أين بات الإنتاج التلفزيوني السعودي اليوم وما هي مساعيه؟

العدسة اللامعة تحيي تاريخ الثقافة للمملكة بضمان خصوصيته وفق متطلبات الجمهور

أثناء التصوير

يتبلور مفهوم الإنتاج التلفزيوني اليوم حول الرؤية العملية للعمل حيث تتضح من خلال أهداف وأولويات الجهة المنتجة، لذا بطبيعة الحال هذه الرؤية تحدّد المسار الأساسي للإنتاج التلفزيوني مهما تعددت أنواعه بين درامي وتشويقي أو وثائقي احترافي، من هنا سعت العدسة اللامعة للإنتاج التلفزيوني بدأب على اتزان الأعمال التي تنتجها وتوثّق الأحداث الاجتماعية وسط جوّ اجتماعيّ للمجتمع العربي والثقافة السعودية.

المنتج علي العلي خلال مقابلته مع “الحصاد” عرّفنا على استراتيجية الإنتاج الإعلامي واختلافات أنواعه، بحسب المبدأ والأصول الأكاديمية له، وأخبرنا كيف نجحت السعودية اليوم في تقديم سلسلة من البرامج والمسلسلات الاجتماعية والدرامية والتسويقية وأحرزت تقدّماً ملموساُ في هذا النسق.

العدسة اللامعة للإنتاج تعمد إلى تقديم خدمات في مجالات عديدة، منها إنتاج المسلسلات والأفلام، تنفيذ التقارير والإعلانات التلفزيونية عدا عن إنتاج وتنفيذ البرامج. من إنتاجهم: مسلسل “بين أنف وشفتين”، مسلسل “بتوقيت مكة”، فيلم “قوانين اللعبة”، إضافة إلى تغطية المهرجانات كمهرجان أفلام السعودية، موسم الشرقية ولتوسيع شبكة أعمالها تقيم على مدار السنة دورات تدريبية للشباب لكافة الاختصاصات.

  • “الحصاد”: أين تكمن أهمية الإنتاج الإعلامي والتلفزيوني اليوم في ظل التطور؟
  • علي العلي: لا شك في أنّ التطور أضاف لمساته في جميع المجالات وبخاصة في عالم الإنتاج فلمّع التقنيات المستخدمة وصقلها لتُخرج محتوًى عالي الجودة من حيث الصورة والصوت وصناعة العمل بشكل عام. ونحن كجهة منتجة نسعى إلى تحقيق ذلك من خلال استراتيجية هدفها واحد وهو الارتقاء بكل عمل منتَج مهما كان نوعه، والعمل على إيصال الرسالة إلى الجمهور بما يتلاءم مع الواقع ويحاكيه، كما أننا نسعى من خلال هذا التطور إلى تأسيس كيان يحتذى به كمؤسسة ترتقي بجميع العاملين فيها من القطاع الفني والإنتاجي والإداري والفنانين.
  • “الحصاد”: أخبرنا عن العدسة اللامعة للإنتاج المرئي والمسموع؟
  • علي العلي: العدسة اللامعة هي عبارة عن طاقم أكاديمي وفني محترف من كتّاب محتوى وفريق إنتاج يعمل
    الإنتاج المسرحي له حصة كبيرة

    على مواكبة التطور والتقدم بكافة أشكاله التكنولوجية والتقنية ليتناسب مع رغبات وتطلعات عملائنا كما تحمل رؤية صناعة إعلام حقيقي ومؤثر يلبّي صورة الواقع في المملكة والمنطقة الشرقية والخليج العربي ككل.

