ترامب وكرسي البيت الأبيض

أنهى  (المستر ترامب) الجالس على كرسي البيت الأبيض الأمريكي ولايته برفض نتائج الانتخابات الأمريكية بإدعاء التزوير وخداع الشعب الأمريكي الذي قرر بأغلبيته انتخاب منافسه (المستر بايدن) رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ولم يكتفِ بذلك بل يهدد باشعال فتنة كبرى بين مؤيديه ومؤيدي خصمه قد تنتج اثارا سلبية على المجتمع الأمريكي في المراحل القادمة.

يعتقد (المستر ترامب) انه لم يكمل تحقيق المشاريع التي وعد أو توعّد بها العالم والعالم العربي بالذات قبل الوصول إلى كرسي الرئاسة،، وعليه فمن حقه التمسك بالسلطة للنَفَس الأخير.

وللحقيقة فانه حقق الكثير: توعّد العرب ان يأخذ اموالهم إن كانت في بنوك أمريكا أو التي لم تَزل في باطن الأرض من موارد النفط والمعادن وغيرها،، وقد فعل!

وعد إسرائيل بمنحهم (القدس) شرقيها وغربيها عاصمة لهم ليكمل بذلك اغتصاب ما تبقى من أرض فلسطين المغتصبة أصلا منذ أواسط القرن العشرين، كما وعدهم ان  »يسحب« حكام العرب بمختلف الأساليب كي يركعوا للكيان الصهيوني باتفاقيات مخزية أسموها (اتفاقيات التطبيع) رغم رفض غالبية شعوب البلدان المطبعة لذلك،، وقد فعل.

توعّد ان يكمل ما بدأه اسلافه بتدمير العراق والذي بدأ منذ عام 1980م بإدخاله بحرب سخيفة مع إيران خسر فيها الطرفان أكثر من مليوني شاب ناهيك عن القدرات الاقتصادية والبنى التحتية نتيجة حرب دامت ثمان سنوات،،، ألحقوها بمغامرة أشد سخافة بدخول الجيش العراقي الى الكويت كي يتحقق تحطيم ما كان يسمى (الدفاع العربي المشترك والجامعة العربية) واستعداء اثنين وثلاثين دولة حول العالم لضرب العراق،، وقد سُلّم العراق يدا بيد لقوى الفساد وعبودية دول الجوار الطامعة به وللمليشيات التي جاءت بمعيّة الجيش الأمريكي وغيرها، إلا انه يبدو ان العراق ما زال فيه نفوس تأنف العبودية والذل،، تسعى للحرية وحق الحياة المستقلة،، ترفض الطائفية كما ترفض التطبيع مع إسرائيل ،، وعليه يفكر ساكن البيت الأبيض ان يسحب جنوده الموجودين في العراق والذين قد يوجدون بعض التوازن في حالة استكمال إيران من و(ما يسمى كردستان) من جهة اخرى وثالثة الأثافي (الإسرائيليون) المطالِبون باسترداد ما باعوه حين التحقوا بالعصابات الصهيونية لمحاربة الفلسطينيين في أرضهم،، ورابعتهم تركيا وأطماعها في شمال العراق.

فهل ما زالت في قوس ترامب والبيت الأبيض جرائم لم تُنجز بعد؟؟

ويبقى لله وللشعب والتاريخ الكلمة الأخيرة وان طال الزمان.

العدد 111 / كانون الاول 2020