داناي في مجلسهنّ

هنري زغيب

الراوي:

تَخيَّلَها هناك: بين ذويها من النسوة. ما الذي يكونُ وهي بينهنّ؟ أَيَرَونها كما يراها؟

أَيَسطَعُ جمالُها عليهنَّ كما يَسطع عليه؟

تَخيَّلَها بين ذويها من النسوة، هو الـمحروم منها فلا يبلُغُها، وهُنَّ الناعمات بحضورها ولا يَدرِين بفرادته

يقهرُهُ أَنه بَعيدٌ، وأَنهُنَّ حولها. ويُنقذُهُ رجاؤُه التامُّ أَن يأْتي زمانُهُما فيكونَ هو حَولَها، وهنَّ النائيات.

الشاعر:

وأَنكِ في مجلسِهنَّ والصخبُ يدور.

وأَنتِ بينَهُنَّ،

بوجهِكِ الشّمس،

بجمالِكِ الساطع،

ببهاءِ عينيكِ الجميلتَين وِسْعَ مَدىً،

وهُنَّ حولَكِ شاخصاتٌ إِلى حُضُوركِ النَّدِيّ،

مأْخوذاتٌ بِــإِشعاعِكِ الباهر.

هُنَّ متّشحاتٌ بالكلام،

وأَنتِ بينهنَّ بالأَبيض النقيّ.

حولكِ هُنَّ في الحوار،

وبينَهنَّ أَنتِ في سُكون الصفاء

صمتُكِ نابضٌ بـِحُبٍّ سَعيدٍ تُـخبِّــئُــه نبضاتُ الهناء في قلبكِ الفتيّ.

***

أَيتها الـ أَنْـتُنَّ حيثُما أَنْتُنّ،

خُذْنَ، من هَيْبَتِها بينكنَّ، نقاوَتَها وبراءَتَها وطهارتَها.

نقاوتُها تعصُمُكنَّ من الضلال.

براءَتُها تحفَظُكُنَّ من الزلَل.

طهارتُها تحميكُنَّ من اليأْس.

تَطلَّعْنَ إِليها في انبهار الإِيمان بقُدرة التَّحَوُّل

هي التي لها قُدرةُ تحويل الحياة إِلى سعادة دائمة.

وإيّاكُنَّ الحسدُ من جمالِـها الساطع.

أَبْعِدْنَ عنها عيونَ الحاسدات،

وانْظُرنَ إِليها بِعُيُون الإِعجاب.

تباركْنَ من ظِلِّها عليكُنّ وهي جالسةٌ مَعَكُنَّ بكل جلالِـها العذْب.

هَلِّلْنَ لها إِذا تكلَّمَتْ.

هَلِّلْنَ لها إِذا سكَتَتْ.

هَلِّلْنَ لها إِذا وقَفَتْ.

هَلِّلْنَ لها إِذا نَهَضَت وَمَشَت.

وَوَدِّعْنَها، حين تُغادرُكُنَّ، بِبَنَفْسَج البَرَكَة ومانيوليا السلامة.

إِنها ذاهبةٌ إِلى حَـبـيـبِـها الناطرِها دائماً عند مَطلع القصيدة.

***

بَرَكَتُها مَصيري.

سَلامتُها طريقي.

وكُلُّ خَطوةٍ منها سَماءٌ لي إِلى غَدٍ أَجمل.

هي هِبَةُ الحياة إِلَـيَّ في ربيع تشرين.

هي نعمةُ العُمر حَلَّت على سَنواتي منذ حلولِ شهر الحصاد.

إِنها خلاصُ الغروب الذي

يُشرق من صوتِها كُلَّ صباحٍ

فلا يعرف المغيب.

إِنها حبيبتي.