قصة الاحتلال الصهيوني ووصف النكبة وتشرد الفلسطينيين

بعد زيارته الأخيرة الى إسرائيل أكد وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن أن بلاده تدعم السلطة الإسرائيلية  خصوصاً بعد إنتخاب الحكومة الجديدة المليئة بالمتطرفين  اليمينيين  بأكثرية   لم تعرفها  حكومات إسرائيل حتى اليوم.

 قال بلينكن: “عبر علاقتنا بين البلدين لا بدا أن نكتشف تقاسمنا المشترك للأهداف والقيم  الأساسية مما  يساعد على تحصين القوانين وصولاً الى مجتمع مدني بالغ القوة والحصانة”.

 ـ جميل!

لكن لو أن علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل   تتقاسم القيم كقول بلينكن فلا بد أن تحتوي أيضاً على معالجة تدفق المستوطنين اليهود وطرد الفلسطينيين من أرضهم وبيوتهم ومزارعهم وتعرضهم لساعات طويلة من الإنتظار خلف الحواجز العسكرية قبل أن يتعرضوا للإهانة او الطرد،  وقبل أن تتعرض بيتوهم للإقتحام في أنصاف الليالي مما يؤدي الى سجن الأطفال وتسجيل مستجد لضم الضفة الغربية  . . .الى آخر تصرفات الإستعمار المكشوفة.

لا شك إذن في اللجوء الى مقاييس ملفقة يبشر بها وزير الخارجية الأميركي جزافاً ولو أنها على بعد شاسع من حكومة نتنياهو ذات المشروع الإحتلالي العميق.

مرت عشرات السنين ونحن نشهد إزدواجية إسرائيلية في التصاريح ،  إلا أن   الإسرائيلي المستعد بضراوة لقتل المتظاهرين بصرف النظرعن أعمارهم وخلفياتهم الإجتماعية وكل ما عانوه منذ صغرهم من  قهر و تهجير و سجن و عقوبات  متوالية، فاليوم نسمع من وزراء ونواب ونافذين عسكريين تهديدات تتوجه مباشرةً الى ضرورة مطاردة المتظاهرين والمقاومين حتى قتلهم ! وليس في الردودعلى ذلك ما يبشر بالخير لأن المنظومة اليمينية الحاكمة بقيادة نتنياهو لم تعد تملك وعوداً غير الإبادة ، لأن حكومتها تجهد بلا تردد الى   السيطرة على كل شبرٍ من فلسطين المحتلة مهما بلغت النتيجة إن في صفوف الجنود  أو في  إستشهاد المقاومين.

لاقت تصريحات وزير الخارجية الأميركي رد ات   فعل قوية لدى العرب المهاجرين في الولايات المتحدة إلا أن ردة الفعل الأقوى جاءت من جهة الناشر الفلسطيني ميشال مشبّك الذي أعاد سبعة عشر كتاباً للعرض على شاشة الأنترنيت معظمها تحاكي القضية الفلسطينية وبينها كتب للصغار وأخرى للطبخ   . . .  لكن أهمها خمسة مؤلفات حازت على إنتباه عالمي، أولها ” اختطاف فلسطين ”   للكاتب الأميركي  طوماس سواريز الذي بدأ حياته وهو في الثانية عشرة مروجاً فائق النجاح لمنهج مبتكر في   تطوير الكومبيوتر، قبل ان ينتقل الى دراسة الموسيقى حيث حقق نجاحات دولية اخذته الى  جهات الأرض  الاربعة. الا انه لم يفتش عن حجة لإزالة اثر كتابه الأول بل رأيناه يكتب مرة ثانية ليضع النقاط على الحروف عبر “حضور اسبانيا في اندونيسيا” من القرن الخامس عشر حتى نهاية القرن السادس عشر.

  جرت ترجمة “اختطاف فلسطين” الى الفرنسية والعربية وعلق عليه أدباء وموسيقيون ومدراء معاهد ورؤساء جامعات حول العالم ، ففي أربعمئة و ثمانية عشر صفحة سرد طوماس قصة الإحتلال الصهيوني ووصف النكبة وتشرد الفلسطينيين في العالم العربي والمدن الغربية مما أدى الى منع الكتاب في اسرائيل   بإعتباره وثيقة تربط الكيان الغاصب بالمجاهدين والفدائ

يين الذين منحتهم القوانين الدولية حق المقاومة بالطرق والأساليب المتوفرة لديهم مما كرّس المقاومة كحق لا مفرّ منه!

واحتوت لائحة ميشال مشبك ترجمة رائعة الى الإنكليزية لقصيدة محمود درويش “لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي” وهي آخر ما كتبه  محمود قبل وفاته . ويرى ميشال مشبّك تناقضاً  سافراً بين خطاب بلينكن وبين شحن الصواريخ والعتادات الحربية  من الولايات المتحدة الى أوكرانيا بحجة  الإصطفاف الدفاعي الى جانب المقاومين الأوكرانيين، لكن لو كانوا فلسطينيين لما ادركهم سوى   تهمة   الإرهاب من قبل العم سام! وكان بلينكن اعتبرهم “مخربين” على غرار بن غوريون!

وتضم المجموعة الثانية التي اعاد ميشال عرضها مختارات من قصائد تميم البرغوتي المعروف بـ “شاعر القدس” والعامل حالياً مع الأمم المتحدة في بيروت بعد تجواله في القاهرة ورام الله وعمان وواشنطن وبرلين، ونشره ست مجموعات شعرية في اللهجة العامية والفصحى منها “ميجانا” و”المنظر” و”مقام العراق” و”في القدس” و”يا مصر هانت” الصادر بعد الثورة المصرية وسقوط حسني مبارك. كما  تحتوي لائحة مشبّك “حقيقة فلسطين” و”الجهة الأخرى للبحر” و”استعادة اليهودية من الصهيونية” و  “شعر النساء العربيات”  وعدد من كتب الطبخ الفلسطيني الذي تعرّض غير مرة للسطو الصهيوني!