المقـاهـي ودورها في المفهوم الأجتماعي والتاريخ الوطنى والثقافي

تنتشر المقاهي الآن في بلادنا كما في بلاد اخرى على نحو يتعاظم كل يوم،ليس في العواصم الكبري ،أو حتى في المدن الكبيرة أو الصغيرة فقط ،وانما زحفت ايضا الى الريف بقراه المتعددة، وأصبحت لا تفرغ من النظر الى واحدة الا لكي تملأ ناظريك الأخرى وأصبحت المقاهى من جانبها تتبارى في اختيار المواقع التى لا تتصف بألوان الجمال فحسب ،ولكن ايضا التي تشكل مفاصل بين الأحياء ،أو التي تتميز بالأسواق، والزخم الجماهيري الواسع، الذي يصاحبها أو الأكثر جاذبية للرواد ،وما أكثرهم على الدوام ،وان كنا نلاحظ الآن مدى التقدم الذي لحق بها نتيجة التطور في سبل المواصلات والاتصالات وحركة التنقل والهجرات، بحيث اصبح العالم اشبه بالقرية الصغيرة  ،فقد طرأ على التسمية اسم ( كافيه) دلالة على التعبير الدارج ( القهوة) أو ( المقهى) .

المقهى ظاهرة اجتماعية

المقهى على ذلك ظاهرة اجتماعية عرفتها المجتمعات من قديم الزمان ،بل و من عصور خلت ،وهي ظاهرة املتها من جوانب متعددة الحاجة الماسة الى الحوار بين الناس ،وعزز من شأنها ذلك الدفء من التواصل بين البشر، التعارف،والتاّلف ،وتكوين الصداقات لا سيما وان تقاربت الميول ،أو تجانست

المواهب ،أو أطمأنت القلوب بعضها الى بعض . المقهي مكان يرتاده الكثير من الناس،ولذلك فهو على الدوام يضج بالحركة والحياة،ويتجمع في أرجائه الكثيرون ،حتى وان كان  لكل منهم  ظروفه الخاصة أو مبتغاه العام ،فمنهم من يذهب اليه تلمسا للراحة بعد عناء طويل في قضاء بعض حوائجه،ومنهم من  يذهب سعيا ،لمجالسة الناس كنوع من المؤانسة، وهربا من الوحدة أو الفراغ.ومنهم كذلك من  يطأ أعتابه وفاء لموعد مع صديق، أورغبة  في لقاء مجموعة من  الأصدقاء،،تتراوح حواراتهم بين

تجارب شخصية،او متاعب وظيفية،أو حتى أسريه،وبين مناقشات محورها قضايا السياسة العامه و اّثارها الأقتصادية،وحتى تصوراتهم للمعارك العسكريه ،حتى أطلق عليهم البعض (جنرالات المقاهي ) والمقصود هنا أنهم يفتون فيما لايعرفون) الى مناقشة السلع الضرورية ومدى الوفره منها في ألأسواق ،و كذلك مستوى اّسعارها.وقد تكونت في قاعات المقاهي أو على أرصفته مجموعات من رواده ترابطت مصالحها أو هواياتها أو اتجاهاتها الفكرية أو الثقافية وحتى السياسية . لذلك تجد ان بعض المقاهي اصبح لها تعريف ،واكتسبت نوعا من الشهرة تحدد على

مقهى أم كلثوم
                                      اسم يزين الكثير من المقاهي
                      في العديد من عواصم الدول ومدنها في العالم العربي

وقعها نوعية روادها . مثلا تجد في شارع نوبار في السيده زينب بالقاهرة،وعلى مقربة من ميدان لاظوغلي (قهوة  المعاشات) ويرتادها في الأغلب الأعم رجال من الكبار في السن ،الذين غادروا عالم الوظيفه ،ويقضون أوقاتهم في حوارات عامه أو يقضون وقتهم في لعب الشطرنج او الطاولة او الدومينو ،وغير ذلك من ألوان التسليه البريئة،أو في المناقشات الحاده حول موضوعات مختلفة تدخل فيها الأجتهادات الفكريه، بما فيها السياسية والدينيه بشكل عام ،وتتضح فيها صور التعصب ،بما ينذر بموجات من الغضب ،تلوح فيها اتجاهات بالخصومة والمقاطعه في بعض الاحيان،ثم سرعان ما تعود المصالحات  .

