العنصر النسائي يتعزز في حكومات آسيا والتنين الصيني يتحفز للوثبة المتوقعة

سيدني- جاد الحاج

منذ جلاء التوجه الجديد للإدارة الاميركية تحرك التنّين الصيني بقوة واضحة على كافة الجبهات، ليس من قبيل المناورة كما قد يخطىء الظن بعض المراقبين، بل بهدف تسديد لكمة استباقية الى الرئيس ترامب وراسمي سياسته الخارجية في صورة عامة.  فحتى مجيء ترامب كانت السياسات الإقتصادية الصادرة من البيت الابيض معنية بتحصين السلم العالمي من باب توفير الفرص  القائمة على مفهوم الاخذ والعطاء، خصوصاً لجهتي تعزيز حظوظ الحماية البيئية ومد الجسورالمقطوعة بين الدول والمجموعات المتجاورة جغرافيا.  الا ان سياسة »الأمر لي« التي قرر الرئيس الاميركي الجديد اتباعهاً اتت على جهود هائلة دام  تحقيقها سنوات طويلة وكان من شأنها تقريب التعاون الإقتصادي بين القوى الكبرى، كونه النافذة الاوسع افقاً نسبة الى مستقبل اكثر توازناً وعدالة في العالم كله.

أستراليا

ينقسم الائتلاف الحكومي المكون من الليبراليين والوطنيين لكنه  يتمتع بأكثرية، ولو ضئيلة في مجلس العموم أو النواب، ولا يحظى بأي تأييد إضافي في الغرفة العليا من السلطة التشريعية ذات المجلسين.  وربما سيتعذر على الحكومة الصمود والإشراف على التحضير للانتخابات البرلمانية المقررة أصلا في العام الجاري.   وبات واضحاً تردي حظوظ ملكولم ترينبول بتجديد ولايته في رئاسة الحكومة مرة اخرى.

  يواجه   ترينبول معارضة شرسة داخل صفوف حزبه بقدر ضراوة المعارضة العمالية لسياسة التقشف الموجهة الى الطبقات الفقيرة وصناديق البطالة والمساعدات الطبية.  ومن المتوقع لترينبول، في افضل الاحوال، أن يتمتع بسيطرة ضعيفة ومحدودة على برنامج العمل في البرلمان.  وفي حال إجراء انتخابات سابقة لأوانها، من المرجح تسلم حكومة ائتلافية بقيادة حزب العمال للسلطة، مما يعني تحولا نحو اليسار في السياسات المعتمدة وتأييدا للإنفاق على الصحة والتعليم وتفضيل ذلك على التخفيضات في الضرائب الممنوحة للشركات والأعمال على الاستثمارية الكبرى.

لكن على  رغم   بعض التباطؤ أو التثاقل في إيقاع معدل النمو الاقتصادي،   مع التردد المسجل في الواردات الصينية من المتوقع بدء نفاذ أحكام اتفاق المحيط الهادئ/الباسيفيكي الخاص بالعلاقات الاقتصادية المتينة إلى جانب اتفاق التبادل التجاري في مقابل المعونة الموقع بين كل من أستراليا ونيوزيلندا من جهة وتسع دول جزرية منتشرة في أكبر محيطات العالم.

اندونيسيا

سوف يقارب رئيس الجمهورية جوكو ويدودو عامه الأخير من ولايته الرئاسية وعينه على تأمين ولاية رئاسية ثانية  في الانتخابات المقررة هذا العام.    لا يعتمد ويدودو على حزبه  أو اي حزب ينتسب إليه، لكن حظوظ نجاحه في الانتخابات    تتوقف إلى أبعد الحدود على مدى احتفاظه بتأييد الجماعات الطليعية داخل الهيئة التشريعية، مما يتطلب تسويات تتسم بالدقة و والحذر.

تخلف ويدودو حتى الساعة عن الوفاء   بوعود   إصلاحه  ومكافحة الفساد ، غيرانه تعامل بجدية مؤاتية للشركات والأعمال، بما في ذلك تقليص البيروقراطية والروتين الإداري وخفض قيمة ثمن مواد الطاقة.    حكومته   ماضية في   إقرار تعديل   مستوى الحد الأدنى للأجور وصولا الى ربط واقعي بين قيمة الأجر ومستوى الإنتاجية.  وربما عمل البرنامج على تعويم معدل النمو، ولو أن أجندة أشد طموحا قد ترفعه إلى مستوى أعلى.

