“العربية في المهاجر” إصدار “مؤسسة الفكر العربي”

بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي المتعدّد القطاعات للدول العربيّة في بيروت، عقدت مؤسّسة «الفكر العربي» ندوة لمناسبة “اليوم العالمي للغة الأم” بعنوان: «كيف يتعلّم أبناؤنا العربيّة في المهاجر؟ تجارب وتطلّعات»، شارك فيها نخبة من الوجوه الدبلوماسيّة والثقافية والسياسيّة والتربويّة والإعلاميّة، بإدارة الأكاديمي والباحث الدكتور نادر سراج.

تخلل الندوة إطلاق الكتاب السابع لمؤسسة الفكر العربي، ضمن سلسلة “أفق” التي يشارك في تأليف إصداراتها متخصصون وخبراء وتربويون وباحثون عرب ومن دول غربية. وعن الكتاب الذي حمل اسم الندوة قال المدير العامّ لمؤسّسة «الفكر العربي» البروفسور هنري العويط: «أصدرنا هذا الكتاب لمناسبة مرور خمسين سنةً على القرار الذي اتّخذته الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في 18 كانون الأوّل 1973، وقضى باعتماد العربيّة واحدةً من اللغات العالميّة الستّ. وآثرنا أن نقصر اهتمامنا في هذا الإصدار على موضوع تعليم العربيّة لأبنائنا في المهاجر، لا عملاً بالقول المأثور: «الأقربون أولى بالمعروف» فحسب، بل لنذكّر أيضاً بأنّ تعليم لغة الضاد لأبنائنا، في أوطاننا وخارج حدودها، واجب وطنيّ وقوميّ يتعيّن علينا جميعاً. وأضاف: «سيتبيّن للقارئ أنّ ملفّ تعليم العربيّة لأبناء المهاجرين لا يقتصر على الجوانب التقنية، وأنّه لا يقارب اللغة من خلال وظيفتها التواصليّة فقط، بل تحضر فيه أيضاً بقوّة إشكاليّات الهويّة والانتماء والأبعاد الدينيّة والثقافيّة والسياسيّة”.

وعن الكتاب قال سراج: “يتناول مسائل تتعلّق باللغة العربيّة غُيّبَت أحياناً عن الجمهور، مع تقديم أرقام ونتائج لأبحاث علميّة جمعتها «مؤسّسة الفكر العربي».

ومن تونس شارك في الندوة مدير قسم العربيّة والترجمة في جامعة قرطاج الدكتور طارق بو عتّور  الذي اعتبر أنّ «أبرز الحواجز التي تعترض لغتنا في المهاجر هي سوء التقدير للأوضاع المحيطة وعدم مراعاة واقع الاندماج وحذر البلدان المستضيفة من التطرّف. وتكمن سبل الحلّ في مراعاة حاجات الدارسين وواقع اندماج الأبناء، واعتماد الأساليب المحفّزة في التعليم، وابتكار منهج خاص لتعليم العربيّة في المهاجر. أمّا الضمانات لنجاح هذه الخطط فتكمن في تقليص الفجوة بين المتعلَّم والمحكي، والدراسات الميدانيّة لتشخيص الواقع، وتعزيز دور الهيئات الإقليميّة كاليونسكو”.

وفي مشاركتها، ركزت الأمينة العامة السابقة للجنة الوطنية لليونيسكو، الأستاذة الجامعية والكاتبة الدكتورة زهيدة درويش على «ضرورة التفكير بواقع اللغة سواء داخل أوطاننا أو خارجها، حيث غالباً ما تسود فوضى في الكتب والمناهج ونقص في عدد المعلّمين وندرة في المعلومات الدقيقة عن واقع اللغة. وأضافت أن «المشكلة ليست في صفة الصعوبة الموجودة في الأذهان عن لغة الضاد، بل في طرق تعليمها التقليديّة، وفي عدم تضافر الجهود العربيّة وعدم وجود مرجعيّة موحّدة تساهم بتسهيل وتعزيز التعلّم، على مثال المنهج الأوروبّي لتقييم مستوى اللغة لدى الأجانب