النقيب الياس عون وراء »ضحكات جزين« على اولمب المنصة الأدبية

بقلم: وضاح يوسف الحلو

 مثل نحلة الفجر حَمَلت هَمَها على جوانحها وطارت الى البعيد لتُلَملم مادتها العسلية. على موجة النحلة نهض الصغير الياس والفتوة ملء برديه ، ودع عائلته الكبيرة في بيتهم الحجري اللبناني التقليدي ثم مشى متمنطقاً قلماً مُطعّما بروحانياته الجزينية حتى  غبّ عدة بلعات من دموع بلدته ذ شلال جزين طائراً كحجلةٍ ايقاعية الكلام بين عشها ومرابض غذائها .

 منذ زهو العمر بيننا عرفته مضيئاً كنجمة المسيح المشرقية التي هَدتَ المجوس . دائما علوٌ في الحياة ، وكأس صبا مسكوب في ريّق العمر على نهوند حزين متسلل من نهد عطشان .

وتعرت بيروت امام نديمها الياس المثقف ولكن يا للفارق بين عري بيروت وجسد جزين البض ! واليوم ، بعد زخّات من العمر الأطوز الماكر هل يعرف تراب بيروت أية اقدام دغدغته مشيا وأي قلم غط ريشته في حبر مواجعه كاتباً »فراقياته« بشجى وحزن وفتوة بدءا من»جنى العمر«.

قبل تدرجات الصحافة كان الياس عون وما زال عُلوا في الحياة يجمع ما بين ثقافة مكينة واخلاقية ريفية لبنانية باتت نادرة في ظل هجوم مالي لا أخلاقي . ولهذا، تناول في عمله الاخير ضحكات جزين على رأسها الفنان اللبناني ، ابن جزين  جوزيف عازار الذي حفر صوته النادر على كل مقدسات الارض . وعندما يقول الكاتب الافرنسي جورج بوفون »الاسلوب هو الانسان نفسه « فنحن نقول رأسا »هذا الياس « عندما نقرأ له رأيا سياسيا او ادبيا .

نقيب محرري الصحافة انسان طالع من هارمونية موسيقية ، يتميز برهافة ذوق جمالي يكاغي بعقله تصرفات الناس مذكرا بما قاله المتنبي منذ 1100 عام : »قلقٌ كأنّ الريح تحتي«.

في هذه الايام اللبنانية المتراجعة على كل الجبهات يكفي النقيب الياس اثنان : قلم ذو رصاص مصهور ، وتغطيس جنطاس العائلة في البيت الحجري الجزيني في امواه شلال جزين . والسؤال : ماذا يبقى؟ اهتمامات »لسياسية« كبرى في البال بالصحافيين اللبنانيين باستحتات الدولة اللبنانية لدعم اعرق صحافة في العالم وتأسيس اقدم نقابة صحافية رسمية 1912 اذ بعض العرب حتى اليوم بلا نقابة.