كوارث وفضائح مواقع التواصل

الدكتور إبراهيم الحريري

لندن:10/4/2018

»إن بيانات فيسبوك تمكنك من رسم صورة لصاحبها بدقة تفوق المعلومات المجمعة من الأصدقاء المقربين« الكسندر كوغان

سأل الشرطي السارق :كيف عرفت أنه لايوجد أحد فى المنزل؟

السارق : يوجد حوالي 50 صوره للعائلة على الفيسبوك تبين بأنهم يستمتعون بإجازة لمدة أسبوع بعيدا عن المنزل.

و كذلك سأل والد المراهق المفقود شرطي التحقيق عن وضع أبنه فطمأنه قائلا : لا تقلق فابنك بأمان وقد كان اون لاين قبل دقيقة على تويتر وقبل دقيقتين على فيسبوك وانستقرام ولا تنسى انه اون لاين الان على سناب شات.

نعم انها الحقيقة التي لا تحتمل مجالا للشك بأننا نعمل عملاء سريين بأرادتنا عند شركات التواصل الاجتماعي ونقوم بمهنية عالية بجمع معلومات شخصية عن أنفسنا وبشكل طوعي ومجاني ونقدمها على طبق من ذهب لهذه المواقع والشركات العابرة للقارات والتي أصبحت غير مؤتمنه على بياناتنا من خلال سيل من الفضائح والكوارث بتسريب البيانات لنا وبيعها واستخدامها بأنشطة غير مشروعة من خلال الأشرار الذين يمتازون بتفوقهم التكنولوجي واساليبهم المبتكرة لسرقة بياناتنا الشخصية أضافة لمقتنياتنا التكنولوجية واليكم القصة من البداية.

كشف موقع فيسبوك أن 87 مليون مستخدم تضرروا من فضيحة اختراق البيانات التي حصلت عليها شركة كامبردج أناليتيكا للاستشارات، ويزيد هذا الرقم بكثير عما تم إعلانه سابقا. وقد رجح كريستوفر ويلي، مسرب المعلومات عن ما أصبح يعرف بفضيحة فيسبوك )Facebook scandal(- فضيحة تسريب البيانات -التي جمعتها شركة »كمبريدج أناليتيكا« البريطانية  وتابع أن هذه البيانات، التي لم يثبت أن الشركة تخلصت منها، قد تكون روسيا حصلت على نسخة منها وأشار إلى أن الروس غالباً تمكنوا من الحصول على نسخة كاملة من تلك البيانات وهو ما اعتبره »خطراً حقيقياً« وقال إن تلك البيانات يمكن نسخها بسهولة لأنها »غير محمية« وأن إلكسندر كوغان، الأستاذ الجامعي الذي ابتكر تطبيقاً جمع بيانات الملايين من مستخدمي فيسبوك« ومعظمهم من الأميركيين، وقام لاحقاً ببيع تلك البيانات إلى شركة »كمبريدج أناليتيكا« المتعاونة مع الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترمب عام 2016، هو روسي وبجنسية كندية، يتنقل باستمرار بين بريطانيا وروسيا.

ومن المنتظر أن يدلي مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ، بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي حول الفضيحة الأخيرة.

مارك زوكربيرج: مجانية فيسبوك لا علاقة لها بخصوصية بيانات مستخدميه

تحقيق رسمي في حصول شركة على بيانات مستخدمي فيسبوك لصالح حملة ترامب

وحصلت هيئة الإذاعة البريطانية )بي بي سي( من خلال التحقيقات على معلومات حول وجود 1. 1 مليون مستخدم من بريطانيا وحدها تم استهداف بياناتهم من جانب الشركة الأمريكية.

واعترفت شركة فيسبوك بهذا الأمر فيما بعد، ونشر مدير التكنولوجيا في فيسبوك مايك شكرويبر، تفاصيل اختراق بيانات المستخدمين على مدونة الشركة.

وعلمت بي بي سي أيضا أن تقديرات فيسبوك الحالية تشير إلى أن 305 ألف مستخدم شاركوا في استطلاع رأى لتطبيق »هذه حياتك الرقمية« This Is Your Digital Life، والذي استخدم لجمع بيانات المستخدمين، وهو أعلى بكثير من التوقعات السابقة التي أشارت إلى مشاركة 270 ألف مستخدم فقط.

وبحسب الإحصاءات فإن 97 بالمائة من المستخدمين المتضررين من هذه الفضيحة من الولايات المتحدة الأمريكية، بينما يوجد 16 مليون مستخدم فقط من دول أخرى.

وقالت متحدثة باسم مكتب مفوض المعلومات، التابع للبرلمان في بريطانيا، في تصريحات لبي بي سي إنهم يعملون حاليا على تقييم وفحص الأدلة الموجودة قبل اتخاذ القرار حول الخطوة التالية تجاه فيسبوك.

واجه فيسبوك انتقادات حادة بعد أن تبين أنه كان على علم منذ سنوات بحصول شركة كامبردج أناليتيكا على بيانات ملايين مستخدميه، لكنها اعتمدت على شركة مقرها لندن لإثبات أنها قد حذفت المعلومات.

وحاولت كامبردج أناليتيكا تبرأة ساحتها وقالت إنها اشترت المعلومات من منشئ تطبيق This Is Your Digital Life دون معرفة أنه تم الحصول عليه بطريقة غير صحيحة.

وتقول الشركة إنها حذفت جميع البيانات بمجرد علمها بملابسات الموقف.

لكن قناة نيوز4، ذكرت منذ ذلك الحين أن بعض البيانات المعنية ما زالت قيد التداول على الرغم من إصرار الشركة على أنها دمرت المادة.

