الطائفية،، توازي الاحتلال

كلاهما قيود وأغلال،، تقسم الشعوب وتصادر الحريات

انتفاضة الشعب في العراق وانتفاضة الشعب في لبنان،، صرخات عالية الصوت تحت شعار (لا للطائفية)

أعلنوها صريحة صادقة،، نريد وطنا حرا موحدا،، وطنا يسكنه الجميع ويخدمه الجميع،، وطنا يحتضن ابناءه دون سؤال عن دين أو مذهب أو عرق،، دون سؤال عن عقيدة سياسية مفصلة على مقاس مسؤولين توارثوا المراكز ابا عن جد كما في لبنان منذ وضع دستور استقلاله عن فرنسا، وكما ثبته وكرسه اتفاق الطائف،، وعلى مقاس احزاب وميليشيات ومرجعيات دينية ومذهبية لا يدري الشعب من اعطاهم هذا الحق ومن سمح لهم به،، كما في العراق منذ الاحتلال في 2003 ودستور بريمر سئ الصيت. سرح الأمريكان الجيش الذي كان يحمي حدود الوطن كما سرحوا الشرطة وقوى الأمن التي كانت صِمَام أمان المواطنين في الداخل. فكانت الفوضى في الداخل وفتح الحدود على مصراعيها لكل طامع من دول الجوار،، شمالا وجنوبا شرقا وغربا. والاسوأ استيراد البضاعة الفاسدة (الطائفية) التي تعمي القلوب والعقول قبل الابصار.

بسببها انهارت قيم المجتمع الأصيلة،،، عزة النفس، كرامة المواطن والوطن، التواجد والتراحم، حب الجار، وفوق ذلك انهيار البنى التحتية للبلد،، الاقتصاد،، التعليم والعلوم،، الصحة،، الثقافة بأنواعها، فلا عجب ان يثور الشباب يطالبون بحقهم في الحياة،، وقد وضعوا أيديهم على الداء الخبيث الذي نخر في مجتمعهم (الطائفية) وليعلنوا لأنفسهم وللعالم (لا للطائفية) نريد وطنا ومواطنين نقتسم الخير والفرح كما نقتسم الضيم والالم.

قال اللبنانيون،، وقال العراقيون كلمتهم وهم مصممون على الاعتصام حتى تتحقق ارادتهم

تحية لشعب لبنان وتحية لشعب العراق وتحية لكل شعب امن بأمته ووطنه وحقه في مكان تحت الشمس.

العدد 98 – تشرين الثاني 2019