أوزبكستان

يشرف شفقات ميرزِوييف على إدارة حكومية تتميز بأسلوب أكثر انفتاحا من سلفه إسلام كريموف الذي حكم باستبداد وعناد و صلابة الى ان أدت وفاته إلى تسليم السلطة لميرزِوييف ولو بعد انتخابات مطعون في صحتها، وذلك على الرغم من أنه لم يتردد في  إعادة تقوية قاعدته وتصليب قبضته على السلطة.

أمام   تراجع قيمة الإيرادات من بيع النفط، ينتظر من  حكومته أن تسعى جاهدة من أجل اجتذاب الاستثمارات الأجنبية إلى القطاعات الاقتصادية الأخرى، وتخفيف ثقل الحمل البيروقراطي والروتين الإداري، وتحديث وتقليل طبقات الإدارة العامة.  ومن الجائز لمشروع اقتراح التعويم الحر للعملة الوطنية أن يشكل النذير الدال على الإصلاحات المالية المحتمل أن يتم إقرارها واعتمادها.

باكستان

تتجه الرابطة الإسلامية الباكستانية )نواز( بقيادة رئيس الحكومة نواز شريف نحو تسلم السلطة لولاية جديدة تمتد خمسة أعوام أخرى، وذلك بنتيجة الانتخابات البرلمانية المقررة في منتصف العام الجديد، علما أن شعبيتها عرفت تزايدا بفضل وفرة الاستثمارات الموظفة في مشاريع البنية التحتية والمسار الاقتصادي الإنمائي السلس نسبيا علاوة على المنافع والمكاسب التي تتأمن عن طريق تولي السلطة.  ومن المنتظر أن تظل بيئة الأعمال متسمة بالصعوبة، بينما يتقدم الإصلاح ببطء، علما أن الاقتصاد سوف يستجيب للاستقرار النسبي ويحافظ على مستوى نمو صحي ومعافى.

من غير المستبعد في هذه الأثناء أن تتعرض الروبية الباكستانية لتخفيض قيمتها، علما أن تدبيرا من هذا النوع يحتمل أن يتم إرجاؤه إلى ما بعد الانتخابات.  وسوف يتسارع إيقاع تنفيذ مبادرة الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، التي يفترض بها أن تعمل على تحديث وتطوير صلات الطاقة والنقل من خط الحدود الشمالية إلى الساحل الجنوبي.

بنغلادش

أشرفت حكومة حزب رابطة عوامي على فترة من النمو الاقتصادي، وسوف تهيمن على الحياة السياسية على الأقل حتى موعد الانتخابات البرلمانية المقررة هذا العام، وربما بعد ذلك التاريخ.

إلا أن خلافا بين الحزب الحاكم والسلك القضائي والتهديد القائم حاضرا بالنشاط الإرهابي أمور تفرض تهديدات للاستقرار السياسي في البلاد.  لذا من غير المستبعد أن تجتاز الفترة الفاصلة من بداية هذا العام وحتى موعد الانتخابات التالية مجموعة إضرابات بينما أخذ أفراد الطبقة العاملة يطالبون بزيادة أجورهم مع تعاظم كلفة المواد الغذائية وأنواع الوقود بمختلف مشتقاته.

في جميع الحالات، ينتظر من تصاعد حجم الإنتاج الزراعي وقيمة المداخيل في الأرياف أن يساعد في تحفيز النمو ورفع معدله.

تايلندا

من المنتظر أن يمارس المجلس الوطني للسلم والنظام والطغمة العسكرية التي كانت وراء الانقلاب في العام 2014 السيطرة على الحكومة عن طريق الهيمنة على أعضاء الجمعية الوطنية.  وسوف يستمر هذا الوضع على حاله في المستقبل المنظور بموجب بنود الدستور، الذي كان قد أقر بواسطة استفتاء شعبي صار إلى تنظيمه في العام 2014.

من غير المستبعد أن ينصب التركيز على تجديد امتيازات جماعات النخبة التقليدية، التي كانت قد تآكلت في ظل حكومات »القميص الأحمر«برئاسة السيدة يينغ لاك شيناواترا وشقيقها تكسين.  ويشكل القمع المتعاظم لحرية الرأي   وعقد الاجتماعات خطرا لجهة مفاقمة الاستياء العام من الوضع السياسي الراهن.

