باركَتْني… فلي كلامٌ جديدٌ

يكتبها: هنري زغيب

باركَتْني… فلي كلامٌ جديدٌ

      الراوي:

      شِعراً ونثراً يكتب إِليها

      ويظل يُحس وَهدةً بين ما يُحسُّه وما يكتُبُه

      لا قُصوراً في الشعور بل الكلمات

      يجدُ التعبير دون ما يضجُّ في شُعوره

      يريد كلماتٍ أُخرى، تعبيراً آخَرَ، لغةً أَقوى

      يبقى سجين القول الذي دون الشعور

      ويتذكّر عبارة الشاعر ت. س. إليوت:

«غريبٌ أَن تظلَّ الكلماتُ غيرَ وافية، وأَن يظل العاشقُ يعاني باحثاً عن كلمات».

      الشاعر:

هُـوَ صُـبْـحٌ

-وانتابَني-

وَضَّـاءُ

نابضٌ فيه من ضِـياكِ ضِياءُ

وتشائين في كلامي عَذارى

كَلِماتٍ لـم يَعْرُهُنَّ انتماءُ؟!

كيف أَجلوها

والقصائدُ في عُمري بِنـاءٌ

وكلُّ شِعري بِناءُ؟

غَزَلاً كانَ

صُغْتُ فيه افتراضاً

قَـنَّـعَتْهُ الوُجوهُ والأَسماءُ

وبِوَهْمِي زَيَّـنْـتُـهُ

فَسَـما  بي غَزِلاً إنّما…

مـداهُ ادِّعاءُ

***

أَيُّها الحُبُّ

هــاك بِكْرُ اعترافي:

بَلَغَتْني البُشرى وَحَلَّ الرّجاءُ

خِـلتُني لــن أَقُولَ فيها صفاءً

فأَتاني من حُبِّها الاصطفاءُ

باركَــتْــني

فَـلِـي كلامٌ جديدٌ

مسَّني منها واحتواني الهناءُ

مِـلءُ كَـوني حنانُها الْـجَمُّ

حتى حين تقْسو يَظَلُّ  فيه رُواءُ

كُلَّـما خِـلْـتُني اكتَشَفْتُ سماءً في فضاها

تَفَتَّحَت لي سماءُ

***

أَيُّها الـغَــيْــبُ

لا تَـخُـــنْــني

كَفاني ما استبدَّتْ بأَمسِيَ الأَخطاءُ

مُـــدَّ رُوحي…

ولْـــيَـــمْـــتَــلِـــئْ بِـكَ حُبّي

لأَفيها الوفاءَ… فهي الوفاءُ

ها خريفي صباحُهُ هَلَّ

وانهلَّ نَــداها ففاحَ منه الدُّعاءُ

كِلْمَـةٌ منها

تُشرقُ الشِعْرَ فِــيَّ

اسْتَلْهَمَتْني وَطَابَ فِـيَّ العطاءُ

فَفُصولي ربيعُها الطَّلُّ

هَبْني من سَناها أَن يَعتَريني السناءُ

من كتاب

«داناي… مطرُ الحُب»

هنري زغيب