ارهاب العمر

يكتبها شعرا: حافظ محفوظ

ارهاب العمر يُعرّيني

من ثوب شبابي ويكويني

بلهيب الخيبةِ من امسٍ

كالحلم مضى لا يرويني

يغتالُ ببطءٍ ايامي

ويدمّر مخزون سنيني

ودّعت الصيف ونكهَتُه

ودخلت ضبابَ السبعين

وخريفي اطلق موسمه

تشرينُ يغصّ بتشرين

ويليه شتاءُ آخره

موتٌ حتميُّ يطويني

XXX

ارهابٌ العمر ميزته

عدلٌ في سفر التكوينِ

فالموتُ جامعةٌ كبرى

ومساواةٌ لبني الطينِ

والله وحدَهُ لا يفني

وخلائقُهُ بعضُ عجينِ

لا ملكٌ يبقى على عرشٍ

والقبرُ مصير السلاطينِ

لا يأخذ انسانٌ معه

إلاّ قيمتَهُ في الدينِ

اخلاقُ المرءِ شفيعتُهٌ

في عالمٍ روحٍ وسكون

والمالُ سلاحٌ ذو حدَّينِ

يضرّ وينفع في حينِ

للخير يوظَّف أو للشرّ

اداة شؤونٍ وشجونٍ

XXX

في باقي العمرِ لي حلمٌ

إنهاض وطي المسكينِ

ازماتهُ اثقلٌ من جبلٍ

ورقابٌهُ تحت السكّينِ

وديونه كيف يسدّدها

وفوائدها بحرٌ ديون؟

XXX

اهوالٌ تقصف أعماراً

في زمنٍ قاسٍ ملعونِ

والفكرُ يواجه عاصفةً

بصراع يسارٍ ويمينِ

وحروبُ تُفرزُ اجيالاً

من غضبٍ وحزنٍ مدفونِ

وحقوق الانسانِ قُصفَتْ

بقنابل عنفٍ مجنونِ

والقوةُ تهزمُ اخلاقا

ومباديء خيرٍ ويقينِ

XXX

ارهابُ العمر يسألني

عن أي ترابٍ يأويني

هل أُدفن في لندن أم

في أرض وطنٍ ويدعوني

هُجرّت منه يعصرني

شوقي وهيامي وحنيني

يحيا في عقلي وفؤادي

نورا يلهمني… يهديني

اتمنى فيه آخرتي

اقضيها مرفوع جبينِ

واراه حراً معافى

مرتاحاً غير مغبونِ

إن شاء الموت رقادي في

greenford ما بين بنيني

اوصيهم بأحفادي وصلا

من يكمل عائلتي بدوني