من ناحيته، ينتظر أن يلقى الاقتصاد دعما قويا من جانب الاستثمارات الحكومية العامة وبصورة رئيسية في مشاريع البنية التحتية، مع تراخي حجم الاستثمارات والتوظيفات الخاصة وترهله.  وسوف يتم إطلاق محطات الإذاعة الرقمية عن طريق المزادات العلنية للتراخيص المرحلية أو المتدرجة والجاري تنظيمها ومنحها عبر البلاد.

تايوان

يتمتع الحزب التقدمي الديمقراطي بأكثرية مريحة في الهيئة التشريعية، ويواجه معارضة ضعيفة من جانب الحزب الوطني الكيومنتانغ؛ علما أن الأول يُنتظَر أن يروج لبرنامج عمل حكومي يشجع التنويع إلى حد يتخطى الاعتماد التاريخي على البر الرئيسي للصين، الذي يفترض أن تستمر العلاقات المستقبلية بين الجزيرة وبينه متسمة بالتشنج والتوتر.

من ناحيتها، تسعى رئيسة الدولة تساي إنغ وِن إلى سد الفجوة على صعيد المداخيل بين الأجيال عن طريق زيادة قيمة الحد الأدنى للأجور، وإنفاق المزيد من المال على رعاية الأطفال  والمسنين ، وإصلاح نظام التقاعد والتعويضات وبناء المزيد من الوحدات السكنية الملبية للاحتياجات الاجتماعية.

سنغافورة

سوف يحتفظ حزب العمل الشعبي المتولي السلطة منذ العام 1959 بمكانته المتفوقة والمتقدمة في المستقبل المنظور.  أما التوترات والانقسامات بين الفئات المختلفة في الحزب، ولا سيما مع عائلة مؤسس الدولة لي كوان يو، فلا ينتظر أن تترك أثرا ملحوظا على الإدارة السلسة للبرنامج الاقتصادي والخاص بالأعمال على الرغم من استمرار هيمنة هذه التشققات على الحزب الحاكم.  ولا يزال التركيز الأساسي وشبه الوحيد ينصب على السياسة التصنيعية النشطة والفعالة، التي توجه موارد الدولة نحو القطاعات المفضلة.

من المتوقع للتباطؤ في الاقتصاد الصيني أن يحدث بعض التراخي والتراجع في معدل النمو الاقتصادي للجزيرة، ولو أنه لن يشكل تأثيرا كبيرا ملحوظا.

سريلانكا

يجمع المراقبون  على أن   حكومة الوحدة الوطنية في كولومبو تهيء لمشروع دستور جديد، ستطرحه على الشعب في استفتاء عام قريباً، ولكن ربما كان هذا أحد آخر الأعمال التي تقوم بها هذه الحكومة الائتلافية المعول عليها كثيرا.  ويتشكل الائتلاف من أكبر حزبين في الجزيرة، علما أن العداء بينهما يعود إلى زمن بعيد نسبيا.  ومن المرجح لمسودة الدستور المعاد صياغتها أن تحرص على تقوية المؤسسات القائمة وتعزيز ديمقراطيتها، علما أنها قد تفرض إجراء انتخابات برلمانية جديدة قبل نهاية 2018.

 مع ذلك تسود البلبلة السياسية  في البلاد، وينتظر أن تؤدي الإصلاحات الاقتصادية التحريرية المقترحة من قبل برنامج التمويل الذي يؤمنه صندوق النقد الدولي الى توسع ونمو اقتصاديين.  إلا أن زيادة سرعة النمو تتطلب المزيد من القوى العاملة الماهرة المدربة مع البنية الأساسية التحتية المحسنة.

 ويسجل المراقبون بارتياح عودة الجهات الدولية المشغلة للمنتجعات والفنادق إلى سريلانكا للتمتع بمردود السلام وعائده.  في هذا السياق، يلفت المعنيون كثيرا انضمام صكلوب مدش )نادي المتوسط( الفرنسي إلى الاحتفال السنوي المقام على الشاطئ.

