كل عام وأنتم بخير

إبتداءً من هذا العدد 112 تعود  »الحصاد« للكلمة المطبوعة ورقياً بعد انقطاع طال أمده ونحن ننتظر أن تنفرج أزمة اجتياح  »الكورونا« للعالم حيث تسببت بغلق الكثير من منافذ العمل المختلفة بما فيها شركات الطباعة،، ورغم ان الجائحة لم تنته بعد ولا يبدو في الأفق القريب موعد انتهائها إلا ان الإصرار على التصدي للمعوقات والسعي للعودة إلى الوضع الطبيعي، وبتوفيق من الله سبحانه، عدنا لما كنّا عليه ونساله تعالى ان يوفقنا للاستمرار بما عاهدنا أنفسنا عليه.

نفتتح هذا العدد بالتهنئة بميلاد السيد المسيح عليه السلام وبالسنة الميلادية الجديدة وندعو الله ان تكون خيرا من سابقاتها.

 » تفاءلوا بالخير تجدوه« حديث متوارث فيه الكثير من الدفع النفسي كي يستمر الانسان بالسعي للوصول للافضل والأجدى لخير الناس والمجتمعات في كل زمان ومكان،،، وهو ما نرجوه للبشرية اجمع.

من منطلق التفاؤل نستمد القدرة على المقاومة،،، مقاومة المرض،، مقاومة العجز،، مقاومة التخاذل،، مقاومة المعتدي،، ومقاومة الادعاء بوجوب الخضوع للامر الواقع، فَلَو خضع الناس للأمر الواقع لاستكانوا ولم يشحذوا الهمم لتغيير الواقع للافضل،، حينها يفقد الإنسان إنسانيته ويفقد الغرض الذي خُلق من اجله  »ازدهار الارض وإعمارها إفشاء الخير والسلام في كل مكان«.

احتفال آخر في شهر ديسمبر (يوم اللغة العربية العالمي) هي اللغة العربية،، سيدة لغات العالم،، هي اللغة الوحيدة القابلة للتطور على مدى العصور بفعل قابلية الاشتقاق واستنباط المعاني لتغطي كل جوانب الحياة،، اجتماعية،، سياسية،، علمية،، فنية،، ودينية،،، فما هو المطلوب منا ـ نحن العرب ـ؟؟

ان نحترم لغتنا فلا نخلطها بعبارات أو جمل من لغة اخرى،، ان نُعلِّم اولادنا وأجيالنا القادمة لغة الآباء والاجداد،،، فهي إرثهم وتاريخهم وجذورهم وتراثهم العلمي وشخصيتهم التي تمد جذورهم إلى أرض الواقع أينما يكونون فلا يكونوا كالمقطوع من شجرة لا يعرف إلى أين يميل.

من المؤسف ان نقرا لبعض الكتّاب بحوثا أو عملا أدبيا أو صحفيا فنراه مليئا بأخطاء قد لا تفوت على طلاب المراحل الابتدائية والمتوسطة في بعض الأحيان…. نستمع للإذاعات والقنوات الفضائية فلن تكون خيرا مما قرأناه في الصحف،،، اما الحوارات التي تتم باللهجات المحلية فحدث ولا حرج،،، فهل كل ذلك من اجل نسف الجسور بين أبناء أمة العرب،، فاللغة العربية خير معبِّر عن وحدة الشعب العربي من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي،،، رفقا بلغة العرب ولتكن أمانة في عنق كل عربي ان يحافظ عليها ويرعاها.

العدد 112 / كانون الثاني 2021