المقهي في مصر تاريخيا

لم تحظ المقاهي في بداياتها بأي نوع من الشعبيه،فارتيادها لم يكن سوى للضرورة،مثل استراحه على طريق،أو لقاء بين أصدقاء لم تتوفر بينهم الحميميه بحيث يتزاورون في رحاب المنازل،كما ان المقهى يفتح المجال للعادات السيئة مثل التدخين،أو لعب (الكوتشينه)وغيرها مما يسوق احيانا الى لعب القمار كما انه في نهاية الأمر نوع من الهجر للأسرة،أو تفضيل المقهى والأصدقاء عن المؤانسة العائلية،و   لذلك كان من المألوف حين يتقدم شاب لخطبة فتاة،ان يكون من بين فضائله انه( لا يدخن سيجارة  ،ولا يجلس على قهوة،كما انه بلا اصدقاء،وانما من بيته لشغله،ومن شغله لبيته). فالمقهي لدي بعض الناس ليست سوى للعاطلين،أو الفاسدين.لكن الأمر لم يكن صحيحا على هذا النحوفي المسار التاريخي لحركة التجمع الجماهيرية،وتحتفظ الذاكرة المصريه،وأقدر العربية ايضا وغيرهما ان (بعض المقاهي) قد تجاوزت تقديم المشروبات المعتادة كالقهوة والشاي وغيرها وكذلك ( الشيشة و الطاولة والدمينو والكوتشينه) بحيث اصبحت مصدرا لتنمية المعارف وتنشيط الحركة الثقافية والأدبيه والفنية والأكثر من ذلك مقرا للمناضلين وللشعراء والأدباء،ويذكر المستشرق الانجليزي ( ادوار دلين ) في كتابه (المصريون المحدثون) أن القاهرة في مطلع القرن التاسع عشر وذلك كما جاء في كتاب ( وصف مصر) الذي تم اعداده بعد الحملة الفرنسية على مصر كان بها،ما يقرب من الف مقهى ،ويذكر المؤرخ مادلين أن المقهي كان عبارة عن مقاعد تم وضعها بشكل مرتب بجانب الجدران ،وكانت خالية من اي ديكور داخلي او خارجي. ولقد برزت مع الوقت مقاه للكثير من الطوائف والمهن ،فكان هناك مقاه لأصحاب الحرف والمهن المختلفة كالنجارين والفرانين وعمال المعمار ،كما كانت هناك بالطبع للنخب المثقفة ،وكانوا من ( الأفندية) أي من الموظفين اصحاب الطرابيش .

اشهر المقاهي التاريخية في مصر

مقهى متاتيا

 يرجع اسم القهوة الى مهندس ايطالي اسمه (متاتيا) قدم الى مصر بعد ان قام الخديوى اسماعيل بتكليفه بتحديث المنطقه المركزية للقاهرة ،وذلك استعدادا لأستقبال الضيوف الحاشده الذين تمت دعوتهم الى حفل افتتاح قناة السويس عام 1969 .تم عمل التصميمات اللازمة ل( ميدان أزبك) نسبة الى أزبك باشا العثماني الذي كانت المنطقة المركزية مقرا له ،وصمم دار الأوبرا لكي تقام في ذلك الميدان (قبل ان تحترق ،ويعاد بنائها بجوار كوبري قصر النيل )ولذلك سمى (ميدان الأوبرا ) كما أنشأ (حديقة الأزبكيه ) في نفس الميدان ،وقام بانشاء عماره تحمل اسمه (عمارة متاتيا) عام 1875

تقريبا،وكان ميدان الأوبرا يشمل ايضا (ميدان العتبه) ولذلك كان حجم اتساعه ملحوظا.تمتعت العمارة

بشهرة كبيرة لأسباب متعددة  منها ان بها احد اهم اللوكاندات ( لوكاندة مصر) ،كما ان المهندس كان يستقدم عددا من فرق الأكروبات الأوروبيه لتقيم عروضها أسفل العمارة ،ولذلك ذاعت شهرتها ،ثم أنه أنشأ مقهى تم تصميمه واخراجه بشكل جيد حمل اسمه واسم العماره ( متاتيا) .نال هذا المقهي شهره اضافيه وذائعه حيث كان من رواده شخصيات ذات مواقف تاريخيه شهيرة ،ومن ابرزها جمال الدين الافغاني وتصريحاته المدوية بالأضافة الى اسماء أخرى ذات

مقهي متاتيا .. شهدت قاعاته الكثير من الحوارات
وكذلك الخطب والتصريحات الرنانه ذات الصدي والتأثير

رنين عال في الحركة الوطنيه والثقافيه والأدبيه بشكل عام ،منها الشيخ محمد عبده وسعد زغلول وامير الشعراء احمد شوقي ، وقائد الثورة العرابيه بعد ذلك احمد عرابى. وتأثرت عمارة متاتيا بزلزال 12 أكتوبر 1992م حيث أحدث تصدعا بعدد من المبانى الأثرية المهمة فى وسط القاهرة. صدر أمر من محافظ القاهرة عام 1999م، بهدمها لصالح مشروع نفق الأزهر، فكانت تلك نهاية أحد أشهر المقاهى فى مصر والذى كان شاهدًا على ذلك العصر.