الصين

  الرئيس شي جنبنغ  هو الزعيم الأقوى في الصين منذ دنغ كسياو بنغ الخليفة الجبار لماو تسي تونغ،  الذي   غيّر وجه الاشتراكية الصينية الماوية، إذ سمح باعتناق اقتصاد السوق  قبل أربعة عقود من اليوم.  من جهته، سوف يعزز الرئيس شي سلطانه،  بعد أن عزز مكانته ونفوذه  أثناء المؤتمر العام التاسع عشر للحزب الشيوعي المنعقد في أواسط تشرين الأول )أكتوبر( الماضي، من أجل المناورة لضمان الفوز بولاية ثالثة في رئاسة الدولة وزعامة الحزب مع حلول أواخر العام 2022، مما يعني خرق العرف الذي أرساه الزعيم دنغ القاضي باقتصار الرئاسة على ولايتين متتاليتين.

إلا أن التحديات والاعتراضات في الآونة المقبلة سوف تعمل على تآكل شعبية شي .  ولا بد من تقليص التقدم في التوسع الاقتصادي المتغذي بالديون   وعلى النحو الأشد ضغطا وإلحاحا، الأمر الذي ينتظر أن يقلص معدل النمو ويحدث فجوة في مستويات المعيشة.

 تنطلق جولة جوائز غرامي الفاخرة للعام 2018 من الصين ، علما أن المشاركة وأنشطة الجولة سوف تخضع لمقدار كبير من مقص الرقابة بما لا يرضي وسائل الإعلام الغربية لكنه يعتبر أمرا عاديا بالنسبة إلى نظيراتها الصينية.  وفي ظل التوتر المستجد في العلاقات الدولية، لا ينفي المراقبون امكانية جدوث فجوة في الإنسجام السريع العطب بين الجبارين، خصوصاً بعد دخول الصينيين على خط الدفاع الواضح عن السياسةالروسية في الشرق الاوسط.

فيتنام

يستمر الحزب الشيوعي الحاكم بقيادة أمينه العام نغويان بو ترونغ صلبا وقويا ومهيمنا على البلاد، ولو أن من الصعوبة بمكان إرضاء جماهير الشعب على غرار ما كان معتمدا في السابق، وهي تبدي جسارة ملحوظة وبخاصة أن الفيتناميين غدوا أشد  استعدادا للتكلم بصوت المعارضة والإعراب عن عدم رضاهم عن الفساد ونهب البيئة إن لم يكن تخريبها.

لا يغيب عن البال في جميع الحالات اعتماد النظام الحاكم فرض عقوبات قاسية وشديدة على من يتجاسرون على الانتقاد وإبداء الملاحظات.  ويسجل المراقبون الأجانب، ولا سيما الغربيون والأنغلو سكسونيون  قيام حملة حذرة ترمي إلى تحرير الاقتصاد، بما في ذلك تحرير بعض الأسعار الخاضعة للرقابة والضبط، والسماح للرأسمال الخاص بالدخول إلى بعض الصناعات الخاضعة لسيطرة الدولة.

سوف يساعد ذلك — وإلى جانب النمو السريع في الأجور وسهولة الحصول على التسليفات والاعتمادات ذ في إبقاء النمو الاقتصادي منطلقا بإيقاع سريع نسبيا، قد يوازي حوالى 65 سنويا، مما يجعل فيتنام أحد أفضل الاقتصادات الآسيوية أداءً.

وتعتزم الحكومة الفييتنامية العمل من أجل بيع حوالى ربع أصول شركة بتروليمكس، وهي الشركة المتخصصة بالصناعة النفطية التابعة للحكومة، وذلك في مسعى   لإعادة تنشيط برنامج التخصيص المعتمد في البلاد.

الفيليبين

يتمتع الرئيس رودريغو دوترتي بتفويض قوي ومحكم، حتى ولو كان قسم من المراقبين يفترضون أن سلسلة من القرارات المثيرة للجدال قد ساهمت في إضعاف شعبيته.  وكانت حملة القتل أو ارتكاب الجرائم المسموح بها من قبل الدولة قد أودت بحياة حوالى ثمانية آلاف من تجار المخدرات ومتعاطيها، علما أن عددا من المتفرجين أو النظارة قد سقطوا ذ أو قد يسقطون — ضحية المجزرة.

يتحدث القسم الأكبر من المراقبين في هذه الأثناء عن أن إعلان حال الطوارئ والأحكام العرفية في جزيرة مينداناو   أحيا ذكريات الترتيبات التي كانت الأنظمة الدكتاتورية السابقة تلجأ إليها وتعتمدها.  هذا ما يجعل الشك يحوم بصورة متزايدة حول إمكان الرجوع على نحو كامل إلى هذا النوع من الأنظمة وطرقها.

