نهاية تلفزيون لبنان : لا مولدات ، انهيار المعاشات ، تقنين الارسال

عبيدو باشا

ميزت تأملات الرئيس اللبناني الجنرال شهاب تأملاته ، حتى يتساوى مع تجديدات وجدها لا تسمع فقط ، وجدها ترى وتسمع ، اثر الحرب الأهلية في لبنان بالعام ١٩٥٨ . بعد سقوط الستاتيكو المحلي في ذلك العام ، وجد العالم انه لا بد من الخروج من الغموض الى خطا تثير الدهشة . اذن لا بد ان يلتقي الرئيس الجديد ، ضابط الايقاع الجديد بالرئيس جمال عبد الناصر ، رئيس العرب والوحدة العربية بين سوريا والجمهورية العربية المصرية. جرى اللقاء في اجواء تعتبر استفزازية ، حين اصر الجنرال على ان ترفع خيمة على الحدود اللبنانية / السورية . اقترح شهاب موقع الخيمة ، من رتبنه ، حين قتل انه جنرال وان عبد الناصر بكباشي . تعرف على نفسه في هذا التصرف ، حين يعرف العالم جمال عبد الناصر ، بعيداً من المواقف السطحية والمضحكة .واحدة من صيغ الضبط المغلقة : المأسسة . ادراك اطر السيطرة من خلال المؤسسة . ضبطها في العمارات المعاصرة . عمارات ثقافية وفنية واجتماعية واقتصادية ، في مقدمها تلفزيون لبنان واذاعة لبنان ، من اجل ازالة وامتصاص كل ما يحول دون طرح الرؤية والتصور . ابتكار لا نسخ . سيكون من نتيجة بناء هذه المؤسسات تحليل وفهم اهمية احتلال الاذاعة اللبناتية لأجل اذاعة بيانهم الانقلابي . نمط دارج في انقلابات العالم . ما أكد أهمية ضبط المؤسسة على طاقات القوى السياسية .

انكفاء على الذات بلا مؤسسات . وجدت الاذاعة في منطقة اخرى قبل يوم واحد من الانقلاب . اما المكون الثقافي / السياسي الاخر ، تلفزيون لبنان ، لعبت هذه المؤسسة دور المختبر متعدد الاختصاصات ، لا متعدد الاصوات . لأن تحديد المكونات جرى هنا في استلهام وتوظيف كفاءات واستبعاد كفاءات اخرى . ليس غريباً في هذا المجال أن يبدأ كسر الجمهورية بكسر تلفزيون لبنان ، بتأكيد شرط الانقسام بين محطة تلة الخياط ومحطة الحازمية ، حيث جرى اقامة ما يسمى بنشرات التناحر . نشرة ضد نشرة ، نظرة ضد نظرة . راح الزملاء القدامى يتقاصفون بالكلام السياسي المباشر ، حتى اذا اعياهم الكلام تقاصفوا بالقذائف المدفعية ، من خلال القوى المسيطرة على الطرفين . الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية من جهة والكتائب والاحرار من جهة اخرى . مذاك بلغ تلفزيون لبنان نهايته بابتعاده عن ادراك المعارف الجديدة والتخييل . سجل قدوة رهيبة على التراجع بانكسار بنيته الاساسية مع استثمار القوى السياسية لها وتحفيز اداراته المتعاقبة على استيعاب من كانوا على تماس حقيقي على الجبهات . هكذا ، اتخم التلفزيون بالموظفين ، كما اتخم بديناميات الفساد في ابداع قل نظيره في اي مؤسسة اخرى في لبنان والعالم العربي والعالم .لم يعد هدفاً للتطور مذاك . لم يعد محفزاً على استقطاب التجارب والاسماء كما حدث على الدوام ، لأنه لم يعد وحده مؤسس اركان الابداع وتجلياته . ولان الاقنية الأخرى منابر اكثر منها محطات او اقنية .