  • “الحصاد”: كيف بدأت فكرتها؟
  • علي العلي: بدأت عام ١٩٩٨م حيث كنت متعلقًا بتوثيق الأحداث العائلية والرحلات مع الأصدقاء فأحببت أن أكون سبّاقًا على مستوى منطقتي التي أسكن فيها وهي محافظة الأحساء فقمت بتأليف فريق وانطلقت من خلاله، حتى حققت طموحي بأن يتحول الفريق إلى مؤسسة تحمل رسالة وهدفاً ورؤية. تحقق هذا الهدف في عام ٢٠٠٧م وحينها بدأت مسيرة العدسة اللامعة التي أنتجت العديد من الأعمال التلفزيونية حتى اليوم.
  • “الحصاد”: ما هي الأهداف التي تضعها العدسة اللامعة في حسبانها عند إنتاج أي عمل وثائقي أو درامي؟
  • علي العلي: هدفها الأوّل هو أن يكون عملاؤها شركاء نجاح وأن تتسّع الصورة لتحضن العالم، وأن تقدّم كلّ ما هو مختلف في مجال الدراما والأفلام الوثائقية. كما أنّنا لا نصوّب الهدف نحو زيادة كمية الأعمال المنتجة بل نركّز على النوعيّة فنعطي كلّ عمل حقّه من الجهد والسهر والتعب والسخاء الذي يحتاجه.
  • “الحصاد: كيف تؤثر البيئة المجتمعيّة ومتطلبات الجمهور على اختيار العمل الفني؟
  • علي العلي: البيئة المجتمعيّة هي مَن توحي لنا بالأفكار المستمدّة من واقع الحياة، وحياتنا مليئة بالأحداث والقصص التي تحصل في العمل والشارع وفي بيوتنا مع مراعاة عادات وتقاليد مجتمعنا المحافظ. فالجمهور اليوم يبحث عن القصص التي تلامس وجدانه والتي يجد كلّ منه نفسه في إحدى شخصياتها فيتفاعل معها
    المنتج السعودي علي العلي

    ويتعلم منها ويستمد الحكمة من التجربة، وربّما يستلهم منها الحل لمشكلته. فما نسعى إلى تقديمه ليس فقط الإضاءة على المشكلة بل طرح الحلول والمعالجة للوصول إلى مجتمع أفضل.

  • “الحصاد”: برأيك ماذا يريد المشاهد اليوم؟
  • علي العلي: يريد الأعمال ذات الإيقاع السريع والقصير المليئة بالأحداث المشوّقة والمواضيع الأكثر واقعية. وهذا ما تقوم به العدسة اللامعة لترضي ذائقة المشاهد وتضيء في كلّ بيت عربي. المشاهد اليوم صار ذكياً جداً ولا تقنعه الأعمال السطحيّة التي لا تحترم ذلك الذكاء.
  • “الحصاد”: ما هي الصعوبات التي تواجه عمليّة إنتاج أي عمل، هل عامل الوقت، الفريق المساعد أم انتقاء الأفكار الإبداعية؟
  • علي العلي: هناك صعوبات كثيرة لكن أبرزها انتقاء النص المناسب الذي يحمل فكرة إبداعية بالإضافة إلى مهمّة اختيار الفنانين المناسبين الذين يلائمون شخصيات العمل، وبعدها تسهل كلّ الأمور ويُنفّذ العمل بطريقة انسيابية جدًّا بوجود فريقنا المتخصّص والمحترف الذي يلتزم بالوقت والعمل وبإعطاء أفضل نتيجة يمكن الوصول إليها.
  • “الحصاد”: أخبرنا عن “على الهوا” الذي يعرض الآن على منصة شاهد؟
  • علي العلي: تدور قصة المسلسل، الذي يتكوَّن من ٨ حلقات متصلة، حول قضايا مكافحة الفساد، انسجاماً مع أهداف “رؤية السعودية 2030”. يركّز المسلسل على إظهار الجهود التي تبذلها الدولة في محاربة الفساد، إلى جانب كيفية المحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة للسعوديين. يتخلل المسلسل الكثير من الأحداث المشوّقة والمفاجآت وأنصح الجميع بمتابعته.
  • “الحصاد”: كيف أسهمت التطبيقات التلفزيونية كشاهد في زيادة إنتاج الأعمال الدرامية؟
  • علي العلي: المنصات التلفزيونية كشاهد سهّلت للجمهور تلقي الأعمال في أي وقت ومن دون إعلانات من خلال الاشتراك في المنصة، مما زاد طلب الجمهور لزيادة الأعمال المعروضة واتسّاع دائرة الخيارات
    مسلسل بين أنف وشفتين على شاهد

    الموجودة، وترقب كل ما هو جديد، وبالتالي أدّى ذلك إلى زيادة طلب المنصات من المنتجين بزيادة الإنتاج.