مقهى الفيشاوي

يرجع اسم المقهى الى اسم من أنشأه،وهو الحاج فهمى علي الفيشاوى في عام 1797 في حي ( خان الخليلي) لكي يكون مقصدا للمصريين وكذلك للسياح الوافدين، حيث تروقهم  تلك المناطق الشعبيه ذات المذاق التاريخي باعتبار وجود مسجد الحسين على مقربة منها ،كما سعى الى تطوير المقهي بعد ذلك حين حقق رواجا في استقبال الوافدين اليه ،فاشترى مجموعة من المتاجر المجاورة ، ونسج من البوفيه الصغير الذي بدأ به الى مقهى كبير له عدة حجرات منها أولى غرف المقهى غرفة «الباسفور» وهي مبطنة بالخشب المطعم بالأبنوس، وهي مليئة بالتحف والكنب العربي المكسو بالجلد الطوبي، وأدواتها من الفضة والكريستال والصيني،وكانت مخصصة للملك فاروق، في رمضان، وكبار ضيوف مصر من العرب والأجانب. ثم الغرفة الثانيه و أطلق عليها «التحفة»، وهي مزينة بالصدف والخشب المزركش والعاج والأرابيسك والكنب المكسو بالجلد الأخضر وهي خاصة بالفنانين ثم غرفة أخرى ،وهي حجرة ( القافيه) وتعني قيام مباراة كل اسبوع من شهر رمضان بين شخصين يمتازان بخفة الظل وسرعة البديهه ويقومان بمنازلة كلامية، حيث يبدأ أحدهما بطرح موضوع بشكل ساخر،ويتولى الآخر الرد عليه ،وتنتهي المباراه بتفوق احدهما وذلك بشهادة جمهور الحاضرين . تردد على ذلك المقهي كبار السياسيين كالأفغاني والشيخ محمد عبده والرئيس بوتفليقه والحبيب بورقيبه والعلماءكاحمد زويل والأدباء وفي طليعتهم نجيب محفوظ و بعض السياسيين و يذكر ان التلفزيون الفرنسي قد سجل احد حلقاته في ذلك المقهى مع امين عام الأمم المتحده بطرس غالي والفنانين ومنهم عبدالوهاب وام كلثوم وفريد الاطرش وغيرهم من اساطين البهجة والطرب .

مقهى ريش

يرجع بناء هذا المقهي الى عام 1908 ،وقد قام بتشييده أحد الرعايا الالمان في منطقة بالغة الاهمية جغرافيا في ميدان سليمان باشا الذي تحول بعد قيام ثورة 23 يوليو الى ميدان ( طلعت حرب) ،وفي عام 1914 قام الألماني ببيعه الى احد الرعايا الفرنسيين واسمه ( هنري بير) ،وقد قام باطلاق اسم ( مقهي ريش) عليه لكي يتشابه من خلال هذا الاسم مع أشهر مقاهي في باريس التي مازالت قائمه حتى الآن وتسمي ( كافيه ريش)، ولم يتوقف الأمر على ذلك ،فقد تم شراؤه بعد ذلك من احد الرعايا اليونانيين ،وقد عمل على توسعته وتجهيزه من جديد ،وهو الآن ضمن تركة أول مالك مصري له وهو الراحل حديثا مجدي ميخائيل ،وماذا يحمل له المستقبل ،ذلك أمر مازال في عالم الغيب . المهم ان هذا المقهي لعب دورا دورا نضاليا في التاريخ المصري فقد كان مقرا لدعاة الثورة في عام 1919،ووفق

كتاب الرافعي “تاريخ مصر القومي 1914- 1921، فإن مقهي ريش كان ملتقى الأفندية من الطبقة الوسطى، كما عرف أنه مقراً يجتمع فيه دعاة الثورة والمتحدثون بشؤونها أو شؤون البلاد عامة  .

بل يرى كثيرون أن صاحب المقهى فى هذه الآونة كان عضو فى أحد أهم التنظيمات السرية، حيث وجدت بعد 80 عاماً من ثورة 1919 آلة لطبع المنشورات، ونشرت ( الأيكونوميست) البريطانية  ..

ملفا يحكى تاريخ مقهى “ريش” الشهير وسط القاهرة. وذكرت أن المقهى منذ تأسيسه عام 1908، كان مؤثرا فى الأحداث السياسية المهمة،كما قالت انه كان ملتقي المثقفين والكتاب والقوى   الثورية التي قامت بثورة 25 يناير. فبعد كل جولة من المظاهرات أو المواجهات الصعبة مع الأمن، يتجمع الثوار على هذا المقهى لالتقاط الأنفاس، وأشارت إلى أن المقهى التاريخي كان ومازال ملتقى المفكرين والكتاب الكبار، كما أنه كان ملتقى السياسيين والثوار خاصة اليساريين ،وفي نفس الوقت كان ملتقي للجواسيس والمخبرين ،بحكم الحركة السياسية التي يقوم بها الكثير من رواده .