لا علاقة لانسحاب القطاع الخاص بانهيار هذه المؤسسة العريقة ، يعود الامر الى غياب المحركات ، كل المحركات . هذا تشخيص البعض . وهو اقرب تشخيص الى الواقع . مجال يستحق كل عناء للإفلات من التطور . صورة مقلوبة على قفاها . صورة الوجود والواقع والمستقبل . ولأنها كذلك ، ان مايجري في التلفزيون موضوعي : انسحاب الرعاة وغياب الضامنين ، ما أوقعه في ازمة تعاملت الدولة مع مسلماتها عبر وزارة الاعلام ، حيث راحت تقتطع جزءاً من ميزانيتها من اجل تسكير الاجور والمواضيع الاخرى في حياة التلفزيون . توجه كلف الكثير . بالأخص غياب عوامل التحفيز لتحقيق الاحلام واقامة الطقوس المشتركة بين التجارب والتجارب الاخرى . وحين افلست الدولة ، لم يعد بمستطاعها دعم التلفزيون ، بحيث ترك لمصيره . وبحيث راحت مراجعاته الجذرية تقوم على ضرورة تأمين معدلات التضخم وتأمين الحاجات الاساسية للتلفزيون من وقود للسيارات والمولدات . تفجرت حياته الداخلية حين لم يعد الموظفون يدامون سوى يوم واحد في الاسبوع . وحين اضطرت الفرق العاملة فيه الى تقديم نشرة اخبار واحدة ، هي النشرة المسائية .

سوف يفاجئ قاصد التلفزيون اللبناني بغياب اشكال الفرجة عن مدخله واستديوهاته . لا مبادئ ، اذن لا عروض ولا حالات ولا اسلوب ، بالطريق الى مزج الأساليب. لا محاور ، لا وعي . كأن التلفزيون فقد تراثه بعد ان تم توزيع ارشيفه على المحطات الأخرى . كل سلطة اخذت نسخة من الأرشيف لنلفزيونها . وحين انتهى الامر ، جرى ركن الأرشيف في البنك المركزي في تصميم ساخط على ايهام الناس بأن الأرشيف لا يزال سليماً معافى . لا رغبة بالذهاب الى حل المعضلة . لا حل لها لأنها مرتبطة بالأوضاع العامة بالبلد . ثم أن لا مجلس ادارة ولا استثمار ، سوى باستجلاب من انتهت اوقاتهم في تلفزيوناتهم الى تلفزيون لبنان . استنساب وتوزيع طائفي ومذهبي وتنازع على السيطرة على التلفزيون بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر . فضاءات مغلقة على معطيات وجودية لا تبشر بالخير .

مات التلفزيون . ثمة من قتل التلفزيون . ثمة من اعتمد نظرية فرويد ، بعلاقته بالتلفزيون . هو الأب. لا بد، إذن، من قتل الأب، لكي يحيا الأبناء وسط عنايات متخيلة من أبطال القوى الجديدة بالعالم ، من أبطال العولمة. قوى تتصارع على أرض الواقع . قوى تتصارع بالخيال . لا مذنب مثالي ، ما دامت النتائج محسومة سلفاً بالصراع الدائر في أروقة التلفزيون ، بالصراع الدائر على التلفزيون . لا غالب ولا مغلوب. وسط الإصطفافات القائمة في بلاد لا تفقد من عنفها السياسي، حتى تجعل من غياب العنف حرماناً، بحيث لا تلبث أن تستعيد العنف . العنف هو الكائن الواقعي الوحيد في تلفزيون لبنان ، حيث قاد بعض أعضاء مجلس الإدارة السابقين، المرافعة ، بعدم كفاءة المدير العام الراحل ابراهيم خوري ، على الصعيد البدني والصعيد الذهني. وُعِد هؤلاء بإدارة شؤون المؤسسة ، في مسرحية تم إخراجها بدقة. إذاك، قام نشر الغسيل الفاضح للمجريات الداخلية، بإعلان نصر تعيين طلال المقدسي ، رئيساً لمجلس الإدارة ، مديراً عاماً، في عهد الرئيس ميشال سليمان . ولعل تعيين العامل في اعلانات التلفزيون في بداياته واحدة من القراءات الجائرة بحق التلفزيون والعاملين بالتلفزيون . لأن الرجل لا يمتلك من استهداف اساليب التطور ، سوى فكرة ارساله الى هذه الندوة البصرية المفتوحة لكي يكون صورته السياسية ، بحيث يسمح للرئيس سليمان بتزويره بعد اجابته على العجز على اسئلة التلفزيون الداخلية . فشل ذريع ، فشل هائل ، اضطر قاضي الامور المستعجلة الى تنحيته بعد ان عينه هو نفسه ، على أمل التخلص من مرحلة الإكتئاب والإكفهرار. لم يبلغ أحد درجة من السذاجة ، تدفعه إلى رؤية الدواليب المثقوبة لسيارة التغيير، بدون رؤية السيارة المنخورة بالأزمات والأمراض السياسية. تكفلت الأخيرة بتعيين طلال المقدسي، حين أطاحت بأبرز وجوه الإدارة بالتلفزيون : فؤاد نعيم.