  ورث الرئيس دوترتي اقتصادا يحرز النمو بإيقاع سريع.  ومن المفترض به أن يظل في حال عوم وانطلاق بفضل التحويلات الجيدة والصحية من العمال المغتربين والموازنة المتوسعة الى حد التضخم،  اضافة الى نشاط قطاع التصنيع واعتماد الأعمال على المهارات المتاحة حتى من العاملين في الخارج.

كازاخستان

يقترب بسرعة الوقت الذي يحتمل أن يتخلى عنده الرئيس نور سلطان نصرباييف، وهو رئيس الدولة والزعيم السياسي الوحيد المطلق بعد انتهاء حقبة النظام السوفياتي، عن السلطة والرئاسة.  مع ذلك، تسود مخاوف من أن يؤدي خروج نصرباييف من دائرة العمل السياسي والحكومي إلى صراع مزعزع للاستقرار من أجل الفوز بالسلطة، حتى ولو كان لجميع الأحزاب مصلحة واضحة وظاهرة في تأمين عملية انتقال يغلب عليها ظاهرا الإجماع والتفاهم.

وينتظر في هذه الأثناء من الفساد أن يستمر مستشريا ومستوطنا، ومن الحريات أن تظل عرضة للتقييد الشديد، بينما يرخي سعر النفط الموهن والمترهل بظله الثقيل على الاقتصاد وحركته ومعدل نموه.

كوريا الجنوبية

سوف يقضي مون جا إن من الحزب الليبرالي الديمقراطي الكوري القسم الأول من ولايته الرئاسية في محاولة تعديل أو تغيير القوانين غير المتشددة لحوكمة الشركات وإدارتها الرشيدة، الأمر المفترض به أن يسفر عن إيجاد فرص عمل وتوظيف، مع توفير المزيد من التغطية السخية على صعيد الرعاية الاجتماعية. إلا أن الموقف الضعيف في البرلمان ينتظر أن ينعكس تباطؤا وتثاقلا في حركة الإصلاحات التي ينوي القيام بها.

أما المهمة الأكبر والأشد عمقا التي تتطلب تعديل نموذج النمو في كوريا الجنوبية المعتمد على التصدير، فينتظر أن يستغرق تحقيقها وقتا أطول، وبخاصة أن الاعتماد على السوق الصينية واقتصاد الجبار المجاور المتباطئ نموه يحتمل أن يعيق النمو ويؤخر اندفاعه.

 وسوف يتضخم ويكبر التهديد الناتج من احتمال المجابهة مع كوريا الشمالية نتيجة التشدد في اتباع الولايات المتحدة لسياستها الخارجية الساعية إلى المجابهة.

ماليزيا

المعروف أن موعد الانتخابات العامة مقرر سلفا، ومنذ الانتخابات السابقة، في آب )أغسطس( المقبل، لكن إظهار استطلاعات الرأي لتقدم كبير وثابت للحزب الحاكم في الفترة الأخيرة من العام المنصرم يحتمل أن يقنع رئيس الحكومة نجيب رزاق بتقديم الموعد أشهرا إلى الأمام.  إلا أن ائتلاف باريزان الوطني الحاكم قد يلجأ إلى مغازلة أبناء الإثنية الماليزية ويستثير استجابتهم العاطفية، ويستغل سوء الأداء القياسي المسجل في العمل على صعيد الولايات أو الأقاليم لحزب باكاتان هاريبان، أي القوة الرئيسية في صفوف المعارضة.

من المفترض بأي تراجع في مجموع الأصوات المؤيدة لحزب رئيس الحكومة، أي حزب التنظيم الماليزي القومي الموحد، أن يعرض موقع نجيب للخطر حتى ولو كان المراقبون بأجمعهم ذ وليس بغالبيتهم الساحقة ذ يرجحون ضمان فوز حزبه بولاية جديدة كاملة في الحكم.

على الرغم من التباطؤ المرتقب في معدل النمو في الاقتصاد الصيني، فإن تعاظم الإنفاق الاستهلاكي للشعب الماليزي ينتظر أن يوفر الدعم للنمو بمعدل مرضٍ.

نيو زيلندا

اكتشفت جاسندا آردرن في مقابلة تلفزيونية مباشرة، وعلى الهواء، أنها سوف تمسي هي رئيسة الحكومة، وذلك في ذروة المماحكات والمشاحنات  اللاحقة للانتخابات، التي في إطارها ألقى ألقى حزب صنيو زيلندا أولاش ثقله الكامل والحاسم وراء آردرن.

