آب1 عيد الجيش

بحبر امرأة

هو عرس الشهداء هي بذلات خاوية من الجسد عابقة بالغار

هي الكرامة التي من اجلها تراق الروح بفخر وجرأة وشهامة…

هولبنان بلد التناقضات، وبلد السجالات على الحتميات والبديهيات… بلد الحرية الصاخبة المدوية، وبلد الحرية المضحكة المسطحة على مساحة »العمالة« أيضاً… بلد القواميس التي تتأرجح فيها المفردات على حبال الطوائف والامتدادات…

فلا يُحسب نصر على ألسنة المشككين ولا يُراعى استشهاد إلا وبجانبه اتهام، اتهامٌ وقح لا يحترم من جعل من حياته متراساً لحماية وطن وحليف وحتى خصم في الداخل…

1 آب عيد الجيش… عيد يعود في مرحلة دقيقة، في خضم قتال لمحتل.. محتل فظّع وابدع اكثر مما طلب منه مخترعه. لبنان الذي هزم اسرائيل وسيهزم اسرائيل الأخرى، قادر على الكثير ان اكتمل ايمان ابنائه بطاقاته القتالية، وان توحدوا حول المصلحة على الاقل، اذا ما كانت »الوطنية« حتى في احلك الظروف، لها الوان مختلفة. فما يجري لا يحتمل وجهات نظر بل هو ساطع وواضح، وفاضح لمن فقد كل الذرائع لاختراع تفسيرات مضادة.

في عيد الجيش نحتاج كلاماً جديداً، ومشاهد واعدة… كي لا يقتصر الاحتفال على كلام معاد طنّان واسع أو على عجقة بذلات زيتيّة »لمنال معني«، فهذه البذلة ليست جزءا من بوزات الموضة، هي بذلة لها قدسيتها ورمزيتها لا بل »قوانينها« فهي تميّز أناساً عن الجميع، أناسا دماؤهم تحيي وطناً.وطناً صعباً متأرجحاً متعِباً… القتال فيه »قاتل«، القتال فيه كمن يقف على الرمال المتحركة ويصوّب، ويله عدوه وويله »اخوه ظالمه«… قتال مزدوج الصعوبة بين التوازن والتطنيش تجاه الداخل من جهة، والتصويب على غدر الخارج، الخارج المتحكم هو الآخر باخوان الداخل، من جهة اخرى… نحتاج كلاماً جديداً، نحتاج بناء هيبة تستمر بغض النظر عن الظروف، نحتاج بناء مؤسسة تكون الوحيدة التي تفيض حاجاتها وتستفيض، ولا تحتاج »لمّيات«.نحتاج ان نوظّف كل طاقاتنا لنحر »طائفيتنا« التي على اساسها وعلى اساسها فقط، قد تسقط قداسة اشرف المؤسسات!

عدونا يُجنّد نساءه… حالة تصيبني بالتوتر، لدى مشاهدتي ان نساءنا يتبارين على ارتداء البذلة العسكرية »الاحلى«… جميل ان تكون النية، ان نتعاطف… لكن الاجمل ان نكون جاهزات لمعركة، في بلد اولادنا واحباؤنا فيها مهددون، ان تُسثمر طاقاتنا كنساء في بلد دائم الاشتعال. فمن يشاهد حرقة الامهات على استشهاد ابطال الوطن، يشعر بقدرة هائلة نضيعها نحن النساء في الانتظار. نعم هي دعوة لتجنيد »من تشاء«، ولتدريب الجميع، ولجهوزية نفسية قبل القتالية. فهذا ايضاً »حق نسائي« جدير ان نطالب به.

نقطة أخرى لا تحتاج شرحاً، مهمة الجيش القادمة بعد تنظيف البلد من الارهابيين ان يساهم في تنظيفه من الفاسدين، فالفاسد ايضا محتل وآكل لخيرات الناس، وبالع لكراماتهم ومستقبل اولادهم.

شرف تضحية وفاء، شعار بخيل على جيش عظيم

في بلد اللا منطق.

ريما كركي