  • “الحصاد”: كيف ترى الإنتاج الاعلامي اليوم في المملكة؟
  • علي العلي: المملكة اليوم تتصدّر عالمياً الإنتاج السينمائي والدرامي كما أن الجمهور السعودي جمهور مستهدف وتسعى جميع شركات الإنتاج للوصول إليه، أكانت في المملكة أم خارجها. كما انّ المهرجانات الكبيرة التي تحتضن هذا القطاع والتي تقام في المملكة بشكل دائم ومستمر تثبت مدى أهمية دعم هذا الإنتاج والإضاءة عليه لذلك نجد قفزة نوعية في كل ما يتم تقديمه.
  • “الحصاد”: كيف تنجح المؤسسة الإعلامية في تحقيق مساعيها؟
  • علي العلي: تنجح حين تصبح لديها القدرة على جذب مستثمرين ومعلنين وحين تصبح أعمالها مطلوبة من قبل المحطات والقنوات التلفزيونية والمنصات وتنجح حين تحصل على ثقة هؤلاء جميعهم في أعمالها المنتجة. وبالتأكيد كل ذلك يتحقق عبر كسب ثقة المشاهد وزيادة عدد المتابعين. ومن الضروري جداً أيضاً الحفاظ على العلاقات العامة للمؤسسة لأن ذلك يساعدها في توسيع دائرة انتشارها، والمصداقية في التعامل تعتبر من أهم العوامل التي تساعد على ذلك. من ناحيتي كمنتج والحمدلله لديّ قاعدة كبيرة من العلاقات التي أستطيع من خلالها تحقيق أهداف المؤسسة، بالإضافة إلى أنني من الأشخاص الذين يصرّون على تحقيق الهدف ولديّ إرادة قوية وطموح عالٍ جداً وأتابع أعمالي بنفسي، ويمكنني القول إنه وراء كل مؤسسة ناجحة مدير عنيد لا يلتفت إلى صغائر الأمور بل يركّز فقط على الهدف والطريق للوصول إليه.
  • “الحصاد”: بماذا يختلف العمل التلفزيوني عن المسرح؟
  • علي العلي: العمل التلفزيوني مختلف تماماً عن المسرح من ناحية الحالة الدرامية وطريقة الطرح والكادر
    مسلسل على الهوى يُعرض على منصة شاهد

    محدود كشاشة مصغرة. تعتمد إيرادات المسرح على الجماهير من خلال بيع تذاكر.

  • “الحصاد”: أخبرنا عن مسرحية ريا وسكينة؟
  • علي العلي: تتحدّث عن الحقوق المجتمعية لكل من الأيتام والمرأة، فهي قصة كفاح ريا وسكينة. الحمدلله كانت تجربة ناجحة وأتمنى أن يعود المسرح إلى توهّجه لأن المسرح هو من أهم الفنون المؤثرة في المجتمعات تأثيراً مباشراً، وهناك متعة كبيرة في العمل المسرحي حيث يمكننا قراءة ملامح الجمهور في لحظة العرض عينها وتقييم ردات فعله وتفاعله مع الأحداث مباشرة.
  • “الحصاد”: السوق الإعلامي والفني اليوم واسع ومتشعب، كيف تحافظ العدسة اللامعة على جودة إنتاجها؟
  • علي العلي: إن المعارض التي يتم تنظيمها لخلق مساحة للتواصل بين شركات الإنتاج والمنصات الإعلامية تعكس حجم السوق الكبير والواسع والمنافسة القوية الموجودة في العرض والطلب وتثبت أنه لا مكان للضعيف لذلك على شركة الإنتاج أن تسعى دائماً للبقاء ضمن دائرة المساحة من خلال التطوير الدائم للأسلوب والنتيجة. وهذا ما سعت إليه العدسة اللامعة، وحققته فصنعت بصمتها الخاصة التي لا يمكن استنساخها، بالإضافة إلى التمسك بقيم المهنة والالتزام بالقوانين ومتابعة كل ما هو جديد في السوق. ربما يكون النجاح سهلاً لكن الاستمرارية في التألق أمر شاق، لذلك نسعى في كل مرّة إلى مضاعفة الجهود للصعود إلى الأعلى وتسلّق الضوء الذي يزيد من لمعان عدستنا وتوهّجها. لذلك دائماً نكرّر شعارنا “الحياة بالصورة … أحلى”.
  • “الحصاد”: ما هي مشاريعكم المستقبلية؟

    مشهد من المسرحية الكوميدية ريا وسكينة
  • علي العلي: هناك مجموعة من النصوص القويّة التي سيتم إنتاجها وفق خطّة إنتاجية وضعت في مسار ثابت وبتخطيط مدروس؛ ويمكنني القول “كل شي بوقته حلو”.

وتجدر الإشارة إلى أن العدسة اللامعة تعمل على سلسلة من المسلسلات الدرامية والواقعية التي ستعرض قريباً.