من المفترض بمدة توليها منصبها الحساس أن تتسم بالغموض والإرباك بل وعدم اليقين، ولا سيما أن الأمر يتوقف على اتفاق الثقة والتأييد الذي تم التوصل إليه مع حزب الخضر، علما أن الحزب الوطني المعارض ينتظر أن يعمد إلى استغلال التصدعات الخارجية للإدارة الحكومية ولموقفها غير المستقر.

من المتوقع للأوضاع الاقتصادية أن تزداد صعوبة في وقت يسجل الاقتصاد الصيني بعض التباطؤ، وذلك على الرغم من أن الانتعاش في سوق الألبان والأجبان الدولية وأسعارها سوف يعزز الاندفاع المعنوي ويقوي تأثير المناطق الريفية وإنتاجيتها.

الهند

المتوقع من ائتلاف التحالف القومي الديمقراطي من يمين الوسط بقيادة حزب باراتيا جاناتا الهندوسي، الذي يتزعمه رئيس الحكومة الحالية نارندرا مودي، أن يدفع قدما في تطبيق البرنامج الطموح للإصلاحات الأساسية الجوهرية، حتى ولو اتسم نجاحها على هذا الصعيد بتفاوت مداه ودرجاته.

لقد أحرزت الحكومة تقدما ملحوظا على صعيد إعادة هيكلة الاقتصاد وبنائه على أساس أشد كفاية ونجاعة وأعظم قدرة على المزاحمة والتنافس، ولكن الإصلاحات الواجب القيام بها لسوق العمل ولنظام الجباية ينتظر أن تتميز بمقدار أكبر من الصعوبة. مع ذلك، من غير المستبعد أن تعتبر الهند الاقتصاد الكبير الوحيد الأسرع نموا حول العالم في   العام الطالع.  ومع دخول رئيس الحكومة مودي العام الأخير من عمر تشكيلته الوزارية وولايته الأولى، يبدو الرجل سائرا نحو تأمين الفوز المؤكد بولاية ثانية في رئاسة الحكومة بنتيجة الانتخابات المقررة في العام الجاري.

هونغ كونغ

من المتوقع أن تواجه الحاكمة الإدارية للمقاطعة، كاري لام التي تم تعيينها وقسمها يمين القيام بمهام المنصب في أواسط العام المنصرم، مجموعة متنوعة ومركبة من الضغوط .    أولا حركة شعبية تطالب بالمزيد من الديمقراطية؛ ويبرز ثانيا تأثير القوى المعارضة التي تشدد على ضرورة تحقيق المزيد من الاستقلال؛ ولا ننسى ثالثا وأخيرا السلطة في بيجين، التي لا يجوز لها أن ترضى عن أي من المجموعتين السابقتين، ولا يمكن أن توافق على مطالبهما.

ليس مستبعدا أن تسوء الظروف والأوضاع الخاصة بعمليات التجارة الخارجية وفرص الاستثمار وبخاصة مع تباطؤ معدل النمو في الصين ، بينما يبدو طبيعيا أن يتباطأ معدل النمو في هونغ كونغ تماشيا مع ضعف النمو في الصين.

اليابان

كان رئيس الحكومة شنزو آبي قد قامر بإجراء انتخابات عامة مفاجئة في تشرين الأول )أكتوبر( الماضي، وربح رهانه، إذ احتفظ ائتلافه الحكومي المهيمن المكون من حزب الأحرار الديمقراطيين   بـ«أكثريته المتفوقة« المكونة من ثلثي أعضاء البرلمان، الأمر الذي ضمن استمرار قيادة السيد آبي للدولة من جهة، وتمهيد الطريق من جهة ثانية أمام عملية إصلاح دستور البلاد المسالم المتمسك بالسلم الإقليمي، إن لم يكن الاستسلام.

سوف تعمل الاستراتيجية المميزة بطابع آبي وختمه، والقاضية باستخدام السياسة النقدية والمالية الجبائية إلى جانب الإصلاح البنيوي الهيكلي لتوسيع الاقتصاد بواسطة سياسة التحفيز الحكومية على حفظ المسار العادي الرتيب لمعدل النمو.

 ومن المحتمل إقامة مراسم واحتفالات طقسية في كانون الأول )ديسمبر( المقبل،   تيمنا بتنازل الإمبراطور أكي هيتو عن عرشه وتكريما للسلالة.