وتراجعت قيمة شركة أسهم فيسبوك وخسارة 58 مليار دولار وفقدت أسهمها الكثير من قيمتها منذ الإعلان عن الفضيحة الأخيرة خلال الأسابيع الماضية.

تغييرات واسعة النطاق

وكشف مسؤول التكنولوجيا في فيسبوك مايك شكرويبر، في مدونة كتبها الأربعاء، تفاصيل الخطوات الجديدة التي يجري اتخاذها لمواجهة الفضيحة، ومنها:

حظر إمكانية بحث المستخدمين عن مستخدمين أخرين باستخدام رقم الهاتف أو البريد الإلكتروني وكتابتها في خانة البحث. وقالت الشركة إن جهات خبيثة استغلت هذه الميزة وحصلت على معلومات من مكان أخر وكانت تحاول تحديد أصحاب هذه المعلومات والدخول إلى صفحاتهم.

وقف استخدام تطبيقات الطرف الثالث ومنعها من رؤية المستخدمين على قائمة صفحات الأحداث والفاعليات وكذلك رؤية محتوى الرسائل الموجودة على هذه الصفحات.

وكذلك الالتزام بالاحتفاظ لمدة عام واحد فقط بسجلات المكالمات والنصوص التي تم جمعها بواسطة تطبيقات ماسنجر وفيسبوك لايت من نظام أندرويد. بالإضافة إلى ذلك قالت الشركة إن السجلات لن تشمل وقت المكالمات.

كما ستقدم فيسبوك رابط، الأسبوع المقبل، يحث المستخدم على مراجعة تطبيقات الطرف الثالث التي اشترك فيها من خلال فيسبوك، وما هي المعلومات التي قدمها للتطبيق.

كما نشر موقع فيسبوك نسخة جديدة من شروط الخدمة وسياسة استخدام البيانات.

توقف كثير من التطبيقات ومنها تطبيق تندر

وبدأ فيسبوك بالفعل إجراءات الحد من المعلومات التي يمكن لتطبيقات الطرف الثالث الوصول إليها.

وفور الإعلان عن هذه التغييرات تأثر تطبيق المواعدة والتعارف الشهير تندر Tinder، وفوجئ الكثير من المستخدمين بعدم القدرة على استخدام الموقع والدخول إليه بمعلوماتهم السابقة.

ويعتمد تطبيق تندر على فيسبوك في إدارة عملية الدخول إليه واستخدام خدماته. وظهرت رسالة للمستخدمين تخبرهم أنهم خرجوا من التطبيق ولم يعد باستطاعتهم الدخول إليه مرة أخرى.

و للعلم فأن هذه هي الفضيحة الاولى ولن تكون الاخيرة ان كان بالفيسبوك أو بغيره من منصات التواصل الاجتماعي المختلفة والتي أصبحت للكثيرين غذاء وشراب.

احصائية 2016 عن الدول الأكثر عرضة للأختراق كان نصيب الأسد من نصيب الولايات المتحدة بقائمة البلدان المهاجمة وذلك بنسبة 66 وتبعتها البرازيل والمانيا بنسبة 5 لكل منهما بينما تساوت كل من المملكة المتحدةو استراليا واليابان والهند وماليزيا بنسبة 3 وحلت الصين بمركز متأخر وبنسبة 1 فقط.

و لكننا اليوم لا نتكلم عن الاختراقات والجرائم المعلوماتية ولكننا نتكلم عن سوء استخدام للمعلومات من قبل المشغلين الاساسييين لمواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت بيانات العملاء هي الاصول التي تباع وتشرى ويتم المزايدة عليها دون علم أصحابها وهم أصحاب الشأن الاساسي به ولكنهم لا يملكون من أمرهم شيء لانهم يستخدمون التقنية ويوقعون على الاتفاقيات التي يرسمها أمهر المبرمجين ويكتب مدادها اعتى المحامين المخضرمين ويشتغل ببيعها والمتاجرة بها أصحاب الأعمال وروادها.

و نحن بدورنا ننصح بالاجراءات التالية:

إحذروا لما تنشرونه على الفيسبوك

ناقشوا هذا الامر مع عائلاتكم عموما وأطفالكم خصوصا

أوقفوا نشر معلوماتكم الشخصية في مواقع التواصل الإجتماعى

لا تعلن عن سعادتك في مواقع التواصل الإجتماعى

لا تعلن عن زواجك السعيد في مواقع التواصل

لا تعلن عن إجازاتك  في مواقع التواصل

لا تعلن عن إنجازات أطفالك في مواقع التواصل الاجتماعي

لا تعلن عن مشترياتك غالية الثمن )سيارة، منزل، الخ(

لاتعلن عن سفرك من المطار)أ( إلى المطار )ب(

لا أحد سيُصبِح سعيداً لأجلك

كل التعليقات »الجميلة« التي تحصل عليها هي فقط خدعة !!!

انت فقط تجذب أعين الأشرار لك ولعائلتك

لاتعلم من يقوم بحفظ هذه الصور ويجمع معلومات عنك

انت حقا في حاجة لوقف هذا، لأنه سيدمر حياتك وعائلتك

مواقع التواصل هي أعين وأذن وفم الأشرار، ولكي لا تقع في فخ الأشرار  تجنب شرهم وأذاهم بتقنين المعلومة وفلترتها قبل فرزها ونشرها.

حالنا اليوم نُسرق جهاراً نهاراً وبعلمنا وأمام أعيننا ودون أن نحرك ساكنا وذلك بإرادة أو بدونها فالمسروق معروف والسارق مجهول مكاناً معروف أثراً ولا يمكن منعه فالامر ليس بأيدينا لا من قريب ولا من بعيد واشارككم ببيت شعر يصف حالنا ويعبر عنه أصدق تعبير.

نباع يا عمتي ونشرى******* ما نحن الا ضروب مال.