلا لغة القوة دون أن يعني ذلك التقليل من أهمية السبل الأخرى وفي مقدمها السبل السياسية والديبلوماسية والإعلامية والثقافية والاقتصادية ومناهضة التطبيع وواجراءالملاحقات القضائية لأن مثل هذه المسائل لا تموت بمرور الزمن… بل ان الملاحقة القانونية فيها تتجدد بالتمادي مع استمرار العدو بارتكاب جرائم ومجازر بشكل شبه يومي..

ان هذه الملاحقة تحتاج إلى تعاون مشترك بين السلطة الفلسطينية والحكومة اللبنانية ومن يرغب من الاشقاء من أجل دراسة قانونية لسبل الملاحقة أمام القضاء الجنائي الدولي عن كل المجازر التي ارتكبها وما زال العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين واللبنانيين وكل الأشقاء خصوصا ان ضحايا هذه المجازر لم يكونوا فلسطينيين ولبنايين فقط بل يشملون أشقاء عرب من المحيط الى الخليج… وان نطاق هذه الجرائم لم ينحصر في فلسطين ولبنان فقط..

وفي الختام اسمحوا لي عبر منبركم المقاوم أن أوجه تحية للوفود الأوروبية والأجنبية التي تصر على احياء ذكرى مجزرة صبرا وشلتيلا، كل عام، في إطار  » لجنة كي لا ننسى« كتعبير عن صحوة الضمير الإنساني انتصارا للحق الفلسطيني وتأكيدا على أن الدماء الذكية لا تذهب هدرا مهما طال الزمن.

العدد 97 – تشرين 2019