مقهي أم كلثوم

رحلة الى زمن الطرب والنغم

هي باسمها علم يخفق بالوحدة العربيه .نعم اختلف العرب في الكثير من القضايا، تعاركوا وتفرقوا ،وصاروا شيعا وفرقا واحزابا ومدارس ومذاهب متعددة ومتنوعه،ولكنهم مع كل ذلك اتفقوا على هذا الصوت وبايعوه كذلك، واقاموا تحت اسمها الكثير من المقاهي في مدن كثيرة بالعالم العربي  . ولكن مع كثرة المقاهي التي تحمل اسمها فانه  يبقى لواحد منها في القاهرة،و يقع في قلب منطقة التوفيقية

وسط المدينة، امتيازاً لا يُضاهَى، فهو الأول الذي خصص ركناً لـ”الست” واستأذنها في حياتها بإطلاق اسمها عليه. يقع المقهى خلف شارع “محمد الألفي” في القاهرة، ومن هناك يمكن أن تستمع إلى صوتها وسط الضجيج وهي تغني مثلا “أنا في انتظارك” كأنها تنادي العابرين كي يلتقطوا أنفاسهم في حضرتها. وعندما تنظر إلى وجه الجالسين ، تجدهم في حالة راحة تامة، يسمعون هذا الصوت الساحر الآسر، بالكثير من الأنصات والشجن والطرب ،هذا الصوت ،الذي انطلق من الأرض العربيه ،وسري في سمائها فاجتذب الآذان ،وسيطر على الأسماع ،وهز المشاعر،وملك

مقهى ريش
في قاعاته اجتمع مناضلون
وتشكلت تحالفات من تيارات سياسية وفكريه

الأقئده. هذا الصوت الذي كان في مقدوره وحده أن يجمع أمة بأسرها لكي تستمع اليه حين يبدأ الغناء. يقول (سمير عوض) صاحب المقهي في حديث له أن المكان يتكون من 4 طوابق، وكان يتألف سابقاً من دورين فقط، في الأول يجلس كبار السن عادة، بينما  يجلس الشباب في الطابق الثاني ذي الإضاءة الخافتة أما الطابق الثالث فانه قد صمم على الطراز العربي القديم، وأكثر رواده من الأجانب والعرب موضحاً أن الطابق الأخير يمثل سطح المقهى، وهو مخصص لمن يريد المكوث في الهواء الطلق، ولا يخلو أي من الطوابق الأربعة من صور للسيدة أم كلثوم ،اذ لا يكفي ان الصوت يملأ الأسماع ،ولكن لا بد ان تكون الصورة ايضا حاضرة. المقهى يعود إلى عام 1936، عندما أنشأه الحاج عبدالعزيز وأطلق عليه اسم “مقهى توفيق”، نسبة إلى شارع “الخديوي توفيق”، مشيراً إلى أن السيدة أم كلثوم مرت من هناك عام 1948 ،وتوقفت لشرب القهوة ،وعندما راّها صاحب المقهي ،طلب منها الأذن أن يطلق اسمها على المقهي ،فأذنت له بذلك ،وهذا تميز ذلك المقهي عن غيره ،فهو قد حمل اسمها باذنها .

ثم أخيرا

المقاهي ابواب مفتوحه على الدوام لتلبية الكثير من المطالب ،هي مكان للسمر،والسهر،والمتعه في الاحاديث والحوارات ،وكذلك للنميمه وتسقط اخبار من يهمك امرهم من الاصدقاء. هي كذلك مكان لسد النهم للتدخين مع

مقهي الفيشاوي
ملتقي جمع في اروقته أدباء وفنانين والكثير من السياح

الاصدقاء والاستماع بالشيشة ،ولعب الوان من العاب التسلية من الطاولة للشطرنج الى غيرهما ،وهي مكان لقياس الرأي العام ومايشغل بال الشعوب من تطلعات اومن ازمات،وهي ايضا

ان احسن استخدامها في توظيفها منجم لتنمية المدارك وشد أزر الموهوبين ،ومسرح اكيد للثقافة والتنوير،وكم من المرات عرفت الجماهير المتعطشة للفن الجيد ابواب ( مسارح القهوة )،وتكثر  المقاهي وتنتشر من خلال تعددها وزخمها الوان لا حصر لها من المثالب وكذلك من المزايا والمكاسب ولا قياس يضبط حركتها وتأثيرها ،الا مع زيادة الوعي العام ودعم الحركة الثقافيه ، والاهتمام بالقضايا التي يروج لها الاعلام ،ويتناولها الفن بمسؤولية الرجال.قدمنا نماذج ،ولم نقدم حصرا لأعدادها ولا تأكيدا بمدى ماالحقته بالمجتمع .