أخوت شانيه مواطن العمل

ما بين الثقافة والسياحة، مشهد العين والقلب، البصر والبصيرة، غذاءان للإنسان واحد للروح وآخر للعين والحسّ، وكلاهما متاه الفكر، فمتى اجتمعت العين بالقلب، والبصر بالبصيرة، نلقى عالماً جديراً بالحياة والحق والحرية…

فمن شانيه هذه البلدة التي أثمرت لغتها أدباً حيَّاً نتكاشف معاً لنبني صرح الوفاء للوطن بعتاده وعديده، بمواطنيه وأهله وجيشه وحُماته، نحميه من القتل المجاني الرخيص، من الفساد الضارب في عمق المنازل والساحات والقصور، ولا يشفينا منه إلاّ وجع التراب الذي نحتمي فيه حين يصرخ الوطن بحكمة:  »فلاح مكفي سلطان مخفي«، دون أن يضيع المير بشير كيف سيأتي بالماء الى القرى والبيوت، ليجسّد أخوت شانيه )حسن حمزة( حكمته البالغة والتي باتت درساً لكل مؤمن بالوطن وإنسانه،عبر جرّ مياه نبع الصفا إلى بيت الدين، فجعل من التراب ماءاً ومن العزم إيماناً، ومن النخوة امرأة ورجلاً، فدعانا معه الى مواطنية صادقة تطلب وطناً، لا الى دسكرة الخوف ومزرعة القتل، وحانوت الاستزلام والعبودية…

فمرحى بشانيه إذا كان  »أخوتها« حكيماً وممواطنها شريفاً، على أن يكون  »صحيحها« جاهلاً وفاسداً ولصَّاً برتية فارس…

لذا يا أخوتي، إنّ ألف خطأ لا يصنعوا  »صُحاً« واحداً، فكونوا أنتم الأصحاء في زمن الخطَّائين…!

هذا هو مهرجانكم، ينبئ عن معنى، وعليه أن يكون، بمناسبة وبغير مناسبة،مساحة للحرية والرأي الآخر والإنسان الجديد، ووزارة الثقافة مدعوّة معكم الى تجسيد فعل رؤيوي، نتشارك فيه مع الشعر والموسيقى والغناء والفنون البصرية والآداب بكل أنواعها، لنتواصل مع الوطن بعناوين ثلاث: العطاء ذ المحبة ذ الاحترام. فلا ثقافة خارج هذه المعادلة، ولا إيمان ولا سعادة خارج الرؤيا التي تضعونها أمامكم للوصول الى معنى التراب الذي يحضنكم… فكونوا أنتم التراب والماء والهواء، يكون الوطن لكم شرفاً وتضحية ووفاء…