بين عهدين ، عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي والرئيس السابق ميشال سليمان ، جرى جز رقبة التلفزيون ، عند شبكات العلاقات السائدة بعشرية حكم جديدة . كنس الواقع الأوهام ، بتغذية السياسيين حضورهم بالتلفزيون . التلفزيون الأول بلبنان والعالم العربي. لا ضرورة للكلام على أن “نصر” هي السيارة الأولى بالعصر الصناعي المصري. فيات نصر. الأخيرة كتلفزيون لبنان ، صناعة محلية. صناعة حديد، انتهى على صورة خردة، في مجتمعات ظنت أنها مجتمعات قوية، مع مجموعة من المتغيرات الأقليمية والدولية. مجتمع فؤاد شهاب في لبنان . مجتمع جمال عبد الناصر في مصر. وفرت المصانع عملاً لعدد كبير من المصريين واللبنانيين. لا مبالغة. إذ أن تلفزيون لبنان ، لم يلبث أن غدا مصنعاً، غير منتج ، إلا على صعيد، توفير فرص” اللاعمل ” لكثير من ِاللبنانيين . لا يعملون ويقبضون . او يقبضون ولا يعملون . لا يزال اللبنانيون يحتفظون بحنينهم الى تلك الايام السعيدة . اه الايام السعيدة بحسب بيكت المسرحي الايرلندي الشهير بمسرح عبثه . لم تلبث أن تعثرت باندلاع الحرب الأهلية في لبنان. حيث خسر التلفزيون دوره الوسطي بين اللبنانيين . عرض الإنهيار على الاعين . عرض الإنهيار الثاني ، تصفية الحسابات بين الطوابق ، على قدم المساواة. شخصيات واقعية تجرد الصراع على السلطة ، على قاعدة يا القاتل يا المقتول . أقصيت تلك الفئات إلى المنسيات . سادت الفئات الجديدة. أقصي تلفزيون لبنان إلى المنسيات ، مذ تشددت القناتان ، على لدغات الزمن القاسية. أضحتا ضحية ما مضى، بتشدد السياسيين ، بالحرب الباردة عبر الأزلام والأسماء في مراكز القوى . كل كلام خارج مراكز القوى ، كلام أطفال. لا تنبع الخطابات الطيبة وغير الطيبة ، إلا من طفولة التلفزيون البعيدة، السعيدة. لا حياة للتلفزيون وسط مراكز القوى الكثيرة بالتلفزيون. قوى تستقوي على بعضها بالقوة . أو المصائد المفروشة بالمكاتب والأروقة والإستديوهات وغرف الكونترول والكوريدورات . جاء المقدسي على سطح الماء. وحين أراد الغوص، وجد نفسه بالطريقة القديمة ، بين الوجوه القديمة، يقتات من الصور البلا أمل. ضرب ضربته الأولى. مركزة السلطة. بدون الإنتباه إلى هشاشة السلطة وانكشافها بالتلفزيون. غرق بتجعدات سطح الماء، بنفس نيتشوي . برغبة تمثيل المشهد من أول المشهد إلى آخر المشهد. كما لو أنه في مأثرة خالدة. عندها وقع بالتكرار الملزم. عندها فرش المكاتب باليرقات السلبية وأجهزة المراقبة والتصوير.بقي . حارسا قضائياً لا أكثر. لعب دور الدمية الروسية . لعبة بلعبة ، داخل لعبة داخل لعبة. فجأة اتخذت الكلمات معنى آخر. وقع الرجل في تصدع لجي سحيق ، زاده تصدعاً نشره المصائد على كل المفارق والزوايا. أرجعه نصره النرجسي الأول ( التعيين) إلى هزيمة مدوية . العجز العادي أولاً. ثم، عجز شرير ، قريب من شر الملكة الشريرة بحكاية الحسناء النائمة. لم يقترح الرجل أحد الوجوه الإستثنائية ، لقيادة ما احتشد بذهنه من “الحكايات الخارقة”. دخل بفقدان الذاكرة الجمعي ، وقت وجد بالتلفزيون نموذجاً حياً، على المساحة المقتولة . لا طرق سالكة بالتلفزيون، لأن طرقات السياسيين ، طرقات حلزونية بالتلفزيون. المقدسي إبن هذا العود العام. لم يدرِ أن وزن التلفزيون خف منذ غاب الماء الصافي عن التلفزيون . أضحى عديم الجدوى ، مذ لم يعد يشبه نفسه، حين وجد أبطال الحرب بالحرب كرامتهم المفقودة. وحين جرى السياسيون في ساعاته ، كما تجري الصور في المشاهد. وحين ألزم السياسيون رجال التلفزيون وسيداته ، باستخدام الانتماء السياسي بتعزيز الواقع الشخصي. لا ناس بالتلفزيون . هذه هي النتيجة. أبطال أفلام وروايات . أبطال عاجزون عن إدراك الفروقات بين الأقنية والمنابر. تلفزيون لبنان ، قناة. النلفزيونات الأخرى منابر. أصبح التلفزيون مطرحاً ضائعاً بين المنابر. قناة بين المنابر. ضحية ملزمة. نرسيس جميل يقضي على عتبات جمالاته الآفلة وعجزه العادي ، من خلال مرآة مشوهة ، صبها الجميع بأيديهم، لكي تعلق على مدخله العجيب.

