حول كتاب الحديقة الخلفية للصحافية شهير ادريس

ريما كركي

في الحديقة الخلفية… الحديقة السرية… السحرية… حيث الخطايا تنادينا نحن النساء… خطايا مغرية، مخلّصة، مقدسة… خطايا لا بد منها للاستمرار… لا بد منها لنشعر اننا هنا… جميلات بعد الاربعين… بل خطرات واكثر إغراءً… لنشعر اننا نحن اسياد اللعبة… نحن من يحرك آدم… آدم المضحك… الذي يظن انه يعبث بنا ، بمزاجه ويسجل اهدافاً في مرمى مجتمعات مضحكة هي الاخرى… فلا هو يدرك، ولا »مجتمعاته« أيضاً، اننا نستغبيهما معاً ، كي نشعل مزاجنا نحن… مزاجنا الممنوع اعلانه… والذي نغلّفه بالسذاجة، لصالح نجاح مغامرات لا أحد يديرها غيرنا!

 في »الحديقة الخلفية«، تجد »انواعا« من الحب … لانه يلخص »انواعاً« من النساء… فترى تلك الحالمة برضى »شهريار« الذي  بالكاد أحب أحداً،  وتلك الحائرة التي تشتعل تارة وتنتطر طوراً، وتلك المتمردة التي لا يعجبها أحد… الكتاب يلخص سريرة نساء كثر…

هو في الحقيقة، جوانب مختلفة من امرأة واحدة، إن أردتُ أن أفضح بصدق و»أنشر« بحب… هي حاضرة …وكل امرأة في الكتاب هي… وهو حبيبها الذي موّهت الكثير من ملامحه … هو حاضر ايضاً… يحبها… تنتظره…. يهجرها…. تنتظره… يحييها… تنتطره… يقتلها… تنتظره… يرحل… تنتظره… يعود… تنتظره…

وهي … الآن… في احدى الصفحات… لم تعد تنتظره… فلا احد ينتظر من في الروح يسكن…

أحببت الكتاب… حرضني على الكثير من الحب… روّض البعض من غضبي على القصص غير العادلة مع آدم… بدا لي أليفاً اكثر… وبدت لي المرأة ملونة بطيبة اكبر…

في الحديقة الخلفية… نخفي الكثير… كشفتِ أنت الكثير مما نخفيه… واعترفتِ…

في الحديقة الخلفية… بئر المشاعر التي تبعثر روحنا… وتدفعنا لنقدم اجسادنا بشغف اكبر لرياح الغرام، التي لا تعرف الهدوء والتي لا نأبه لانذاراتها ومواعظها ودروسها…

في الحديقة الخلفية… نبحث عن ذواتنا مهما كان الثمن… حتى لو كنا سنخسرها نتيجة البحث المسموم…