وقوع في الذات المتضخمة . هذا شأن الجميع هنا، في مؤسسة لم تعد نموذجاً. لم تعد مأثرة . أجهض مذ لم يعد وحده على قوس الوقت وإنتاج الدقائق. اختار أبطاله. راح يوبخهم ، مذ تبخرت منه كل الآمال. منذ فقد شروط حضوره الإنسانية. بداية ، سَّر فرحه الناظر، لأن لا شيء ينظر إليه إلاه، قبل أن يفقد حكمه ، مندفعاً إلى أجوبة الآخرين بدون تردد. لم يعد التلفزيون ، حصراً. لم يعد التلفزيون ، حصرياً. لم يعد تحت ضغط الشعب ولا أنظمة الحماية القديمة. راح العاملون بالتلفزيون يمجدون كل عدوى ، يمجدونها إذ يجدون فيها علاجاً رمزياً للأمراض الواقعية. لم تعدم المحاولات النوايا الطيبة. غير أن الغرب والشرق لن يجتمعا مجدداً بالتلفزيون . ذلك أن التلفزيون إبن مرحلة، ابن حقبة. انتهى التلفزيون ، بنهاية الحقبة ، بنهاية المرحلة. كل محاولات الإنقاذ ، محاولات مجازية، إذا لم يتم تحرير التلفزيون من ذكرياته ، لا من ذاكرته. البون بين الإثنتين واسع. لا فن ولا شعر. لا نسق . خلص النسق إلى علو التعريفات الحضورية، الجسدية، بانانيات مفرطة. لا روح . إذن لا كون. لا حلم ، لأن لا فضاء أحلام ، تُقطف الأحلام من شجراته. سخرية الجمهور من التلفزيون ، سخرية مستمرة ، من استمرار التلفزيون على مصطلحاته الميتة. لا يُترجم التطور بالعبورمن الجهل إلى المعرفة. يترجم، أولاً، بعلاج الجهل . بإخراجه من السرادق الوطنية الكبيرة، المتبلة بالمحسوبيات . بعث التلفزيون ، كبعث قارة . لا هرب من إعادة تعريفه ، بالإستشهاد بالعقل الصناعي لا بالعقل الزراعي. أن نزرع موظفين ، لكي نحصد أصواتَ. أن نعين مديراً أو رئيس مجلس إدارة، لكي نسيطر على الجهاز والمؤسسة من خلال الجهاز. استشهد بحضور مذياع تلفزيون لبنان بسفرات رئيس الجمهورية ، السابق، ميشال سليمان ، حتى هذه الأيام. رسَّم الرئيس السابق ، المقاربة هذه، مع مدير جديد. لا يزال الترسيم دارجاً، كما لو أنه الخط الأزرق على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.

إعادة خلق تلفزيون جديد ، بالمحيط الجديد، ليس فناً طقوسياً. ضرورة . فهم الشيء، لا فك الرموز. تفكيك الستاتيكو . ادراك العالم الجديد بالعالم الجديد. ادراك موجبات . حمل لغة مرئيّة ، جمالية ، جديدة، تثري وتغير. لغة فنون عضوية وفنون شعبية وفنون اجتماعية . فن ينخرط في حياة المدينة. فن ينخرط في حياة الدولة. إفادة من الوعي الجديد بعالم أوسع من العالم. لا اعتبار الأثاث بالمكاتب مادة حية. ولا الإضاءة الداخلية، لأن مزاج المدير مزاج إضاءة داخلية. ولا ابتداع لوغو جديد، يغيب العناصر الأساسية والتناقضات الداخلية. تناقضات تدمر أو تُخَّصب، بحسب الخيارات . المشكلة الأولى ، مشكلة أن أحوال المؤسسة من أحوال الدولة. هياكل الدولة غير مجهزة بالبنيات غير المهترئة . هياكل المؤسسات امتداد المفهوم على المفهوم. لا خيار أمام ذلك، إلا التلهي بالقضايا البعيدة عن المخططات الأولية المعاصرة. لا تعتبر الجباية، هنا، من المنابر التلفزيونية الأخرى( جباية الحقوق من التلفزيونات الاخرى بحسب قانون الاعلام غير المفعل ) ، إلا إخفاقاً، بغياب الوسائل والوسائط الأخرى . كالإنتاج وضرب كل تعريف حصري للمؤسسة الوطنية. لا تفاؤل ، لأن كل الأشياء الأرضية لا تدفع إلى التفاؤل. اكتشف التلفزيون فنونه. انتهى عصر الفنون هذه. لا شيء سوى الكسل . لا شيء سوى الإنخراط بالحروب الداخلية. ظاهرة تتعدى كل تعريف حصري. لم يعد التلفزيون سوى معرض للإخفاقات . لا نقل مباشر ولا ملكات ولا فضول. التلفزيون ، اليوم ، بسكوتة مادلين. تغنى بروست بالبسكوتة، غير ان أحداً لم يأكلها إلا مادلين. خسارة ضخمة أن يصبح تلفزيون لبنان ، مستعمرة موصدة ، خارج العالم. جدران لا حياة ممكنة. أرضه جريحة بلا سارية. هاوٍ في رحيل لا متناه، كرمى للأنبياء بأحيان . كرمى للروح القدس بأحيان أخرى.

العدد 130 / تموز 2022